كانت الساعة الخامسة و55 دقيقة من مساء أول أمس الأربعاء، عندما رست أولى السفن، وهي "ماريا غالانتا إكسبريس"، وعلى متنها 217 راكبًا، تلتها سفينة "سيتاديل" بعد 40 دقيقة، حاملة 219 شخصًا. وبين هؤلاء كان هناك مريض واحد، إضافة إلى حوالي عشرين من أفراد الطاقم و23 أجنبيًا، من جنسيات مختلفة تشمل ملغاشية، وغابونية، وسنغالية. بينما وصلت صباح أمس الخميس سفينة أخرى تقل 130 شخصًا إضافيًا، ليرتفع إجمالي العائدين إلى 566 فردًا
القادمون كانوا من فئات عمرية متنوعة، من بينهم رضع وكبار في السن، اضطروا لمغادرة مايوت بعد أن دمر الإعصار المنازل وألحق أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية
وعند وصول السفن إلى ميناء موتسامودو، خضع الركاب لإجراءات طبية صارمة شملت غسل اليدين والتطعيم ضد الكوليرا، للوقاية من الأوبئة التي قد تنجم عن ظروف الكارثة. شارك في استقبال الناجين فريق يضم نحو مئة شخص من رجال الدرك والشرطة ورجال الإطفاء وعمال الصحة الحدودية، إلى جانب دعم من جمعيات محلية
وتم توزيع مساعدات أساسية تشمل أرزًا، زجاجات مياه، علب تونة وصابون، كجزء من حملة تضامنية نظمتها جمعيتا "النساء النشطات في موتسامودو" و"تضامن المرأة في العمل"
قصص الناجين: الأمل وسط المأساة
حبيب، أحد سكان بلدة تريفاني، كان من بين العائدين. تحدث عن لحظات الرعب التي عاشها في جزيرة مايوت، قائلاً: "انطلقت الإنذارات في كل مكان، لكن لم يأخذها أحد على محمل الجد. خلال ساعتين فقط، كان كل شيء مدمّرًا. منزلنا قرب البحر غمرته الأمواج والأمطار، وفقدنا كل شيء. الأشخاص الذين يعيشون في بيوت الصفيح عانوا أكثر. عدت إلى جزيرة أنجوان، التي أعتبرها موطني أيضًا، منتظرًا أن تتحسن الأوضاع في مايوت"
ومع تزايد أعداد الناجين الوافدين، تتواصل الجهود لتقديم الدعم الإنساني لهم وتخفيف معاناتهم. الأزمة التي أحدثها إعصار "تشيدو" تبرز أهمية التضامن الإقليمي والدولي لمواجهة الكوارث الطبيعية وآثارها الإنسانية المدمرة