وكانت المحكمة الابتدائية في موروني قد أصدرت يوم السبت 9 سبتمبر الجاري حكما بالسجن بين شهر وشهرين مع غرامة مالية تتراوح ما بين 100.000 إلى 250.000 فرنك قمري لأربع وعشرين شخصا من العلماء والخطباء وأئمة المساجد بعد مخالفتهم قرار السلطات الدينية وصلاة عيد الأضحى يوم الجمعة بدلا من يوم السبت كما حدده المسئولين المعنيين بالدولة. وبعد إصدار حكم المحكمة الجنائية قدم محامي الدفاع طعن أمام محكمة الاستئناف وطالبوا بالإفراج المؤقت على هؤلاء المتهمين. ونتيجة لذلك اتخذت محكمة الاستئناف قرارها وتم الإفراج عن المحتجزين منذ يوم الثلاثاء 19 سبتمبر الحالي.
ووفقا لما ذكره أحد محامي الدفاع أحمد محمود حيث قال "نظرا لأن موكليهم كانوا حاضرين في جلسة المحكمة، فإن إمكانية الطعن موجودة، مبينا أن القرارات الجنائية من حيث المبدأ ليست للتنفيذ عندما كان هناك إمكانية صياغة الطعن واللجوء إلى محكمة الاستئناف". وأضاف المحامي "بأنه تم الموافقة على طلبنا بإطلاق سراح مؤقت لموكلينا وذلك في انتظار اليوم الذي سيتم عقد المحكمة الاستئناف وسنقوم أمام المحكمة للدفاع عن استئنافنا".
والجدير بالذكر أن هؤلاء الأشخاص الأربعة والعشرين من العلماء والخطباء وأئمة المساجد ومواطنين عادين تم محاكماتهم بعد صلاتهم واحتفالهم بعيد الأضحى المبارك يوم الجمعة 1 سبتمبر بدلا من يوم السبت كما حدد ذلك المسئولين في الدولة. وكانت المحكمة الجنائية قد قررت بالسجن لمدة اثنا عشر شهرا بما في ذلك شهرين بالسجن المغلق بالنسبة للأئمة والخطباء والعلماء مع غرامة مالية قدرها 250.000 فرنك قمري. بينما قررت السجن ستة أشهر بما في ذلك شهر واحد السجن المغلق للمواطنين العادين المشاركين في الصلاة مع غرامة مالية قدرها مائة ألف فرنك قمري.
ومن جانبه، صرح مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالعالم العربي الأستاذ يحي محمد الياس بأن الرئيس والحكومة القمرية رأى بأنه ليست من مصلحة الدولة ولا الشعب بأن يكون هؤلاء العلماء والأئمة في السجون وأنه كان من الضروري الإفراج عنهم وهذا ما حصل بالفعل. مشيرا إلى أن اعتقالهم جاء للتذكير والتأكيد على أهمية احترام أوامر السلطات وطاعة ولاة الأمور كمبدأ من المبادئ الأساسية للدين الإسلامي السمحاء وذلك حرصا على المصلحة العامة للدولة واستتباب الأمن وعدم الفوضى، وقد دلت ذلك الأحاديث الصحيحة عن النبي منها "على المرء السمع والطاعة فيما أحب وكره في المنشط والمكره ما لم يؤمر بمعصية الله". وقد بايع الصحابة رضي الله عنهم النبي على السمع والطاعة في المنشط والمكره، والعسر واليسر، وعلى ألا ينزعوا يدا من طاعة، إلا أن يروا كفرا بواحا عندهم من الله فيه برهان، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.