وفي كلمته خلال الحفل الذي أقيم في فندق رتاج لومورني، رحب السفير الصيني قوه تشي جون، جميع الحاضرين، وقال بأنه "خلال السنوات الخمس والسبعين التي تلت تأسيس الصين الجديدة، توحد الحزب الشيوعي وقاد الشعب الصيني بجميع مكوناته العرقية لاستكشاف نظام اقتصاد السوق الاشتراكي بنجاح، بما يتماشى مع الظروف الوطنية، مما خلق معجزة للتنمية الاقتصادية السريعة. حيث وصل نصيب الفرد من اجمالي الدخل القومي إلى 13.400 دولار في العام 2023"
وأوضح أن "الصين حققت معجزة في التنمية الاقتصادية والاستقرار الاجتماعي المستدام، حيث أن حصة الصين في الاقتصاد العالمي ارتفعت من 1.7% عام 1978 إلى نحو 17% عام 2023، وتجاوزت مساهمتها في نمو الاقتصاد العالمي 24.8% لسنوات عديدة". وقال بأن الصين أصبحت محركا رئيسيا للنمو الاقتصادي العالمي، وقوة هامة في الحفاظ على السلام والاستقرار. مشيرا إلى نجاح انعقاد الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الـ20 للحزب الشيوعي الصيني في يوليو الماضي، حيث تم اتخاذ ترتيبات منهجية للتعميق المستمر والإصلاح على كافة المستويات، وتعزيز التحديث ذي الخصائص الصينية. والتي سيؤدي إلى تحولات أعمق في الصين، وسيوفر فرصا جديدة وقوة دافعة للجهود المشتركة بين الصين وأفريقيا لتحقيق حلم التحديث
وقال الدبلوماسي الصيني بأنه "خلال قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي التي عقدت مؤخراً في العاصمة الصينية، تم اعتماد إعلان بكين وخطة عملها بالإجماع، لتعزيز التعاون بين الصين وأفريقيا على مدى السنوات الثلاث المقبلة. حيث تم الارتقاء بالعلاقات بين الصين والدول الأفريقية التي لها علاقات دبلوماسية معها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية. وقال بأنه يتم الآن ترقية العلاقات بين الصين وأفريقيا إلى مجتمع ذي مستقبل مشترك، في جميع الأوقات في العصر الحديث. موضحا أن الرئيس شي جين بينغ أعلن ست مقترحات رئيسية، وعشر إجراءات شراكة، بشأن التحديث الذي ستنفذه الصين مع أفريقيا
وأضاف السفير قوه تشي جون في كلمته أن الرئيسين شي جين بينغ وغزالي عثمان عقدا اجتماعا ثنائيا على هامش القمة، حيث سلطا الضوء باتجاه تنمية العلاقات بين البلدين خلال الخمسين سنة المقبلة. مشيرا إلى أن الصين ستعمل مع الدول الأفريقية -بما فيها جزر القمر- على توحيد قوى "الجنوب العالمي" من أجل التضامن والتعاون بين الدول النامية، وحماية العدالة الدولية بشكل مشترك، وتعزيز السلام والتنمية في العالم
الصين أول دولة تتعرف باستقلال جزر القمر
وتعد جمهورية الصين الشعبية أول دولة تعترف باستقلال جزر القمر وتقيم علاقات دبلوماسية معها. ومنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية، قدم البلدان لبعضهما البعض دعما سياسيا ثابتا وحققا نتائج مثمرة في التعاون العملي في مختلف المجالات، مما يشكل مثالا للعلاقات التي تتسم بالمساواة والتضامن والتعاون. وتقدر الصين الدور الإيجابي الذي لعبته جمهورية القمر المتحدة خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي، وهي مستعدة للعمل معها وفقا المبادئ الخمسة للتعايش السلمي، لتعزيز التواصل والتعاون في إطار الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الدولي
وأشار السفير قوه تشي جون إلى أن الجانب الصيني يتطلع للعمل مع الجانب القمري لتنفيذ "إجراءات الشراكة العشرة" التي اقترحها الرئيس شي جين بينغ لبناء "الحزام والطريق" بشكل مشترك، ومساعدة البلاد لتحقيق خطة جزر القمر الناشئة بحلول عام 2030. مضيفا أن الجانب الصيني قرر منح إعفاء جمركي من جانب واحد بنسبة 100% من المنتجات القمرية، مما يوسع الصادرات القمرية إلى الصين وتحويل مواردها الجغرافية والبحرية لديناميكيات التنمية في جزر القمر. وأشار إلى أن الصين بدأت بتنفيذ مشروع بناء الملاعب الرياضية وحمامات السباحة لدعم جزر القمر في استضافتها ألعاب جزر المحيط الهندي لعام 2027
وقال بأن الصين تنفذ حاليا الجولة الثانية من مشروع المساعدة الفنية لمكافحة الملاريا، الأمر الذي سيساعد جزر القمر لتحقيق هدفها المتمثل بالقضايا على الملاريا بحلول عام 2025. وسيواصل الفريق الطبي الصيني العمل بلا كلل من أجل صحة ورفاهية المواطنين القمريين. وأضاف السفير الصيني أن هذا العام يصادف الذكرى السنوية العاشرة لتأسيس معهد كونفوشيوس بجامعة جزر القمر. وسيواصل المعهد في تعزيز تعليم اللغة الصينية والثقافة الصينية، فضلا عن التبادلات والتفاهم المتبادل بين الحضارات
وأشار أيضا إلى أن الصين ستساعد جزر القمر في تدريب المواهب في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصاد الأزرق والتنمية الخضراء والتعاون الصناعي. وقال بأن العام المقبل سيوافق الذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وجزر القمر. وإن الصين مستعدة للتعاون مع جميع الأصدقاء الملتزمين بتنمية العلاقات الصينية القمرية من أجل تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. هذا وشهدت احتفالية هذه السنة، فقرات غنائية ورقصات شعبية من قبل طلاب معهد كونفوشيوس بجامعة جزر القمر