logo Al-Watwan

Le premier journal des Comores

كيف نحافظ على هويتنا الإسلامية

كيف نحافظ على هويتنا الإسلامية

الوطن بالعربية |  | ---

image article une
تعاني الأمة الإسلامية في هذا العصر من مرض ضياع الهوية، وهو داء عضال لابد له من علاج ناجع، والوصفة الطبية لعلاج هذا المرض العضال تبدأ من الفرد وتنتهي بالمجتمع، وهنا نوضح بعض العلاجات النافعة بإذن الله، والتي تعد من وسائل المحافظة على الهوية الإسلامية على المستوى الفردي والمجتمعي.

 

أولا: إن للفرد دور في الحفاظ على الهوية الإسلامية. وهذا يكون من خلال العمل الصالح؛ إذ إن خلق الإنسان ومحور الابتلاء يدور حول أعمال الإنسان، والعمل يبدأ من الخاطرة والفكرة والإرادة ثم ينتقل إلى طور التعبير ثم الممارسة العملية، ويشمل ذلك جميع جوانب الحياة؛ الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، والقضائية وغيرها، كما ينبغي على المسلم حتى يصلح عمله أن يصلح سره وجهره، يقول الله تعالى: ﴿يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ﴾. وبصلاح أعماله ونواياه يترقى المجتمع ويتطور باستمرار

ثانيا: يجب على المجتمع أن يلعب دورا في الحفاظ على الهوية الإسلامية، وذلك بالعمل نحو نشر الأخلاق الإسلامية كالصدق والأمانة وغيرها. فالصدق أساس الإسلام، ويجدر بجميع المسلمين تحري الصدق الذي هو حجر الأساس في الحياة الاجتماعية لنداوي به مجتمعنا، كما يجب الابتعاد عن الكذب والرياء، والمداهنة والتصنع والنفاق. وعلى المجتمع العمل حتى ينتشر المحبة والتراحم والتكافل. فللوصول إلى السعادة المجتمعية يجب ترك العداوة والخصومة، واستبدالهما بالمحبة والتقبل للآخر

ثالثا: هناك دور الإعلام في الحفاظ على الهوية الإسلامية. فللإعلام أهمية كبيرة في الارتقاء بالحياة الاجتماعية، وفي توجيه الرأي العام. فالإعلام يلعب دورا كبيرا في تنوير العقول وتهذيب النفوس؛ إذ يجب على الإعلامي المسلم الدعوة لتحرير الناس من عبودية العباد وتحريرهم من سيطرة الأهواء والشهوات. ويجب على الإعلام العمل على توحيد فكر الأمة، وخلق التآلف والتعارف بينها والتركيز على معاني التراحم والأخوة، وعدم التشهير وتتبع السقطات بين إعلام دول العالم الإسلامي

رابعا: هناك دور المؤسسة التعليمية في الحفاظ على الهوية الإسلامية. فهنالك العديد من المؤسسات التعليمية والتربوية التي يمر بها الفرد، بدءاً من الأسرة وانتقالًا إلى المدرسة والجامعة والمساجد والمكتبات العامة والنوادي والمراكز الثقافية، وانتهاءً بوسائل الإعلام، وتعد المدارس والجامعات أهم المؤسسات التعليمية والتربوية؛ إذ إنها أكبر نمط منتشر للمؤسسات التعليمية في الوطن العربي، وفي المدارس والجامعات يتجمع الأقران من مختلف البيئات والطبقات، ويختلفون في الأفكار والطباع والأخلاق، لذلك فدور المدارس خصوصاً والمؤسسات التربوية عموماً على درجة عظيمة من الأهمية

وضمن دور المدارس والمؤسسات التربوية في المحافظة على الهوية الإسلامية يدخل فيه تنشئة جيل واع مؤمن بالله وبرسالة الإسلام وتعليم التلاميذ أداء العبادات والشعائر بالوجه الصحيح، وتعليم التلاميذ العلوم الأساسية؛ كالقراءة والكتابة، والمعارف الإنسانية من اكتشافات واختراعات بشكل يناسب قدراتهم العقلية. كما يجب على المدارس تقويم السلوكيات الخاطئة التي تتنافى مع العادة والعرف وتنمية حب الوطن والفداء والتضحية لحماية المقدسات لدى التلاميذ. ملء أوقات الشباب، وتوجيه طاقتهم نحو الأنشطة الإيجابية المفيدة بدلاً من التفكير السلبي المتولد من الفراغ. كما يجب على المدارس تنمية الفضائل والأخلاق الحميدة، ورفد المجتمع بجيل واع بما يدور حوله

أما مقومات الهوية الإسلامية التي ينبغي المحافظة عليها الهوية الإسلامية فهي كثيرة: منها العقيدة: وهي أهم ركن على الإطلاق، وهوية المسلم تعني انتماؤه للعقيدة، ويدل على هذا الانتماء والولاء أفعال ظاهرة، وتعد عقيدة التوحيد أبرز سمات هوية المسلم التي يفتخر بانتمائه إليها، ويؤمن بأركان الإيمان فيها؛ من الإيمان بالملائكة، والكتب، والأنبياء، والرسل والقدر

وأخيرا فإن من مقومات الهوية اللغة: بدءا من اللغة العربية التي هي لغة القرآن الكريم والسنة النبوية. فلا يقوم الإسلام إلا بها، إذ قراءة القرآن ركن من أركان الصلاة، وهو لا يقرأ بغير اللغة العربية. كما أن الإسلام لا يمنع قراءة اللغات الأخرى والاستفادة منها إذ "من تعلم لغة قوم أمن من مكرهم

فعلينا العمل مع بعض للحفاظ على الهوية الإسلامية في بلدنا حتى نفوز في الحياة الدنيا وفي الآخرة وبالله التوفيق

محمد حسين دحلان

باحث في الشريعة الإسلامية

وخطيب في جوامع موروني

تعليقات