وتحدث ثلثي حالات الوفاة في الدول النامية الموجودة جنوب الصحراء الكبرى، حيث تموت 436 امرأة من بين كل 100 ألف امرأة، بينما ينخفض الرقم بحدة في الدول المتقدمة، حيث يصل عدد الوفيات من النساء بسبب الحمل والوضع إلى 12 حالة وفاة من بين كل 100 ألف امرأة. ولمعرفة وضع صحة الانجاب للأم والطفل التقت صحيفة الوطن بزينات أبو بكر المديرة الوطنية لصحة الانجاب للأمهات والمواليد، والتي اعتبرت بأن ولادة الخداج (الولادة قبل الأوان) والالتهابات الجنين والأم والاختناق هي الأسباب الرئيسية لدخول الطفل في المستشفى بعد ولادته والوفيات التي تحدث في قسم حديثي الولادة لمستشفى المعروف المركزي بموروني. وقد أكدت زينات أبو بكر المسؤولة الوطنية للصحة الانجابية للأم والطفل بأن الولادة قبل الأوان هي السبب الرئيسي لوفاة الأمهات أثناء الولادة وأطفال حديثي الولادة
وقالت بأن البلاد سجل هذا العام نحو 14 حالة وفاة للأمهات عند الولادة في جزيرة أنجوان و13 حالة وفاة في جزيرة انغازيجا و6 في جزيرة موهيلي. مشيرة إلى أن غالبية حالات الوفيات تأتي نتيجة النزيف وتمزق الرحم وتسمم الحمل. وقالت بأن وفيات الأطفال حديثي الولادة المبكرة تثير قلق كبير بالنسبة لنا. وذكرت الأمراض الرئيسية الثلاثة التي تسبب بقاء الرضع في قسم حديثي الولادة بالمستشفى وهي الخداج والتهاب الأمهات أثناء النفاس والاختناق. مؤكدة بأن معظم الوفيات في حديثي الولادة ترجع حسب قولها إلى الخداج (الولادة قبل الأوان). وأوضحت زينات أبو بكر بأنه فقط في مستشفى المعروف المركزي استقبلت في عام 2016م 765 طفل الرضع حديثي الولادة وأن حوالي 91 طفلا أي بنسبة 12% من هؤلاء الأطفال لقوا حتفهم
وأضافت بأن من بين هؤلاء الأطفال 765، 157 ولدوا قبل الأوان أي بنسبة 20%. كما تم تسجيل 41 حالة وفاة مبكرة في نفس العام. كما أوضحت بأن السبب الرئيسي الثاني لوفيات الأطفال هو التهابات الأم والجنين. ففي عام 2016، تم نقل 200 رضيع إلى المستشفى في قسم حديثي الولادة أي بنسبة 26% هذه العدوى وتم تسجيل 10 وفيات بنسبة 11%. وأخيرا فإن السبب الرئيسي الثالث لوفيات الأطفال حديثي الولادة هو الاختناق، ففي عام 2016 كان هناك 104 طفلا في المستشفى وتم تسجيل 25 حالة وفاة
غالبية حالات وفات الأمهات هي النزيف وتمزق الرحم وتسمم الحمل
وفي العام التالي أي في عام 2017 استقبل قسم حديثي الولادة في مستشفى المعروف 773 طفلا وسجلوا بحزن 98 وفاة أي بالنسبة 12.5% ارتفاع طفيف عن العام السابق ولا يزال الخداج هو السبب الرئيسي في الاستشفاء والوفيات. وفي نفس العام، تم تسجيل 39 حالة وفاة من أصل 143 مريض تم ولادتهم قبل الأوان وكانوا يرقدون في المستشفى. كما في نفس قسم حديثي الولادة استقبل نحو 126 رضيع بسبب الالتهابات الجنين ولم تسجل سوى 3 حالات وفاة أي بنسبة (3%). كما أنه في نفس العام 2017 كان عدد الوفيات الناجمة عن الاختناق تقدر بنحو 21 حالة وفاة من أصل 84 طفلا كانوا في المستشفى
وفي عام 2018 تم تسجيل 45 حالة وفاة لأطفال حديثي الولادة أي بنسبة 6.6% من أصل 673 طفلا مسجلا في المستشفى للعلاج. ودائما يأتي الخداج في المرتبة الأولى كسبب رئيسي للوفيات بتسجيل 25 حالة وفاة من بين 159 طفلا في المستشفى. أما فيما يخص بمشكلة التهاب الأم والجنين كان هناك 6 حالات وفاة من أصل 154 طفلا كانوا في المستشفى. وفيما يتعلق بالاختناق تم تسجيل 9 وفيات من أصل 43 مريض كانوا في المستشفى
سبب بقاء الرضع في قسم حديثي الولادة هي الخداج والتهاب الأمهات والاختناق
في هذا العام، تم خلال الفترة من يناير إلى يونيو 2019م في قسم حديثي الولادة بمستشفى المعروف المركزي بموروني استقبال 440 طفلا بعد ولادتهم مباشرة وتم تسجيل 57 حالة وفاة أي بنسبة 13%. وفي هذه القائمة هناك نحو 99 طفلا يرقدون في المستشفى بسبب الولادة المبتسرة (ولادة قبل الأوان) وقد تم بالفعل تسجيل 30 حالة وفاة أي 30.3%. كما تم إدخال 55 طفلا إلى المستشفى بسبب التهابات الجنين، وعلى عكس السنوات السابقة، انخفض عدد الوفيات وذلك مع وفاة شخصين فقط
أما فيما يتعلق بالاختناق كان هناك 8 أطفال ماتوا خلال هذه الفترة وذلك من أصل 22 طفلا تم نقلهم إلى قسم حديثي الولادة لمستشفى المعروف. وقد أبدت المديرة الوطنية لصحة انجاب الأمهات والمواليد زينات أبو بكر أسفها الشديد بأن إدارات الصحة الاقليمية تتهرب من المنظمات غير الحكومية في مجال تدريب العاملين في هذه الادارات. وقالت بأنه ينبغي منح هذه المنظمات غير الحكومية مساحة كبيرة وإتاحتها الفرصة لرفع الوعي من أجل تحسين جودة الرعاية وزيادة مهارات العاملين في مجال الانجاب من أجل مكافحة هذه الأمراض وتقليل عدد الوفيات الأمهات والمواليد. وتعتقد بأن المراكز الصحية العامة والخاصة في البلاد يجب أن تستخدم وثيقة البروتوكول الوطني في مجال صحة الانجاب وهذا الأمر الذي لا يحصل، حيث أن لكل طبيب يستخدم بروتوكول المدرسة الذي درس فيه. وبالتالي فمن أجل تخفيض منحني وفيات الرضع والأطفال حديثي الولادة، تنصح زينات أبو بكر المرأة الحامل بمراقبة صحتها لتجنب خطر فقد طفلها
وقالت في الواقع يتعرض أي طفل في الرحم لأي مرض تعانيه الأم. وبالمثل، يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل إلى "تسمم الحمل والتشنج" لذلك فإن الأم والطفل في خطر. وكذلك الحال، إذا كانت الأم مصابة بعدوى تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي، فقد يتلوث الطفل ويصاب بعدوى جينية. وأكدت زينات أبو بكر بأنه من أجل تجنب هذه الأمراض وهذه المخاطر أثناء الحمل، يجب على الأم الحامل مراقبة نظامها الغذائي وخاصة في حالة ارتفاع ضغط الدم. وخاصة أن المرأة الحامل تميل إلى الملح الزائد أثناء الحمل. موضحة بأنه يجب على المرأة الحامل أن تستهلك الكثير من الفواكه والخضروات وشرب الكثير من المياه. كما تنصح زينات أبو بكر المرأة الحامل التي ترتفع ضغط دمها بزيارة المركز الصحي كل شهر للتشاور ورؤية تطور صحتها وصحة الطفل ومراقبة النظام الغذائي وشرب 3 إلى 4 لترات من الماء في اليوم بمعدل كوب واحد في الساعة