logo Al-Watwan

Le premier journal des Comores

الإمارات العربية الشقيقة

الإمارات العربية الشقيقة

الوطن بالعربية |  | الكاتب والصحفي/عيسى عبد الحفيظ

image article une
استعر الخلاف بين طرفين عربين وكأن الأمة العربية كانت تعيش أفضل أوقاتها وأحسن حالاتها. أعتقد أن الأمة العربية لم تشهد حالة من الفُرقة مثلما تشهده الآن، ومما يبعث على الأسف والأسى والحزن أيضاً أنك لا تكاد تجد طرفين على قلب واحد. فالأنظمة الخليجية مع مصر في تكتُل ضد قطر، وهي أيضا جميعها باستثناء قطر ونسبياً الكويت في محور واحد في اليمن. أما بالنسبة للمغرب العربي فالصراع يحتدم في ليبيا وبين مصر والإمارات من جهة ومع دخول تركيا من الجهة الأخرى على الخط يكتمل المشهد.

 

في خِضَم هذا  الصراع تأتي خطوة الإمارات العربية الشقيقة من جهة وأقول الشقيقة ليس للنفاق ولا للمجاملة بل ليقيني أن مصير الدول العربية كل لا يتجزأ، وأن الجسد العربي كله سيتأثر إذا ما ألم خطب في أي عضو في الجسد العربي المنهك أصلاً. تأتي خطوة دولة الإمارات العربية الشقيقة بالاعتراف وتطبيع العلاقات مع دولة إسرائيل وقد يكون الأمر أكبر من ذلك وأقصد التعاون في كافة المجالات. لا يختلف اثنان في قوة دولة إسرائيل العسكرية والأمنية وحتى التكنولوجية ولكن ما لم أستطع ابتلاعه هو قول المسؤولين فيها أن الإمارات تملك المال ونحن نملك التكنولوجيا ؟

بل ذهب أحدهم على الفيسبوك علانية ليقول "إن الإمارات (مرغمة) على تطبيع العلاقات مع إسرائيل لأننا نحميها من الحظر الإيراني". ثم يخرج نتنياهو ليصرح بكل وقاحة مكذبا دولة الإمارات بأن التطبيع لم يكن ثمنه وقف الضم لأجزاء من الضفة الغربية ؟

أقسم أنني أحسست بالإهانة لأنني لا أستطيع سماع أي كلام يسيء لأية دولة عربية. أن الخروج عن الاجماع العربي وقرارات الجامعة العربية يؤدي إلى ضعضعة الصف العربي والذي أصلا يعاني من الضعف والفُرقة، ثم هناك سؤال أتمنى من الأخوة في الإمارات أن يأخذوه على محمل التفكير: ماذا تستفيد الإمارات العربية من إسرائيل؟

الإمارات بلد غني والحمد الله مع عدد سكان متواضع نسبيا ومستوى الحياة مرتفع للجميع وتعيش في بحبوحة وليست معرضة لأي خطر حقيقي سوى تهويل إيران التي لا تستطيع مداواة جروحها بعد فترة الحصار الطويلة

هناك أكثر من أربعمائة ألف فلسطيني يعيشون ويعملون في دولة الإمارات العربية الشقيقة وزاد العدد بعد الخروج من بيروت عام 1982 وفتحت الإمارات صدرها واسعا لاستيعابهم وهم يعملون في شتى المجالات، وهذا لن ننساه لدولة الإمارات الشقيقة. هناك بعض الأصوات النشاز من الطرفين تصب الزيت على النار بالشتائم والشتائم المضادة وهذا لعمري عيب كبير

أذكر شخصياً المرحوم الشيخ زايد عندما أتى إلى الجزائر في السبعينات من القرن الماضي للمشاركة في مؤتمر عدم الانحياز وكنت ممثلاَ لفلسطين في الاستقبال وهو يرحب بي بشكل لفت أنظار المدعوين جميعاَ قائلاَ بصوت عال "أهلا بفلسطين وشعبها المكافح إلى يوم الدين". ورددتُ أننا سنبقى كذلك إلى يوم الدين يا سمو الأمير بفضل دعمكم ودعم أمثالكم فأنتم أجدادنا سكان الجزيرة العربية، وأجلسني بجانبه وتحدثنا على مدار أكثر من خمسة دقائق. العلاقة بين فلسطين والإمارات ليست وليدة الأمس ونعلم أن القلوب معنا وإن كان للسياسة رأي آخر

نحن أدرى بهم، إنهم سيسعون للاستحواذ على مُقَدراتِكم وسيعبثون بأمنكم الداخلي وسيزرعون الفتنة بينكم ولن تجنوا منهم شيئاً، ولا ننسى محاولة خطف خالد مشعل في العاصمة الأردنية عمان والفضيحة التي حدثت بعد فشل العملية. عندما يتحدث محلل سياسي إسرائيلي يقول إن الإمارات "غصباَ عنها" تعترف بدولة إسرائيل وتعمل معها علاقات طبيعية وأن البحرين وعُمان والسعودية على الطريق قريباً أشعر بالحزن على ما آل إليه الوضع العربي وعندما يُصرح نتنياهو ويقول إن الاتفاق مع الإمارات سلام مقابل سلام ويُنفي أن يكون قد وعد الإمارات بعدم تطبيق الضم.....لا تعليق

بقلم الكاتب والصحفي/ عيسى عبد الحفيظ

أستاذ العلوم السياسية بجامعة الاستقلال اريحا فلسطين

تعليقات