وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت في وقت سابق أمس الخميس أن فيروس كورونا بات يُشكل "حال طوارئ صحية ذات بُعد دولي"، لكنها دعت إلى عدم الحد من الرحلات. وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، إن "قلقنا الأكبر يكمن في إمكان انتشار الفيروس في بلدان حيث الأنظمة الصحية أكثر ضعفا". ورغم انتشار الفيروس، فإن المنظمة -كما يؤكد- "لا توصي بالحد من الرحلات وعمليات التبادل التجاري وحركة (الأفراد)، وهي تُعارض حتى فرض أي قيود على الرحلات" إلى الصين. كما حذّرت هيئة المراقبة الدولية -ومقرّها جنيف- من أن العديد من الدول غير مستعدة لمواجهة الوباء، مشيدة من جهة ثانية بـ"سرعة التحرك" التي أظهرتها الدول ومنظمة الصحة حتى الآن
والرقم المسجل حتى الآن تخطى عدد الإصابات عند انتشار فيروس سارس (متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد) الذي أصاب 5327 شخصًا في 2002 و2003 وأدى إلى وفاة 774 شخصًا في العالم، بينهم 349 في البر الصيني. ومدينة ووهان الصينية حيث ظهر المرض وتفشى، مقطوعة عن العالم منذ أسبوع، وأيضا مقاطعة هوباي بأكملها تقريبا. وبينما يعزل هذا الحجر الصحي الذي فرض يوم 23 يناير الجاري، 56 مليون شخص يقطنون المنطقة عن العالم، وبادرت عدد من الدول بترحيل مواطنيها من ووهان الصينية المصابة بالوباء. وفي ووهان حيث منع سير السيارات غير الضروري، تبدو المدينة أقرب لمدينة أشباح. وفي العديد من المدن الصينية، كانت الشوارع مهجورة إلى حد بعيد بينما ارتدت القلة التي غامرت بالخروج الأقنعة الطبية. وأعلنت 20 دولة ما عدا الصين عن تسجيل نحو 80 حالة إصابة مؤكدة على أراضيها. وسُجّلت حالة خامسة الأربعاء في فرنسا، واتسعت لائحة الدول التي وصلها الوباء المستجد، كان آخرها فنلندا والإمارات
فريق طبي في مطار هاهايا الدولي لمراقبة القادمين
واتخذت السلطات في البلاد، منذ الثلاثاء الماضي إجراءات مشددة في مطار الأمير سيد إبراهيم الدولي لمتابعة وفحص العائدين من الصين. وقال أمين عام وزارة الصحة جان يوسف إن السلطات بصدد تخصيص مأوى تحسبا لإمكانية رصد مصابين بفيروس كورونا. مؤكدا أن جزر القمر خالية من أي إصابات أو حالات يشتبه في حملها فيروس كورونا. وقال جان يوسف إنه يجري متابعة العائدين من جمهورية الصين الشعبية من طلبة وتجار، من قبل فريق وزارة الصحة التي تعمل في مطار هاهايا الدولي، كما أنه يتم إخضاع السياح القادمة من الصين للمراقبة الطبية. وقال أمين عام وزارة الصحة العزل سيكون للأشخاص المشتبهين بإصابة فيروس كورونا لمراقبتهم لفترة إضافية والتأكد من سلامتهم
فيروس كورونا الغامض
فيروسات كورونا هي مجموعةٌ من الفيروسات تُسبب عدوى في الجهاز التنفسي، وتنتمي إلى فصيلة الكوراناويات المستقيمة ضمن فصيلة الفيروسات التاجية. تسبب هذه الفيروسات نسبة كبيرة من حالات الزُكام، مع أعراض مثل الحمى وتورم الزوائد لدى البشر، خاصة في فصل الشتاء وأوائل الربيع. وقد تسبب أيضا التهاب القصبات، سواء الفيروسي أو البكتيري. اكتُشف فيروس كورونا البشري المنتشر في عام 2003، وهو مرتبط بالفيروس المعروف بفيروس الالتهاب الرئوي اللانمطي الحاد (سارس). توجد سبع سلالات من فيروسات كورونا البشرية، آخرها تم اكتشافه قبل أسابيع في مدينة ووهان بإقليم هوبي
وحذر خبراء من أن نسبة الإصابة به عبر العالم مرشحة لأن تتضاعف كل ستة أيام. ظهر الفيروس في ديسمبر الماضي في سوق بمدينة ووهان، وتشير الأبحاث الأولية إلى أن الفيروس انتقل إلى الإنسان عن طريق الثعابين. وتوصل تحليلان علميان منفصلان لفيروس كورونا إلى أن أي شخص مصاب به ينقل هذا المرض إلى ما بين شخصين وثلاثة في المتوسط بمعدل العدوى الحالي