بلغ عدد الخريجين 36 حافظًا وحافظة، منهم 19 من الذكور و17 من الإناث، وسط حضور واسع من العلماء والمسؤولين وأولياء الأمور، إلى جانب طلاب وطالبات المدارس القرآنية والمراكز الدينية من مختلف مناطق البلاد
وفي كلمته خلال الحفل، تحدث الأستاذ إبراهيم أمير الدين صالح -أحد مدرّسي المدرسة- عن البرنامج التعليمي المتّبع في تحفيظ الطلاب والطالبات، مؤكدًا حرص المدرسة على مراعاة الفروق الفردية في الفهم والاستيعاب. وقال: "نحن نُحفّظ أبناءنا القرآن الكريم ابتغاء مرضاة الله، ليحفظهم ببركته من الأضرار والمنكرات، فهو كلام الله المنزل وشريعة دين الإسلام، وعلى كل مسلم أن يسعى لحفظه وفهم معانيه
وأضاف الأستاذ إبراهيم أمير الدين أن جزر القمر، رغم كونها دولة عربية، إلا أن كثيرًا من سكانها لا يتقنون اللغة العربية، مما يستوجب على العلماء تكثيف الجهود لتعليم تفسير القرآن الكريم وتوضيح معانيه حتى يتعمق الأبناء في فهمه ومحبته
من جانبه، عبّر الأستاذ أحمد طيب خالد، مسؤول مكتب دائرة الأوقاف بالشارقة في موروني، عن فخره بالخريجين، معتبرًا أن حفظ القرآن نعمة عظيمة وفضل من الله يؤتيه من يشاء. واستشهد بحديثه بقصة من رحلة الإسراء والمعراج حين قال: رأى النبي ﷺ نفرًا من نور، فسأل جبريل عليه السلام: من هؤلاء؟ فأجابه: هم أهل القرآن، ومعلموه، وأهليهم." مؤكدًا أن هذه النعمة شرف رفيع في الدنيا والآخرة
وفي كلمته نيابة عن سماحة مفتي الجمهورية، أشار المستشار بدار الإفتاء القمرية، الأستاذ علي حاجي إلى الجهود الكبيرة التي بذلها أولياء الأمور في دعم أبنائهم حتى أتموا حفظ كتاب الله، وحثّ الطلاب على التمسك بالقرآن الكريم واحترامه، مستشهدًا بقول النبي ﷺ: "يقال لصاحب القرآن يوم القيامة: اقرأ وارتقِ ورتّل كما كنت ترتّل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها." وفي ختام الحفل، تم توزيع الشهادات التقديرية على الخريجين، وسط أجواء من الفرح والاعتزاز
يُذكر أن مدرسة شيخة بنت راكان لتحفيظ القرآن الكريم تعدّ وقفًا خيريًا من الشيخة بنت راكان من إمارة الشارقة، وتشرف عليها دائرة الأوقاف بالشارقة. وقد أُنشئت المدرسة في حي حادوجا بالعاصمة موروني إلى جانب مسجد شيخة بنت راكان على أرضٍ وقفتها السيدة خديجة بنت شيخ، القمرية الجنسية
تأسست المدرسة عام 2001 كمؤسسة تعليمية للبنين والبنات وفق منهج وزارة التربية والتعليم في جزر القمر، مع إضافة المواد الشرعية واللغوية، ثم أُعيد افتتاحها عام 2011 كمركزٍ مخصص لتعليم وتحفيظ القرآن الكريم. وقد خرّجت دفعتها الأولى عام 2021 وضمت 19 حافظًا وحافظة لكتاب الله