إعداد/ شيخ علي حماد  ✍️

ويشارك في المؤتمر نحو 4 إلى 5 آلاف مشارك من 194 دولة، بما في ذلك رؤساء دول ووزراء ومندوبون رسميون وخبراء وشخصيات دولية بارزة. ويبرز انعقاد الدورة الحالية أهمية دور أوزبكستان كمركز للحوار الثقافي والعلمي العالمي

تمثل جزر القمر في المؤتمر بوفد رفيع المستوى برئاسة وزيرة الإعلام فاطمة أحمد، نيابة عن وزير التربية. وفي كلمتها يوم السبت الماضي، أعربت الوزيرة عن امتنانها لحفاوة الاستقبال التي قدّمها الشعب الأوزبكي، مشيدة بتاريخ سمرقند ورمزيتها الثقافية، واصفة إياها بأنها "المدينة التي احتفل بها ووقّرها محبو المعرفة والفنون والثقافة

كما هنأت الوزيرة السفير خوندكر محمد طلحة، سفير بنغلاديش لدى اليونسكو، على انتخابه رئيسًا للدورة الحالية، وأشادت بعمل سلفيها سيمونا ميريلا ميكوليسكو، رئيسة الدورة الثانية والأربعين، وفيرا الخوري لاكويل، رئيسة المجلس التنفيذي. كما أثنت على المديرة العامة المنتهية ولايتها لليونسكو على قيادتها المستنيرة والتزامها تجاه أفريقيا، مرحبة في الوقت ذاته بانتخاب خالد العناني كمدير عام جديد، واصفة إياه بأنه "ثاني أفريقي وأول عربي يتولى هذا المنصب

وقالت الوزيرة: "يُجسّد هذا التعيين عالمية اليونسكو، موطن البشرية جمعاء، وستُقدّم جزر القمر دعمها الكامل للقيادة الجديدة

الأولويات الوطنية للتعليم والثقافة

انتقلت الوزيرة إلى الأولويات الوطنية، مؤكدة أن الرئيس غزالي عثمان جعل التعليم أولوية وطنية، مشيرة إلى انعقاد المؤتمر الوطني للتعليم في يونيو 2025، الذي اعتمد نهجًا تشاركيًا يشمل صانعي القرار والخبراء والمواطنين، "الذين يمتلكون معارف يومية وتجارب حياتية يجب تقديرها

وأضافت أن نتائج المؤتمر استُلهمت من خطة قطاع التعليم 2024-2030، التي ركّزت على التعلم الأساسي، وتدريب المعلمين، والرصد والتقييم الشفافين، بما يتماشى مع الأجندات العالمية وخطة جزر القمر الناشئة، وأهداف التنمية المستدامة

وعلى الصعيد الثقافي، ذكرت الوزيرة تقديم الرئيس غزالي ملف ترشيح المدن العتيقة لجزر القمر لإدراجها على قائمة التراث العالمي لليونسكو في 11 فبراير 2025 في باريس. وأوضحت أن هذا الترشيح يعكس الثراء المعماري والتاريخي لجزر القمر، نتيجة التبادل بين الحضارة السواحيلية والعالم العربي والمحيط الهندي

وأشارت الوزيرة إلى أن هذا الاعتراف قد يفتح آفاقًا جديدة للتنمية المحلية، خصوصًا للنساء والشباب وفرص العمل، داعية الدول الأعضاء إلى دعم هذا الترشيح

التزام جزر القمر بالسلام والتضامن الدولي

في الوقت نفسه، تطرقت الوزيرة فاطمة أحمد إلى الوضع الإنساني في قطاع غزة، واصفة الأحداث هناك بأنها "إبادة جماعية تُرتكب على مرأى ومسمع من الجميع"، داعية المجتمع الدولي إلى حماية المدنيين واحترام القانون الإنساني الدولي والحفاظ على البنية التحتية التعليمية والثقافية. وأضافت: "حيث يُدمر التعليم، ينطفئ أمل الأجيال القادمة"، مؤكدة على دور اليونسكو في منع الحروب والحفاظ على المعرفة والثقافة

كما جددت الوزيرة اعتراف جزر القمر بدولة فلسطين المستقلة وحق الشعوب في تقرير مصيرها، وأشادت بالدول التي اتخذت خطوات في هذا الاتجاه مؤخرًا

واختتمت كلمتها بالدعوة إلى تعزيز التعاون الدولي، وخاصة بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي، لمواجهة التحديات العالمية، مؤكدة أن جزر القمر تلتزم بالقيم التأسيسية لليونسكو: السلام والتضامن والابتكار والتعاون في خدمة التعليم والعلوم والثقافة