افتتح الرئيس النيجري إسوفو محمدو فعاليات القمة القارية الثالثة حول السلام والأمن والتنمية المستدامة في أفريقيا، والتي تستمر مدى ثلاثة أيام، في العاصمة نيامي. وتنعقد القمة التي ستجمع حوالي 2000 مشارك، تحت شعار "بناء إفريقيا سلمية وموحدة ومزدهرة بالتركيز على القيم العالمية: السلام والأمن والمصالحة والترابط والازدهار المتبادل والقيم العالمية". وتشرف وكالة الاتحاد الافريقي-النيجر 2019 على تنظيم هذا اللقاء المنبثق عن مذكرة تفاهم موقعة يوم 20 أكتوبر بين حكومة النيجر والاتحاد العالمي للسلام، بالنظر إلى تجربتها الناجحة في تنظيم قمة الاتحاد الإفريقي التي استضافتها نيامي في يوليو 2019
وفي كلمته، أعرب رئيس الجمهورية غزالي عثمان، عن خالص الشكر والامتنان للرئيس النيجري محمدو أيسوفو والشعب النيجري على كرم الضيافة والترحيب الحار للوفد القمري منذ وصوله الأراضي النيجرية. وقال "نحن نفتتح هذه القمة في الوقت الذي سقطت فيه جنود حفظ السلام في الصحراء نتيجة ضحايا الارهاب" مقدما التعازي باسم بلاده إلى الرئيس الفرنسي وإلى الحكومة الفرنسية وأسر الثكلى والشعب الفرنسي. كما رحب فخامته بالشباب النيجيري والمالي والبوركينابي الذين قضوا في هذا الجزء من العالم دفاعا عن السلام
وأوضح أن هذه القمة القارية تشكل فرصة لتعزيز السلام الذي ضحوا حياتهم من أجله. وقال بأن شعار هذه القمة "بناء إفريقيا سلمية وموحدة ومزدهرة بالتركيز على القيم العالمية" حيث أن السلام والأمن هما دعائم الاستقرار وأساس التنمية. مشيرا إلى أن التخلف وعدم الاستقرار يمثلان أرضا خصبة ينمو فيه التطرف بجميع أنواعه والعوامل الرئيسية المزعزعة لاستقرار الدول. موضحا أن تهديدات الارهاب والطائفية والقرصنة البحرية والحروب تستدعي تكييف آليتنا التقليدية للحفاظ على السلام في مختلف أنحاء العالم وفي القارة الأفريقية. ويجب على مجلس الأمن الدولي، وبعثات حفظ السلام، ومجلس السلم والأمن الأفريقي التكيف بشكل أفضل مع التحديات الجديدة
وتتيح هذه القمة الفرصة لبلادي جزر القمر في تبادل الخبرات. وقال بأن جزر القمر إحدى الدول الجزرية الصغيرة النامية التي يعرضها هشاشات هيكلية في تغيير المناخ والسلامة البحرية والتنمية المستدامة. وقال بأن الحوار بين القمريين بدعم المجتمع الدولي مكننا من إيجاد حلول لهذه الأزمات، حيث مرت ما يقرب من 20 عاما منذ أن سمحت المصالحة الوطنية والديمقراطية في البلاد في العيش بسلام بين الحكومة والمعارضة. وقال بأن الأسباب الجذرية لهذه الأزمات الدورية والفقر والتخلف وسوء العيش لا تزال قائمة وتشكل مخاطر حقيقية للتراجع
مشيرا إلى أنه وضع خطة للنهوض لتطوير جزر القمر بحلول عام 2030 كرد فعل لتحديات السلام واستقرار التنمية في البلاد. يذكر أنه شارك في القمة أكثر من 2.000 شخص من 25 بلدا بمن فيهم رؤساء دول حاليون وسابقون وسيدات أوليات ورؤساء برلمانات ومؤسسات جمهورية أخرى ووزراء وبرلمانيون وزعامات دينية وعرفية وقيادات نسائية وشبابية ومسؤولو شركات ونشطاء من منظمات المجتمع المدني. ويتمثل الهدف الرئيسي للقمة في ترقية مشروع من أجل إفريقيا مزدهرة بهدف المساهمة بقوة في دعم جهود القادة الأفارقة من أجل السلام والأمن والمصالحة والتنمية البشرية وتحقيق مبادئ الاتحاد الإفريقي وأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة. ويأتي انعقاد هذه القمة بعد أيام من انعقاد منتدى سنوي في العاصمة السنغالية، دكار، بحث السلام والأمن في إفريقيا. كما تأتي القمة المنعقدة في ظل تصاعد وتيرة هجمات الجماعات المسلحة بالمنطقة، خصوصا في دولتي مالي وبوركينافاسو، حيث قتل وجرح المئات في سلسلة هجمات مؤخرا.