وقد ترأس أعمال الاجتماع سمو الأمير فيصل بن فرحان آل سعود وزير الخارجية السعودية وبمشاركة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط وعدد من وزراء خارجية الدول العربية ودول الباسيفيك. وخلال افتتاح أعمال الاجتماع، ألقى الأستاذ قاسم لطفي كلمة جزر القمر أمام الوزراء الحاضرين في الرياض. ونقل تحيات رئيس الجمهورية إلى المشاركين في الاجتماع قائلا "أود في بداية كلمتي هذه، أن أنقل لكم جميعا تحيات فخامة رئيس جمهورية القمر المتحدة والرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي غزالي عثمان، الذي يدعو ليلا نهارا من أجل استقرار منظومة عمل هذه القلعة العربية التاريخية ونجاحها في تحقيق أهداف أمتنا العربية جمعاء"، مضيفا "أنه لمن دواعي السرور أن أستهل كلمتي بتوجيه الشكر والامتنان إلى المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة التي حظينا بها منذ قدومنا هذه الأراضي المقدسة، وحسن التنظيم بما يضمن كل مقومات نجاح أعمال هذا الاجتماع"
كما قدم لطفي شكره إلى دولة الامارات لنجاحها في رئاسة الاجتماع الأول قائلا "وفي هذا المقام الجميل أبدي بالشكر الجزيل لدولة الإمارات العربية المتحدة على نجاحها الكبير في رئاسة الاجتماع الأول ولما قدمته من جهود حثيثة خلال ترأسها لها وما نتج عنها من البيان الختامي الذي يساهم بلا شك في إنارة مسيرة عملنا هذا على النحو المأمول". وأكد أن "التعاون الوثيق بيننا والعالم من حولنا بات أمرا ضروريا لابد منه، من أجل ضمان عالم خالي من العنف والكراهية، ويرسخ بالحب والمساواة والتعاون الجماعي من أجل الجميع، ولا شك أننا في الطريق الصحيح في مثل هذه العلاقات من التعاون القائم بحسن الحظ بين الدول العربية وجزر المحيط الهادي"
وأضاف وزير الدولة "إن بلادي بحكمها الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي ستعمل على تسهيل وتعزيز وصول رسالة الجامعة السامية إلى العالمين، في علاقتها مع دول المحيط الهادي، بقدر ما ترحب وتشجع بشكل كبير في وضع إطار ارشادي للتنمية والتعاون بين الطرفين في كافة المجالات الاقتصادية والثقافية والعلمية والسياسية والبيئية، ووضع برنامج تعاون لمدة معينة ودعوة الدول العربية للإسهام فيه لدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في دول جزر الباسيفيك، خاصة أن بلادي هي دولة جزرية ونعي جيدا أهمية مثل هذه الدول في تحقيق الرفاهية الاقتصادية العالمية والأمنية على حد سواء، لاسيما فيما يتعلق بالاقتصاد الأزرق الذي هو من أهم أهداف وسياسة الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي"
وأشار إلى أن جمهورية القمر المتحدة تقدر وترحب بالمبادرات الطيبة التي أطلقت سابقا من أجل نجاح هذا التعاون القائم ولا ننسى في هذا السياق المبادرة الإماراتية، المعنونة (برنامج الشراكة مع دول جزر الباسيفيك) والذي جاء أعقاب الزيارة المهمة التي قام بها سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي إلى منطقة جزر الباسيفيك خلال شهر فبراير 2010. وقال "إننا ندعم التواصل والحوار وتكثيف التشاور والتنسيق حول القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك وتعزيز التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بما يحقق السلام والأمن والتنمية وبذل الجهود المشتركة لمواجهة التحديات التي تفرضها المتغيرات الدولية الجديدة، في ظلال الأحداث العالمية الراهنة والتي أرغمت الجميع على الاهتمام بالعمل من أجل حياة كريمة للشعوب بعيدا عن الحرب"
وأكد لطفي بأن الاستعمار الإسرائيلي يريد أن يستفيق ويستفيد من قول القائل "مساوئ قوم عند قوم فوائد"، إنه يريد أن يستفيد من هذه الظروف الصعبة لتحقيق مؤاربها ومخططاتها الاستيطانية بضم الضفة الغربية أو أجزاء منها وفرض السيادة الإسرائيلية عليها وعلى المستوطنات.. وقد شاهدنا جميعا الخطوات التعسفية التي تحدث كل يوم بلا وازع إيماني أو إنساني. موضحا بأن جزر القمر قيادة وحكومة وشعبا تبدي تضامنها الكامل للقضية الفلسطينية، وتؤكد تمسّكها بالشرعية الدولية، وموافقتها للقرارات الصادرة حولها، وتدعو مجلسكم الموقر إلى ضرورة توحيد الكلمة الحاسمة، واتخاذ قرار صارم وصميم، قادر على تخليص معاناة الفلسطينيين والعرب والمسلمين من خلفهم، وذلك بالعمل على حل عادل وسريع لتحرير الأراضي الفلسطينية المقدسة من هذا الاحتلال المتعسف، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة بعاصمتها القدس الشريف"