إعداد/ محمد أحمد ممادي  ✍️

ورغم شوط أول متكافئ من الناحية التكتيكية، نجح خلاله منتخب جزر القمر في إغلاق المساحات والحد من خطورة أصحاب الأرض، إلا أن الكفة مالت لصالح "أسود الأطلس" في الشوط الثاني. وافتتح إبراهيم دياز، مهاجم ريال مدريد الإسباني، باب التسجيل في الدقيقة 55، قبل أن يعزز زميله أيوب الكعبي النتيجة بهدف ثانٍ في الدقيقة 74 من تسديدة مقصية رائعة

وبرز حارس المنتخب القمري يانيك باندور بأداء لافت، في أول مشاركة له في نهائيات كأس الأمم الإفريقية، حيث تصدى لخمسة محاولات محققة، ونجح في إيقاف ركلة جزاء نفذها سفيان رحيمي، غير أنه لم يتمكن من التصدي لهدف الكعبي

وقال قائد المنتخب القمري يوسف مشانغاما عقب اللقاء: "نشعر بخيبة أمل بسبب الخسارة، لكننا راضون عن الأداء الذي قدمناه، خاصة في الشوط الأول". من جهته، أكد مدرب المنتخب المغربي وليد الركراكي أن "المباراة كانت معقدة في شوطها الأول، حيث أحسن منتخب جزر القمر تنظيم دفاعه وإدارة المساحات

وجاء الهدف الثاني نتيجة ارتباك دفاعي سببه تمريرة غير دقيقة من لاعب الارتكاز إياد محمد، استغلها المنتخب المغربي بفعالية. في المقابل، سنحت أخطر فرص منتخب "السيليكانت" عبر هجمة مرتدة قادها رفيق سعيد، الذي راوغ أكثر من لاعب قبل أن يهدر فرصة محققة أمام الحارس المغربي ياسين بونو، لغياب اللمسة الأخيرة. وعلّق المدرب الوطني الإيطالي ستيفانو كوزين قائلاً: "لو نجحنا في استغلال تلك الفرصة لتغير سيناريو المباراة، لكننا افتقدنا الفعالية أمام المرمى

وأُقيمت المباراة الافتتاحية بحضور رسمي وجماهيري لافت، من بينهم رئيس الجمهورية غزالي عثمان، وولي عهد المملكة المغربية الأمير مولاي عبد الله، ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، جياني إنفانتينو، ورئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف)، باتريس موتسيبي، إضافة إلى نحو ستين مشجعًا قمريًا. وقال إبراهيم دياز، صاحب الهدف الأول: "لعبنا من أجل الفوز ومن أجل إسعاد الشعب المغربي، وسنواصل العمل لجعله أكثر فخرًا

وبهذا الفوز، حصد المنتخب المغربي أول ثلاث نقاط له في البطولة، معززًا مكانته كأحد أبرز المرشحين للتتويج باللقب، في مباراة أدارها الحكم الكونغولي جان جاك ندالا، الذي تعرّض لانتقادات بسبب بعض قراراته التحكيمية التي اعتُبرت مجحفة بحق المنتخب القمري

وسيحصل منتخب جزر القمر على ثلاثة أيام من التحضيرات قبل خوض مباراته الثانية أمام منتخب زامبيا في الدار البيضاء، في مواجهة حاسمة يسعى خلالها إلى استعادة التوازن والحفاظ على حظوظه في المنافسة قبل الجولة الثالثة من دور المجموعات

تصريحات المدربين

قال الإيطالي ستيفانو كوزين، خلال المؤتمر الصحفي عقب المباراة، "أنا فخور بلاعبي، معظمهم شباب. لقد قدمنا صورة جيدة عن منتخب جزر القمر، وسنواصل مسار التطور". وتابع قائلا: "على المستوى الدفاعي كنا متماسكين، ومن الناحية التكتيكية كنا منظمين بشكل جيد. المغرب يتوفر على منتخب قوي جدا"، معتبرا أن فريقه نجح في الحد من خطورة المنتخب المغربي خلال الشوط الأول

وأبرز كوزين أن "المنتخب المغربي يتمتع بتنافسية عالية للغاية. إنه أفضل منتخب في إفريقيا وأحد أفضل المنتخبات في العالم". مشيرا إلى أن منتخب "السيليكانت" يطمح إلى الذهاب لأبعد مدى ممكن في هذه المنافسة، مع إقراره بأن المغرب وجزر القمر لا يمتلكان الإمكانات نفسها

بينما أكد المغربي وليد الركراكي، أن الانتصار الذي حققه بلاده على حساب منتخب "السيليكانت" بهدفين دون رد، كان مستحقا رغم التعقيدات التي طبعت أطوار اللقاء. وأوضح خلال الندوة الصحفية التي أعقبت المواجهة، أن مباريات الافتتاح تظل دائما صعبة على البلد المنظم، مشيرا إلى أن "أسود الأطلس" حضر لهذه البطولة منذ سنتين، وأن تحقيق الفوز في المباراة الأولى يعد أمرا بالغ الأهمية لبناء الثقة ومواصلة المسار بإيجابية

وتابع الركراكي أن المنتخب المغربي خاض اللقاء بشخصيته وأسلوبه الذهني، محافظا على تركيزه رغم الصعوبات التي واجهها خلال الشوط الأول، مشددًا على أن منتخب جزر القمر سيشكّل تحديًا حقيقيًا لبقية منتخبات المجموعة الأولى. وأضاف أن سيناريو المباراة يشبه مواجهات سابقة، حيث واجه منتخب الأسود خصما متراجعا إلى الخلف يعتمد على التنظيم الدفاعي مع بذل مجهود بدني كبير، مؤكدا في الآن ذاته أن منتخب جزر القمر يتوفر على مجموعة محترمة