وقد حضر الحفل الذي أقيم صباح يوم الأحد 24 نوفمبر الجاري، عدد كبير من العلماء يتقدمهم سماحة مفتي الجمهورية الشيخ أبو بكر سيد عبد الله جمل الليل والسفير الليبي بجزر القمر عبد الحليم عبد الونيس الشهيبي وممثل سفارة خادم الحرمين الشريفين بموروني، إضافة إلى جمع غفير من المواطنين وأولياء أمور الطلبة الخريجين. وقد ألقي العديد من الكلمات دارت حول أهمية تشجيع النشء في حفظ كتاب الله
وقال مستشار المفتي الأستاذ علي مدوهوما في كلمته بأن حفظ كتاب الله يعتبر من أهم الأمور التي تساعد على تحقيق السعادة والرضا في الدنيا والآخرة، فالقرآن الكريم أساس العلوم، وهو أهم العلوم، ولحفظه أهمية عظمى لا يمكن أن تُعدُّ ولا تُحدُّ ولا تُحصى. مؤكدا أن حفظ كتاب الله يرفع قدر صاحبه في الدنيا والآخرة، وينال مكانةً عاليةً بين المسلمين، فالله سبحانه وتعالى يرفع بالقرآن أقواماً، لأنهم أحبوا مناجاة الله بكلامه، ويضع به آخرون لأنهم هجروا كلام الله، وهذا في الدنيا
وقال بأن منزلة الحافظ لكتاب الله في الآخرة مع الملائكة الكرام البررة، ويُلبسه الله تاج الكرامة، وينال الغاية العظمى، ويدخل صاحبه تحت صفة أهل الله: فأهل القرآن هم أهل الله وخاصّته، فمن كان من أهل الله، كان في رعايته وعنايته، وحاشا للمولى سبحانه أن يُضيّع من كان في رعايته وتحت عينه. موضحا بأنّ تحفيظ القرآن من الأعمال العظيمة والمحببة إلى الله عز وجل، ويكفي من يقوم به فضلاً اقتداؤه بعمل النبي ﷺ في تلاوته للناس، ليُرشدهم ويُزكّي نفوسهم، ويُعلّمهم أحكام القرآن من أوامر الله ونواهيه
وأشار الأستاذ علي مدوهوما المعروف بـ"علي حاجي" إلى أنّ مهمة تحفيظ القرآن هي أسمى الوظائف، التي ينالها ويُشرّف بها من حبس وقته على تحفيظ آيات الله للناس، بل إنّ رسول الله ﷺ قد وضعه في المرتبة الأولى من الخيرية، فقال عليه الصلاة والسلام "خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه"، فمعلم الناس القرآن جعله رسول الله في أعلى الناس منزلة، وأرفعهم ذكراً
بينما ألقى الطالب عبد الرحمن بابا كلمة، عبره فيها نيابة عن زملائه الطلاب الخريجين في الدفعات: الثالثة عشرة والرابعة عشرة والخامسة عشرة من حفظة كتاب الله، والمجازين بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن مدى فرحتهم وسرورهم وابتهاجهم لحفظ كتاب الله، والتخرج من مركز سعد بن معاذ لتحفيظ القرآن الكريم بعد أن أمضوا ثلاث سنوات في طلب العلم، وبلوغهم هذا الشرف النبيل بفضل الله ثم بفضل جهود القائمين على المركز الذي لم يألوا جهدا في تحفيظهم لكتاب الله، وتعليمهم العلوم الشرعية والعربية التي تؤهلهم لمواصلة دراستهم الثانوية والجامعية بكفاءة
ومن جانبه، قدم مدير مكتب رابطة العالم الإسلامي بموروني الأستاذ يوسف أحمد مدوهومى في كلمته نبذة تاريخية عن مكتب رابطة العالم الإسلامي وانجازاته في جزر القمر. موضحا أن "مكتب رابطة العالم الإسلامي أول منظمة عالمية ساندت البلاد فور نيلها الاستقلال عام 1975م، حيث وثقت هذه المساندة بافتتاح أول معهد تعليمي لها في العاصمة موروني عام 1979م، ثم تطورت العملية بافتتاح مكتب لها في عام 1982م للأشراف على مشاريعها، حيث قامت بتأسيس ست معاهد تعليمية في الجزر الثلاث لتنمية عقول الشعب القمري. وهو ما تحقق بفضل الله والتحاق خريجي هذه المعاهد بالجامعات في العالم العربي والإسلامي ونهضوا بالعلوم، وعادوا إلى الجزر منتجين في ميادين كثيرة علمية وثقافية واجتماعية
وقال يوسف مدوهومى "نحن اليوم نحتضن بأعظم منجزات رابطة العالم في أقوى ميادين التعليم، ألا وهو تخصيص مركز لتحفيظ القرآن الكريم منبع كل العلوم لقوله تعالى {ما فرطنا في الكتاب من شيء}، مؤكدا بأننا اليوم نقطف ثمرات جهود مركز سعد بن معاذ لتحفيظ القرآن، بتكريم خريجي الدفعات: الثالثة عشرة والرابعة عشرة والخامسة عشرة، التي تبلغ عددهم 36 خريجا، منهم المجازين بالسند المتصل إلى منزل عليه الوحي، رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأوضح مدير مكتب رابطة العالم الإسلامي بموروني أن عدد الخريجين والحافظين لكتاب الله في مركز سعد بن معاذ منذ افتتاحه عام 2005، يبلغ حوالي 300 حافظا. منوها بأن من بين هؤلاء الطلاب من يقوم بتمثيل البلاد في المحافل الدولية من مسابقات القرآن الكريم في عالمنا العربي والإسلامي، ويقومون كذلك بإمامة صلاة التراويح في عدد من دول الجوار خلال شهر رمضان المبارك
بينما ألقى مدير إدارة الشؤون الإسلامية بالوزارة، الأستاذ سقاف شريف سيد علي كلمة الوزير أكد فيها وقوف وزارة الشؤون الإسلامية إلى جانب مركز سعد بن معاذ وتشجيع جميع الخطوات الرامية إلى تحفيظ أبناء جزر القمر القرآن الكريم. وفي نهاية الحفلة تم تكريم الطلاب الخريجين من الدفعات الثلاثة، حيث تخرج من الدفعة الثالثة عشرة لعام 2022 خمسة عشر طالبا، والدفعة الرابعة عشرة لعام 2023 ثلاثة عشر طالبا، والدفعة الخامسة عشرة لهذا العام ثماني طلاب، وذلك بتسليمهم شهادة التخرج
