logo Al-Watwan

Le premier journal des Comores

اختتام الملتقى الدعوي الأول لاتحاد علماء إفريقيا في موروني

اختتام الملتقى الدعوي الأول لاتحاد علماء إفريقيا في موروني

الوطن بالعربية |  | كتب/عبد الله سيد

image article une
اختتمت عصر يوم الأحد 17 مارس الجاري بكلية الإمام الشافعي للعلوم العربية والإسلامية بموروني، فعاليات الملتقى الدعوي الأول الذي نظمه مكتب اتحاد علماء إفريقيا بجزر القمر بالتعاون مع كلية الإمام الشافعي تحت عنوان "دور المؤسسات في اتحاد المسلمين والتعايش السلمي"، وذلك بحضور معالي الشيخ محمد حسين جمل الليل وزير الشؤون الاسلامية والدكتور سعيد برهان عبد الله رئيس اتحاد علماء إفريقيا إلى جانب كوكبة من العلماء والدعاة وأئمة المساجد وباحثين بكلية الإمام الشافعي.

وتخلل الحفل الخطابي المقام بهذه المناسبة كلمة لمندوب مكتب اتحاد علماء إفريقيا بجزر القمر الدكتور عبد سيد أحمد جمل الليل، استعرض فيها أنشطة المكتب، وما شهده الملتقى من فعاليات خلال فترة إقامته التي استمرت يومين. من جانبه، أعرب الدكتور عبد الرءوف عبد عمر عميد كلية الإمام الشافعي عن شكره للقائمين على المكتب بتنظيم هذا الملتقى الذي قدم العديد من الموضوعات الهادفة.

ومن جانبه أشاد وزير الشؤون الإسلامية الشيخ محمد حسين جمل الليل بالعناية الكبيرة والرعاية الملموسة من لدن اتحاد علماء إفريقيا من خلال رسالته وأهدافه السامية في نشر الإسلام الوسطي المعتدل داخل القارة الإفريقية. وحث  معاليه على إتقان العمل والدعوة إلى الإسلام بعيدا عن أي شطط فكري أو تطرف منهجي. وأضاف أن المولى عز وجل أنعم على هذه البلاد بالأمن والأمان والرخاء والاستقرار بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل تمسك أبناء هذا الشعب المبارك بالعقيدة الصافية النقية وفق الكتاب والسنة. وأعلن وزير الشؤون الإسلامية في ختام كلمته عن الجهود التي تبذلها الحكومة القمرية في تعليم ديننا الحنيف على ضوء منهج أهل السنة والجماعة. وفيما يلي نص البيان الختامي الذي حصل الوطن على نسخة منه.

 

نص البيان الختامي الصادر عن الملتقى الدعوي الأول لاتحاد علماء أفريقيا لجنة جزر القمر

 

الحمد لله وحده والصَّلاة والسَّلام على من لا نبيَّ بعده، سيِّدنا محمد وعلى آله وصحبه. أما بعد ،، فاستفتاحاً لباكورة فعاليات الملتقى الدعوي الأول لاتحاد علماء أفريقيا -لجنة جزر القمر- عقدت لجنة جزر القمر لاتحاد علماء أفريقيا، بالاشتراك والتعاون مع كلية الإمام الشافعي للعلوم العربية والإسلامية بموروني، الملتقى الدعوي الأول لاتحاد علماء أفريقيا، تحت عنوان "دور المؤسسات في اتحاد المسلمين والتعايش السلمي (اتحاد علماء أفريقيا نموذجا)، وذلك يوم الأحد 10 رجب 1440هـ، الموافق 17 مارس 2019م، بقاعة المحاضرات الكبرى بكلية الإمام الشافعي، وجرى فيه التعريف باتحاد علماء أفريقيا، وبأهدافها النبيلة ومقاصدها السامية، كما عُرِض فيه أربعة عشر بحثًا علميًّا في أربع جلسات، بالإضافة إلى ورشتين عمليتين، وذلك من قبل نخبة من الباحثين والأكاديميين والعلماء والدعاة من جزر القمر، وفي ختام أعمال هذا الملتقى، أصدر المجتمعون البيان التالي:

أولاً: يرفع المجتمعون آيات الشكر والعرفان وعظيم التقدير والامتنان إلى حكومة جزر القمر ممثّلةً بمعالي وزير العدل والشؤون الإسلاميَّة؛ لحضوره وتشريفه ومباركته أعمال هذا الملتقى. كما يرفع المجتمعون آيات الشكر والعرفان إلى  لجنة الدعوة في أفريقيا برئاسة سموّ الأمير الدكتور بندر بن سلمان آل سعود حفظه الله، وإلى اتحاد علماء أفريقيا برئاسة الدكتور سعيد برهان عبد الله، للجهود الحثيثة المبذولة في سبيل تعزيز الوحدة الإسلاميَّة، والتعايش السلمي في المجتمع.

ثانياً: يُشِيدُ المجتمعون بالدَّور الفاعل الذي ينهض به اتحاد علماء أفريقيا في التقريب والتوحيد بين علماء القارة، وتنسيق جهودهم في مختلف المجالات: الدعوية، والتعليمية، والتربوية، والاجتماعية، والتنموية، ويدعُون بقية المؤسسات إلى اقتفاء أثرهم والاحتذاء بحذوهم.

ثالثاً: ثمَّنَ المجتمعون ما جاء في خطاب معالي وزير العدل والشؤون الإسلاميَّة في كلمته الافتتاحيَّة للملتقى من أهمية الفهم الصحيح للكتاب والسنة، والعودة إلى كتب السلف في ذلك، وأنَّ ما ينسب إلى كتب السلف، كشيخ الإسلام ابن تيمية، والشيخ محمد بن عبد الوهاب من غلوٍّ وتطرُّفٍ عارٍ عن الصِّحة والدليل.

رابعاً: أكَّدَ المجتمعون على أنَّ رسالة الإسلام رسالةٌ عالميةٌ، تدعو للسلم والتعايش والتعاون الإنساني مع الجميع، وأنها تحمل في طيَّاتها معاني التسامح والوسطية والاعتدال.

خامساً: يدعو المجتمعون إلى نبذ خطاب الكراهية والعنصـرية ضدَّ الإنسانيَّة، ويدينون بأشدِّ العبارات الحادثَ الإرهابيَّ المروِّع الذي استهدف المصلين في مسجدين بـ"نيوزيلندا" يوم الجمعة الماضية، ونتج عنه استشهاد العشرات من المسلمين وجرحهم، بينهم أطفال.

سادساً: أكّد المجتمعون على أنَّ الإرهاب لا دينَ له ولا وطن، ولا صلة له البتة بمناهج أهل الإسلام ومدارسه كافة، وأنه نحلةٌ فاسدةٌ.

سابعاً: ذهب المجتمعون إلى عدم وجود ظاهرة غلوٍّ وتطرُّفٍ في جزر القمر، وأقرُّوا بوجود بوادر بعض الأفكار المتطرِّفة لدى بعض الشباب الغيورين، غالبها من الفئة القادمة من أوروبا وفرنسا خاصَّةً. ويدعو المجتمعون إلى دراستها ومعالجتها قبل أن تصبح ظاهرةً.

ثامناً: يدعو المجتمعون إلى أهمية إعادة النظر في برامج المؤسسات والجمعيات الإسلامية في البلاد ومخططاتها، للرقي بأهدافها وبرامجها لما يخدم العمل الإسلامي.

تاسعاً: يُلِحُّ المجتمعون على ضرورة استمرار هذه الملتقيات الدَّعوية، لما لها من دورٍ محوري في نشــر مبادئ الإسلام وتعاليمه السمحة، وترسيخ مفهوم الوحدة والتعايش السلمي في المجتمع.

عاشراً: يُحذِّر المجتمعون من التكتُّلات التي تُخرِج المسلمين عن رايتهم الجامعة، وتفرِّقهم شيعًا وأحزابًا، وتتعارض مع مبادئ الإسلام السمحة، ورسالته الاعتدالية الوسطية.

أحد عشر: يدعو المجتمعون أبناء الوطن جميعا: حكومةً وشعبًا وأحزابًا إلى نشر الأمن والسلام في ربوع الوطن، والمحافظة على اللحمة الوطنية الإسلاميَّة، وكذا المحافظة على المكتسبات والمرافق العامَّة للدولة، في ظلِّ حملات الانتخابات الرئاسيَّة وحكام الجزر 2019 التي تشهدها البلاد هذه الأيام.

اثنا عشر: يُؤمن المجتمعون بالاختلاف والتعدد في إطار الوحدة الإسلاميَّة الجامعة، ويسْعَون إلى ترسيخ مبدأ الحوار في حلِّ القضايا الخلافية العالقة.

ثلاثة عشر: يؤكِّد المجتمعون التزامَهم وتمسّكهم بالمنهج الوسطي المعتدل، منهجِ أهل السنة والجماعة، في مسائل الاعتقاد، والفروع الفقهيَّة وفق مذهب الإمام الشافعي في ممارسة الشعائر التعبدية، الذي تبناه شعب جزر القمر وحكومته رسميًّا، من أجل حفظ الأمن الرُّوحي والفكريِّ للأجيال المتعاقبة، والوحدة والانسجام، والاستقرار، والوئام.

أربعة عشر: يَدْعو المجتمعون إلى أن تتعاونَ كلُّ الجهات ذاتِ التَّأثير في المجتمع (التعليم، والإعلام، وعلماء الدين، ورجال السياسة) على تعزيز الوحدة والاستقرار، وأن يُستفادَ من الجهات والمؤسسات الموقَّرة والشخصيات، في المحافظة على السِّلم والأمن المجتمعي.

خمسة عشر: تشكيل لجنة لمتابعة توصيات هذا الملتقى، من أجل تحقيق الأهداف والوصول إلى نتائج هذا الملتقى وثمراته، ونشر هذا البيان إلى كل الجهات ذات العلاقة. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

 

تعليقات