إعداد/ شيخ علي حماد ✍️
عُقد المؤتمر يومَي 12 و13 أغسطس الجاري، بمشاركة أكثر من سبعين دولة، وحضره كبار العلماء والوزراء والمفتين والباحثين والخبراء من مختلف أنحاء العالم. ويُعد هذا الحدث منصة دولية لبحث مستقبل الإفتاء في ظل الثورة التقنية، وفرصة لتبادل الخبرات بين المؤسسات الدينية والعلمية، بهدف وضع أطر ومعايير علمية لتأهيل المفتي المعاصر، القادر على الجمع بين التأصيل الشرعي العميق وفهم الواقع الرقمي، واستيعاب التحديات والفرص التي يطرحها الذكاء الاصطناعي
محاور المؤتمر البيان الختامي
ناقش المؤتمر خمسة محاور رئيسية: تكوين المفتي الرشيد العصري. الإفتاء في عصر الذكاء الاصطناعي. المفتي الرشيد في مواجهة تحديات الذكاء الاصطناعي. الذكاء الاصطناعي وتطوير العمل المؤسسي الإفتائي. تجارِب مؤسسات الفتوى في صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي
ألقى فضيلة الأستاذ الدكتور نظير عياد، مفتي جمهورية مصر العربية، ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، البيان الختامي، مؤكداً أن المؤتمر شهد مشاركة واسعة من أكثر من سبعين دولة، بحضور نخبة من المفتين والعلماء والوزراء والخبراء، الذين تبادلوا الرؤى حول تطوير العمل الإفتائي في ظل التقنيات الحديثة
وشدّد فضيلته على أن الفتوى الرشيدة تمثل صمام أمان للمجتمعات، وأن إعداد المفتي المتمكن من أدوات العلم والتقنية أصبح ضرورة ملحّة. وأوضح أن المؤتمر ضم خمس جلسات علمية وأربع ورش تفاعلية تناولت التأصيل الشرعي والتطبيق العملي لتقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال الإفتاء
كما أعلن عن مشروعات ومبادرات كبرى بمناسبة مرور عشر سنوات على تأسيس الأمانة العامة، في خطوة تهدف للانتقال من مرحلة التوصيات إلى التنفيذ الفعلي، مؤكداً أن قيمة المؤتمرات تقاس بقدرتها على تحويل مخرجاتها إلى واقع ملموس
أبرز التوصيات
القضية الفلسطينية: التأكيد على مركزيتها كقضية العرب والمسلمين جميعاً، واعتبار نصرة الشعب الفلسطيني فريضة دينية ووطنية، والدعوة لتكثيف الدعم الإنساني العاجل له.
وحدة الصف الإسلامي: الحث على نبذ الخلافات وتعزيز الأخوة الإسلامية، باعتبار وحدة الكلمة من أهم ضمانات الصمود أمام التحديات
الفتوى الرقمية: الدعوة لاعتماد أعلى معايير الدقة والحيطة في الفتاوى المنشورة عبر الوسائط الرقمية، وترسيخ الضوابط الفقهية والأخلاقية لمنع انتشار الفتاوى غير المنضبطة
الذكاء الاصطناعي: وضع أطر أخلاقية صارمة لاستخدامه في المجال الإفتائي، انطلاقاً من القيم الإسلامية القائمة على مراقبة الله، والصدق، وصيانة الخصوصية، ورفض أي تزييف أو تحريض يمس الأمن والاستقرار
الاستشراف الفقهي: إنشاء برامج بحثية لدراسة قضايا المستقبل، مثل التقنيات الحديثة والحرب الإلكترونية، لاستباق المستجدات بحلول شرعية راسخة
تعزيز العمل المؤسسي الرقمي: تطوير البنية التحتية الإلكترونية لدور وهيئات الإفتاء، ودعم إنشاء منصات تفاعلية وقواعد بيانات عالمية، وتشجيع الابتكار في البرمجيات الإفتائية متعددة اللغات، بما يسهّل الوصول إلى الفتوى المعتبرة
وفي ختام المؤتمر، عبّر فضيلة المفتي عن تقديره الكبير للرئيس عبد الفتاح السيسي على رعايته الكريمة ودعمه المتواصل لجهود تجديد الخطاب الديني وترسيخ قيم الوسطية والسلام، كما وجّه الشكر للحضور ولوسائل الإعلام التي وصفها بـ"شركاء النجاح