تحقّق حلم الأرجنتين الذي طال انتظاره برفع الكأس الذهبية للمرة الثالثة، وحلم النجم ليونيل ميسي بتحقيق إنجاز تاريخي شخصي يختم به مسيرته الكروية الأسطورية، والأهم هو تحقيق حلم دولة قطر وفي عيدها الوطني بنجاحها القياسي في تنظيم واستضافة أجمل بطولات كأس العالم بلا منازع. وخلال 30 يومًا توالت الإشادات بالتنظيم المبهر، وبالأمن وكرم الضيافة، وجاء الإقرار من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ومن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو وغيرهما. وصنّف الاتحاد الدولي لكرة القدم "مونديال قطر" أفضل كأس للعالم، في حين رأى كثيرون أن قطر صعّبت المهمة على مستضيفي البطولة مستقبلًا
وتراجع بعض وسائل الإعلام الأوروبية -الفرنسية خاصة- عن مواقفها السابقة وأشادت بتنظيم قطر للمونديال، كما هلّلت وسائل إعلام بريطانية لعدم توقيف أي مشجع، وهو أمر لم يحدث في كأس العالم من قبل. وحسب (الفيفا)، فقد تخطّى عدد مشاهدي المونديال عبر العالم عتبة 5 مليارات مشاهد، والعدد التراكمي للمتفرجين في الملاعب بلغ أكثر من 3 ملايين و300 ألف متفرج، كما أصدرت قرابة مليوني بطاقة "هيّا" للمشجعين، وأصدر الاتحاد الدولي 180 ألف بطاقة لموظفيه وإدارييه وللمتعاقدين وللخدمات والأمن. بينما بلغت حصة الصحفيين والمصورين والتقنيين 14 ألفًا و500 تصريح. في حين أعلن المركز الإعلامي للدولة المستضيفة عن إصداره لـ 6 آلاف و900 تصريح للصحفيين من غير الحاصلين على تصاريح الفيفا. ووفق إحصاء شبه نهائي، فقد زار دولة قطر خلال شهر المونديال أكثر من مليون مشجع. وكانت المواصلات المجانية ضمن العوامل الحاسمة في إنجاح مونديال قطر
الأرجنتين تتوج باللقب الثالث
وأمام أكثر من 89 ألف مشجع بملعب لوسيل، دخل منتخب الأرجنتين المباراة بنية واضحة للهجوم ومحاولة إحراز هدف التقدم مبكرا، وكانت للفريق محاولات متكررة هددت مرمى الحارس الفرنسي هوغو لوريس. واحتسب الحكم البولندي سيمون مارتشينياك ركلة جزاء لمنتخب الأرجنتين في الدقيقة 22 بعد خطأ من الفرنسي عثمان ديمبيلي الذي تدخل على المهاجم أنخيل دي ماريا. ونفذ ميسي ركلة الجزاء بنجاح في الدقيقة 23، ليحرز الهدف رقم 12 له في تاريخ مشاركاته مع المنتخب الأرجنتيني في المونديال ويعزز رقمه القياسي، متفوقا بهدفين عن أقرب ملاحقيه غابريل باتيستوتا
ويتصدر النجم الألماني السابق "ميروسلاف كلوزه" قائمة الهدافين التاريخيين للمونديال برصيد 16 هدفا خلال 4 نسخ شارك بها في كأس العالم. كما أصبح ميسي أول لاعب في تاريخ كأس العالم يساهم بـ20 هدفا في تاريخ كأس العالم، بواقع 12 هدفا و8 تمريرات حاسمة. ونجح نجم باريس سان جيرمان في التسجيل في جميع مباريات التانغو بالأدوار الإقصائية، حيث سجل لبلاده الهدف الأول خلال الفوز على أستراليا في دور الـ16 والهدف الثاني خلال الفوز على هولندا بركلات الجزاء الترجيحية في دور الثمانية ثم هز شباك كرواتيا بالهدف الأول خلال فوز بلاده بـ3 أهداف بدون رد في المربع الذهبي قبل أن يفتتح التسجيل أمام ديوك فرنسا الأحد الماضي
وأصبح ميسي اللاعب الأكثر مشاركة في تاريخ المونديال برصيد 26 مباراة متخطيا الرقم القياسي الذي كان يقتسمه مع الأسطورة الألماني لوثار ماتيوس برصيد 25 مباراة لكل منهما. كما أصبح ميسي اللاعب الأكثر مشاركة في كأس العالم من حيث عدد الدقائق، متخطيا الرقم القياسي السابق للأسطورة الإيطالي باولو مالديني الذي شارك في 2217 دقيقة بكأس العالم
ومن هجمة مرتدة سريعة بدأها ميسي، وصلت الكرة إلى أليكسيس ماك أليستر الذي مرر إلى دي ماريا في الجانب الأيسر ليسدد من وضع انفراد في مرمى الحارس هوغو لوريس ويضيف الهدف الثاني في الدقيقة 36. ومع اقتراب المباراة من نهايتها، وفي حين ظن الجميع أن اللقب حسم لمنتخب الأرجنتين ظهر النجم كيليان مبابي الذي تقمص دور البطولة وسجل هدفين في غضون دقيقتين لديوك فرنسا، حيث جاء هدفه الأول من ضربة جزاء في الدقيقة 80 وبعدها بدقيقتين فقط سجل الهدف الثاني له ولبلاده بتسديدة رائعة من داخل منطقة الجزاء
واحتكم المنتخبان إلى شوطين إضافيين بعد نهاية الوقت الأصلي بالتعادل 2-2. وفي الشوط الإضافي الثاني، أضاف ميسي الهدف الثالث للأرجنتين. وعاد مبابي مجددا وأدرك التعادل لفرنسا في الدقيقة 117، ليبصم على ثلاثية انفرد بها بصدارة هدافي مونديال قطر برصيد 8 أهداف. وأصبح مبابي ثاني لاعب في التاريخ يسجل ثلاثية في نهائي كأس العالم، بعد الإنجليزي جيف هيرست الذي سجل ثلاثية في نهائي مونديال 1966 عند الفوز 4-2 على ألمانيا الغربية بعد وقت إضافي
وانتهت المباراة بالتعادل 3-3 في واحدة من أفضل المباريات النهائية في تاريخ كأس العالم. وابتسمت ركلات الترجيح في النهاية لمنتخب الأرجنتين 4-2، ليتوج ميسي بالقب الأغلى في مسيرته ويمنح بلاده كأس العالم للمرة الثالثة في التاريخ