إعداد/ شيخ علي حماد ✍️
وكان وزير الطاقة الدكتور أبو بكر سيد علي، القائم بأعمال رئيس الجمهورية، قد افتتح فعاليات الندوة يوم الثلاثاء 4 نوفمبر الجاري في قاعة الاجتماعات بالبرلمان الوطني بموروني، بحضور أعضاء من الحكومة القمرية وعدد من الوفود الأجنبية، من بينهم المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، والسفير الفرنسي لدى جزر القمر إتيان شابون، وممثل منظمة الصحة العالمية الدكتور نكورونزيزا تريفوني، ورئيسة منظمة "ريف" غير الحكومية الدكتورة كاثرين جود، ورئيسة جمعية "رافان" شريفة سيد حسن، إلى جانب نخبة من العاملين في مجال الصحة والناشطين في مكافحة الفيروس
قلق حكومي من ارتفاع الحالات في جزر القمر
وفي كلمته الافتتاحية، عبّر الدكتور أبو بكر سيد علي عن قلقه من تزايد حالات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية في منطقة المحيط الهندي، وخاصة في جزر القمر، موضحًا أنه خلال الفترة من يناير إلى أكتوبر 2025 تم تسجيل 71 حالة جديدة
وقال الوزير: "هذا التطور مقلق ويدفعنا إلى تكثيف الجهود في مجالات الوقاية والتوعية على جميع المستويات"، مؤكدًا على ضرورة ضمان مجانية فحص الفيروس وتوفير العلاج المضاد للفيروسات للجميع، مشيرًا إلى أن أول حالة إصابة سُجلت في جزر القمر عام 1988، وأن معدل الانتشار الحالي يُعتبر مستقرًا نسبيًا بنسبة تقل عن 1%
وقدّمت رئيسة جمعية "رافان"، شريفة سيد حسن، تقريرًا شاملاً عن الوضع الوبائي في بلدان المنطقة. وأوضحت أن جزيرة موريشيوس تشهد معدلات مرتفعة، إذ بلغ الانتشار 21% بين متعاطي المخدرات، و14% بين العاملين في الجنس، و28% بين المتحولين جنسيًا، مشيرة إلى أن 70.7% من الإصابات الجديدة سُجلت بين الرجال
وفي سيشيل، قالت شريفة إن الفيروس ما يزال يتفاقم وسط تراجع في اليقظة، ووصفت الوضع في رودريغيز بأنه "تخلي تام"، لغياب الأطباء والدعم النفسي. أما في مدغشقر، فقد ارتفعت الإصابات بنسبة 151% والوفيات بنسبة 279% بين عامي 2010 و2022، في حين أبلغت موريشيوس عن 274 حالة جديدة في النصف الأول من عام 2024 وحده
دعوات لتعزيز التمويل المحلي
وفيما يخص جزر القمر، أكدت شريفة أن "الوباء لا يزال غير مرئي ومخفيًا بسبب الوصمة وتجريم بعض العلاقات ونقص الفحوص المجتمعية"، مشيرة إلى تسجيل أربع وفيات منذ بداية العام الجاري، ووصفت الوضع بأنه "خارج عن السيطرة" مقارنة بعدد الإصابات الجديدة المسجلة
أما في جزيرة لاريونيون، فقد تم تسجيل 70 حالة جديدة، تسع منها شُخِّصت مباشرة في مرحلة الإيدز، فيما ينتشر الفيروس في مايوت بكثافة بين 624 مريضًا نشطًا دون رعاية كافية
وفي كلمته خلال الجلسات، دعا رئيس الندوة الدكتور أوليدي أحمد إلى تحمل الحكومات مسؤولية أكبر في تمويل الاستجابة الوطنية، وتعزيز الموارد المحلية في ظل تراجع الدعم الخارجي، مشيرًا إلى أن المشاركين ناقشوا فرص التمويل الإقليمي، وتبادل التجارب والابتكارات في مجال الرعاية المتكاملة للأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية والتهاب الكبد والإدمان
منظمة الصحة العالمية: الإيدز ما زال تحديا عالميا
ومن جهته، حذّر المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز جود باداشي من أن "الاعتماد المفرط على التمويل الخارجي أصبح نقطة ضعف وجودية"، موضحًا أن البرنامج الأممي سينهي استراتيجيته العالمية في عام 2026، مع اقتراح حلّ المنظمة في الوقت نفسه. وأضاف أن هذا الواقع يفرض "تولّيًا وطنيًا فوريًا وشاملًا للاستجابة، لأن لدينا الأدوات من علاج ووقاية وابتكارات طبية، لكن بدون تمويل مستدام وإرادة سياسية ستظل هذه الأدوات بعيدة المنال
أما ممثلة منظمة الصحة العالمية في جزر القمر الدكتورة نكورونزيزا تريفوني، فأشارت إلى أن فيروس نقص المناعة البشرية ما زال يمثل تحديًا رئيسيًا للصحة العامة عالميًا، موضحة أن "44.1 مليون شخص توفوا بسبب الفيروس حتى الآن، بينما يُقدر عدد المصابين بحلول عام 2024 بنحو 40.8 مليون شخص، 65% منهم في القارة الأفريقية"، مضيفة أن التقدم الطبي جعل من الممكن السيطرة على الفيروس وتحويله إلى حالة مزمنة يمكن التعايش معها، مؤكدة أن "الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية باتوا قادرين على عيش حياة طويلة وصحية

