وخلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره المغربي، أعرب الوزير ذولكمال عن شكره وتقديره للملك المغربي الملك محمد السادس لالتزامه بدعم الصداقة القمرية-المغربية والحفاظ عليها، مشيدا بالعلاقة "المتفردة للغاية" التي تجمع بين البلدين. وذكر الوزير القمري دعم المغرب لجز القمر في مجال التأهيل والتدريب، موضحا في هذا الصدد بأن 80% من الكوادر البشرية العاملة في وزارته تلقوا تعليمهم وتأهيلهم بالمملكة المغربية. وقال بأن المغرب يواصل تكوين وتأهيل القمريين بتمكينهم من المنح، مشيرا إلى دعم المملكة لبلاده أيضا في مجال الإدارة

وأضاف وزير الشؤون الخارجية أنه "إلى جانب الإدارة، تعول جزر القمر على دعم المغرب من أجل البناء الاقتصادي"، معربا عن رغبة بلاده في الاستفادة من خبرة المغاربة وتجربتهم لكي تصبح جزر القمر دولة صاعدا بحلول عام 2030. وأوضح ذولكمال أن بلاده بحاجة ماسة إلى دعم المغرب في مجال السياحة، وأن المملكة المغربية كانت ممثلة بأكبر وفد خلال مؤتمر شركاء تنمية جزر القمر المنعقد بباريس في ديسمبر الماضي. وأضاف أن المغرب تحرك بسرعة غداة تنظيم هذا المؤتمر بإرسال وفد كبير إلى جزر القمر للوقوف على القطاعات الواعدة، داعيا إلى وضع إطار تعاون ثنائي أكثر دينامية

كما عبر رئيس الدبلوماسية القمرية عن الأمل في بلورة مشاريع اقتصادية تعود بالنفع على البلدين. من جهته، قال الوزير المغربي للشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة أن تدشين هذه السفارة يعكس الطموح المشترك للبلدين في ترسيخ العلاقات الثنائية التي تطبعها الثقة والتميز. واعتبر الوزير المغربي أن هذا التدشين يؤكد على الروابط القوية والتعاون المثمر للغاية، مسجلا أن السفارة ستكون وسيلة مهمة جدا لتتبع الالتزامات بين الجانبين، وأكد أن المغرب وجزر القمر بلدان قريبان من بعضهما وجدانيا، وأيضا بفعل التضامن والتعاون، وأن الحضور المزدوج لجزر القمر بالرباط والعيون، حيث كانت جزر القمر أول دولة تفتتح قنصلية لها بالعيون، يتيح تعزيز هذه العلاقات الاستثنائية أكثر. وأبرز المسؤول المغربي أن هاتين التمثيليتين ليستا فقط مؤسستين، بل تجسدان طموحا مشتركا، وأن العلاقات السياسية تستمد تميزها من الأواصر الإنسانية، بالنظر إلى أن الطلبة القمريين من أكبر الجاليات الطلابية بالمغرب

توقيع على خمس اتفاقات تعاونية بين جزر القمر والمغرب

ووقع البلدين يوم الاثنين 26 أكتوبر المنصرم بالرباط، على خمس اتفاقات تعاون في مجال التكوين الدبلوماسي، وتدبير الجاليات المقيمة بالخارج، والفلاحة والصحة، فضلا عن إرساء آلية للمشاورات السياسية. وقع على هذه الاتفاقات من الجانب القمري الوزير ظهير ذو الكمال ومن الجانب المغربي نظيره ناصر بوريطة، عقب مباحثاتهما الثنائية. وهكذا وقع الجانبان على مذكرة تفاهم لإرساء آلية للمشاورات السياسية، تهدف إلى إقامة آلية للمشاورات السياسية بين وزارتي خارجية البلدين الشقيقين. كما وقع الجانبان على مذكرة تفاهم في مجال التكوين الدبلوماسي بين الوزارتين. وتنص هذه المذكرة على إقامة شراكة بين الجانبين في مجال التكوين الدبلوماسي، لاسيما تكوين الدبلوماسيين الشباب من أجل تبادل التجارب والمعلومات في المجال الدبلوماسي، والعلاقات الدولية

وتتعلق مذكرة التفاهم الثالثة الموقعة بين الجانبين بتدبير الجاليات المقيمة بالخارج وقضايا الهجرة. وتروم هذه المذكرة وضع إطار للتعاون يتيح تبادل المكتسبات والتجارب بين البلدين في مجالات تدبير قضايا الجاليات المقيمة بالخارج من خلال مواكبة هذه الجاليات في تحقيق الاندماج التعليمي والثقافي والاجتماعي. كما تم التوقيع على اتفاق إطار في المجال الفلاحي يهدف إلى إرساء الإطار العام للتعاون في هذا المجال من خلال عدة إجراءات، من بينها التكوين المهني الفلاحي، وتكييف أساليب الري وتدبير المياه مع التغييرات المناخية، وتطوير سلسلة القيم الفلاحية والزراعية الغذائية. كما يروم الاتفاق الإطار أيضا بالنهوض بإحداث الاستغلاليات الفلاحية والسلامة الصحية للمنتجات الغذائية والزراعية. وقد تم التوقيع على بروتوكول للتعاون الصحي بين المغرب وجزر القمر في مجال الصحة، بهدف وضع برنامج للتعاون في هذا المجال بين البلدين لتحسين صحة المواطنين للبلدين