قدمت لجنة معنية، في 17 ديسمبر الجاري، تقريرًا يكشف عن تداعيات الإعصار الذي أودى بحياة 31 شخصًا -وهو رقم قد يكون أقل من الواقع. وأدى الإعصار إلى نزوح آلاف الأشخاص، تدمير البنية التحتية، وتصاعد التوترات الاجتماعية. وأكدت السلطات أنها تبذل جهودًا مضنية لتلبية الاحتياجات الأساسية للسكان، داعيةً إياهم إلى "التحلي بالمدنية والثقة
جاء هذا النداء في وقت يشهد تدافعا كبيرا على محطات الوقود، مما أسفر عن اضطرابات حادة في الإمدادات. وخصصت السلطات ثلثي المحطات لتزويد مركبات الإغاثة بالوقود، وهي خطوة حيوية أثارت استياء السكان الذين يعانون من نقص الموارد. وأشار التقرير إلى أن التوترات المتصاعدة حول محطات الوقود دفعت إلى نشر وحدات من الدرك الوطني لتعزيز الأمن. وعلى الرغم من تسجيل "بعض حالات السرقة البسيطة"، أكدت اللجنة أن الوضع الأمني "تحت السيطرة" حاليا
الأزمة التعليمية
تحملت المؤسسات التعليمية عبئا كبيرا، حيث لجأ إليها أكثر من 8.000 شخص، وفقًا للتقرير. وأدى استخدام هذه المباني، التي تضررت بعضها بشدة، إلى صعوبة استئناف الأنشطة التعليمية. وأعربت الهيئة عن قلقها من احتمال "هجرة جماعية للكوادر التعليمية"، مما سيعيق استئناف الدراسة. وفي محاولة للتعامل مع هذه الأزمة، أنشأ القطاع التعليمي خلية دعم لمساعدة الطلاب، خاصة القُصر المشردين الذين يُعدون أولوية. ومع ذلك، لا تزال التحديات اللوجستية والبشرية تُثقل كاهل الجهود المبذولة
وتعاني شبكات المياه والكهرباء من أضرار جسيمة، مما يزيد من صعوبة توفير الموارد الحيوية. وللتعامل مع هذه المشكلات، استُدعي 80 تقنيًا من شركة "إنيديس" لإصلاح الأضرار وتحقيق الاستقرار في البنية التحتية. وعلى المدى البعيد، يتم تنفيذ خطتين استراتيجيتين: تنسيق التبرعات وضمان توزيعها بشكل عادل وفعال، وإعادة بناء البنية التحتية لتحسين قدرة الجزيرة على مواجهة الأزمات المستقبلية. ووصف التقرير هذه الجهود بأنها "مشروع طموح" يستفيد من دروس الأزمة الحالية لتعزيز صمود الجزيرة
دعوة للتضامن
أبرز التقرير هشاشة البنية التحتية في مايوت، التي "لم تُصمم لتحمل أزمات بهذا الحجم"، وشدد على أهمية التضامن الاجتماعي، خاصة مع القُصر المشردين. ورغم التركيز الحالي على تلبية الاحتياجات الأساسية، تبقى إعادة الإعمار وتحسين البنية التحتية أولوية حتمية على المديين المتوسط والطويل. في مواجهة أزمة متعددة الأبعاد، أكد التقرير ضرورة تكاتف الجهود لتحقيق الاستقرار وإعادة بناء مجتمع قادر على مواجهة التحديات المستقبلية