وفي بداية كلمته خلال الحفلة، رحب الدكتور عطا الله زايد بن الزايد، سفير المملكة العربية السعودية لدى جزر القمر بالحاضرين "في اليوم الوطني للمملكة التي أرسى دعائمها، الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود (طيب الله ثراه) بتوحيد الوطن منذ أربعة وتسعون عاما، وإن الاحتفال باليوم الوطني يجسد العمق والتطور التاريخي والحضاري للمملكة العربية السعودية، وبما حققته من إنجازات عظيمة في البناء والتنمية، بفضل من الله ثم بعزيمة وإرادة ملوك أبناء الملك المؤسس وبسواعد أبناء الوطن الأوفياء". مقدما "أخلص التهاني وأطيب التمنيات، أصالة عن نفسه ونيابة عن زملائه منسوبي السفارة، إلى مقام خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، ولسمو ولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- وللشعب السعودي الوفي، راجياً المولى عز وجل أن يعيد هذه المناسبة على بلاد الحرمين بمزيد من الأمن والأمان والتطور والازدهار"
وأضاف سعادة السفير أنه بوتيرة متصاعدة، تحت القيادة الحكيمة، حققت رؤية المملكة 2030 التي هي ثمار طبيعي لتوحيد الوطن الاستراتيجيات الوطنية، والمشاريع المرسومة لها بنسبة أكثر من 95% في فترة زمنية قياسية". منوها "بأن العالم يشهد اليوم بالإنجازات الكبرى التي حققتها السعودية في التنمية البشرية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية التي جعلت من المملكة نموذجا يُحتذى به في التنمية الشاملة المستدامة. وأشار أن خدمة الحرمين الشريفين في أعلى سُلَم أوليات رؤية 2030، من خلال توسيع الحرمين الشريفين، وتوفير سبل راحة الزوار والحجاج بتوفير كل ما هو جديد وعصري، للتسهيل على ضيوف الرحمن في أداء مناسكهم بيسر وراحة، وهو اعتزاز للمسلمين وللمملكة قيادة وحكومة وشعباً"
وتطرق سفير خادم الحرمين الشريفين في كلمته إلى الحديث عن العلاقات السعودية القمرية المتميزة، منوها بتطور العلاقات مع جمهورية القمر المتحدة الشقيقة، والتي نتقاسم معها المبادئ والقيم جمعاء. حيث أن هذه العلاقات تقوم على القيم المشتركة وأسس الصداقة القوية، والتعاون المشترك التي توطدها الروابط القوية والاحترام، والثقة المتبادلة بين البلدين منذ قديم الزمان. مؤكدا حرص المملكة الشديد على تمتين وتعزيز العلاقات مع جزر القمر في جميع المجالات، وذلك بتمويلها عدد من المشاريع، حيث تم إنجاز بعضها والبعض الأخر حيز التنفيذ. وأخص بالذكر التسهيلات المقدمة مؤخراً لربط جزر القمر بكابل إفريقيا 2، الذي يحمل مستقبلًا واعداً لا مثيل له للجمهورية، وسيتم قريبا افتتاح طريق متسامودو-سيما في جزيرة أنجوان، وكذلك شبكة مياه موروني بتمويل من الصندوق السعودي للتنمية"
وفي نهاية كلمته، جدد الدكتور عطا الله الزايد -عميد السلك الدبلوماسي في جزر القمر- شكره إلى الرئيس غزالي عثمان، منتهزا هذه الفرصة "لتقديم الشكر والحمد على سلامة فخامته، داعيا المولى عز وجل أن يحفظه من كل سوء ومكروه"، وجدد سعادته "التهاني للرئيس غزالي على تجديد القمريين الثقة له لولاية جديدة، وكذلك النجاح الكبير الذي حققه على رأس الاتحاد الأفريقي، متمنيا النجاح والازدهار للحكومة القمرية الجديدة تحت قيادته، وللشعب القمري مزيد من الأمن والازدهار"
من جانبها، ألقت وزيرة الإعلام فاطمة أحمد، كلمة الحكومة القمرية في هذه المناسبة، والتي تحدثت نيابة عن وزير الشؤون الخارجية الموجود في نيويورك، وقالت في مستهل كلمتها "إنه لمن دواعي السرور أن أنقل لكم تحيات الرئيس غزالي عثمان، الذي يعتز بعلاقاته التاريخية والمتينة مع حكومة المملكة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- بقدر ما يعيش فخامته معنا قلبا وقالبا، وتمنياته القلبية الراسخة، بنجاح هذه المناسبة التاريخية وتزهر بالجمال والجلال معا"
وأشارت إلى أن "الاحتفال بالذكر الرابعة والتسعين لليوم الوطني السعودي على أرض جزر القمر، إنما هو ضرورة حتمية فرضتها جسور العلاقات التاريخية القوية، ما يعكس مدى أخوة الشعبين الشقيقين. وقالت بأن جمهورية القمر المتحدة إذ تعتز بالشراكة التاريخية مع المملكة، وتسترجع المواقف التاريخية التي جمعت قيادات البلدين، تؤكد على جدوى هذه الشراكة الاستراتيجية المهمة، وما تمثله في حاضر ومستقبل التعاون بين البلدين الشقيقين"
وأضافت وزيرة التضامن وحماية المجتمع والإعلام، الناطقة الرسمي باسم الحكومة أنه "لم يعد خفيا على أحد الدور العالمي الكبير الذي تلعبه الدبلوماسية السعودية ومبادراتها المتنوعة، في إيجاد الحلول للكثير من المشكلات التي تواجه العالم، وطرح العديد من البدائل على مائدة الحوار، سعيا منها في إرساء قواعد العدل والإحسان المكتسبة من التاريخ وقيم الدين والأخلاق، مما يكسبها على المستوى العالمي الإعجاب والتقدير"