وكانت وزيرة الثقافة القائمة بأعمال رئيس الجمهورية بالنيابة، قد افتتحت فعاليات المؤتمر أول أمس الأربعاء، حيث صرحت في كلمتها "إنه لشرف كبير بأن ينعقد هذا المؤتمر لأول مرة على أرض جزر القمر، ونظرا لصغر حجمها الجغرافي، لكنها هائلة في تاريخها وثقافتها والتزامها بالوحدة الأفريقية، مؤكدة أن تقاليدنا ولغتنا وأسلوب حياتنا تشكل مزيجا حقيقيا من أصول أفريقية وعربية وملغاشية". وأضافت عناية سيدي في كلمتها "لأمر رمزي بشكل خاص أن يعقد هذا المؤتمر هنا في العاصمة موروني في وقت نحتفل فيه معا بثقافتنا وتراثنا كأدوات أساسية لبناء أفريقيا التي نريدها، حيث تعد هذا المؤتمر السادس، المنعقد تحت شعار "الفنون والثقافة والتراث والتعليم"، فرصة للمشاركين للتفكير في كيفية تشكيل هذه الثقافات المختلفة لمستقبل واعد للقارة

وأشارت القائمة بأعمال رئيس الجمهورية إلى "أن اختيار مدينة موروني لاستضافة هذا المؤتمر يدل على الثقة الممنوحة لنا والتزامنا بدعم وتعزيز ثقافتنا الأفريقية". وذكرت المناقشات والحوارات التي سيتم خلال الأيام الثلاثة (25-27) على مواضيع حاسمة مثل مؤسسة موارد التراث، وتطوير الصناعات الثقافية والإبداعية ودور التعليم

 من جانبها، أشارت أنجيلا مارتينز مديرة الثقافة بالاتحاد الأفريقي، إلى أن مفوضية الاتحاد الأفريقي وحكومة جزر القمر قاما بهذه الرحلة لأننا نؤمن إيمانا راسخا بقدرة الفنون والثقافة والتراث على المساهمة بشكل كبير على التماسك الاجتماعي وبناء هوية أفريقية أقوى، من أجل تعزيز ثقافة السلام وتعزيز القيم وإنشاء فرص العمل لشبابنا. وقالت إن المؤتمرات الثقافية لعموم الاتحاد الأفريقي تشكل "فرصة ذهبية وتعمل بمثابة واجهة قيمة بين صانعي السياسات والعاملين في مجال الثقافة"، بينما نعمل على تطوير الأجندة القارية للثقافة الفنية والتراث والمساهمة في رؤية وإنجازات أفريقيا، وتطلعات لتحقيق أهداف أجندة الاتحاد الأفريقي عام 2063

وأوضحت مديرة الثقافة بالاتحاد الأفريقي أن هذا الاجتماع السادس ينعقد "في وقت تشهد فيه الصناعات الثقافية والإبداعية في قارتنا نموا هائلا في السنوات الأخيرة، مما جعلها واحدة من أسرع القطاعات نموا في الاقتصاد العالمي"، مؤكدة "نحن نتفق مع أولئك الذين يعتبرون الثقافة هو النفط الخام الجديد". وأشارت أنجيلا مارتينز إلى ضرورة تحسين الاستثمار بإنشاء المحتوى من قبل المبدعين الأفارقة، حيث لديهم القدرة على أن يصبح مربحا تمامًا مثل تنقيب النفط الخام في القارة، التي تعد موطنا لبعض أكبر منتجي النفط في العالم