وعلى هامش انطلاق الدورة الـ79 للجمعية العامة، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن "السلام يتعرض للهجوم من كل الجهات"، داعيا إلى "وضع حد للمآسي التي تواجهها البشرية"، بإشارة إلى الحرب الروسية على أوكرانيا والحرب الدائرة في السودان، فضلا عن العدوان على غزة ولبنان. وقال غوتيريش في كلمته خلال افتتاح جلسات الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك يوم الثلاثاء الماضي، إن شعوب العالم ولبنان وإسرائيل لا يمكنها تحمل أن يتحول لبنان إلى غزة جديدة. محذرا من أن لبنان على شفا الكارثة، وأن الوضع هناك مثير للقلق
وأشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن العالم يمر بإعصار وتغيير مهم للغاية، وأن التحديات التي يواجهها غير مسبوقة، وأن هناك حاجة ماسة إلى حلول عالمية. وذكر أنه على الرغم من هذه الحاجة، فإن الانقسامات الجيوسياسية مستمرة في التعمّق. ولفت إلى أن النظام العالمي الحالي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية، وأنه إذا لم يحدث إصلاح فإن التشرذم أمر لا مفر منه. يشار إلى أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أصدر قرارا يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة في مارس الماضي، غير أن القرار لم ينفذ
وتطرق غوتيريش إلى مستجدات الأوضاع في قطاع غزة الفلسطيني قائلا إن الوضع في غزة يشبه الكابوس الذي لا ينتهي، ويهدد بإغراق المنطقة بأكملها، وإنه لا يوجد ما يبرر هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، وكذلك لا يوجد مبرر للعقاب الجماعي للشعب الفلسطيني. مشيرا إلى أن سرعة وحجم الموت والدمار في غزة وصلا إلى مستويات غير مسبوقة، وأن أكثر من 200 من موظفي الأمم المتحدة قتلوا خلال الهجمات الإسرائيلية على القطاع. وشدد على وجوب تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لوقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى وحل الدولتين
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن اندلاع حرب شاملة بالشرق الأوسط ليس في مصلحة أحد، مؤكدا أنه سيواصل العمل على الحد من التهديد الذي تمثله الأسلحة النووية. وقال بأن الانسحاب من أفغانستان كان قرارا صائبا بعد أن فقد أمريكا مئات من جنودها، مشيرا إلى أن هناك العديد من التحديات في أوكرانيا وغزة وأفغانستان والسودان وغيرها من المناطق
وأوضح في كلمته أن قيم الديمقراطية تتعرض للخطر وسط الأزمات المتعددة التي يشهدها العالم، وأن روسيا غزت أوكرانيا، ولكننا لم نقف متفرجين إزاء هذا الأمر وقدمنا دعما إنسانيا وأمنيا إلى أوكرانيا. وقال بأن 8 ملايين شخص في السودان على شفا المجاعة. معلنا انسحابه بعد 50 عاما من خدمته في العمل العام، وأن حان الوقت أمام أجيال جديدة لأن تتولى المسؤولية
يذكر أن الدورة التاسع والسبعين للجمعية العامة انطلقت بعد يومين من "قمة المستقبل" التي خصصت للتحديات الكبرى التي تواجهها البشرية، وذلك تحت عنوان "عدم ترك أحد خلف الركب: العمل معا من أجل النهوض بالسلام والتنمية المستدامة والكرامة الإنسانية للأجيال الحالية والمقبلة". وتستمر الدورة حتى غدا السبت، وتختتم المناقشة العامة يوم الاثنين 30 سبتمبر الجاري