أوليك الأجداد لم يحافظوا على تلك الأرض إلا لأنهم كانوا يحملون قيماً راسخة لم تتزعزع ابداً، كان أهمها ما ينبع من الدين والفطرة الإنسانية التي تدفع الإنسان العاقل السوي للدفاع بكل بسالة عن أرضه وعرضه، وتزيدها قوة القيم القبلية النبيلة التي جبلت عليها قبائل الإمارات التي لم ترتضِ عبر التاريخ الاستسلام لأي ظرف، فطوعت الظروف جميعا، وابتكرت وسائل عدة لتستمر الحياة وتستمر الأجيال في التمسك بتلك الأرض
أرض الإمارات اليوم غير أرض الأمس، فكل ما يحلم به الإنسان يجده فيها، وما وصلت إليه ملامح الحضارة في الإمارات تُضرب به الأمثال، هذه النعمة وإن كنا موقنون بأنها بفضل من الله سبحانه إلا أنها أيضا لم تأتِ إلا بالإيمان الراسخ الذي توارثته الأجيال بأن العمل والإخلاص المغلف بالتوكل على الله الواحد الأحد هو ما يرفع الإنسان ويعلي شأنه
كما أن العادات النبيلة المتعلقة بقدسية الصداقة، وما جاء الإسلام ليرسخه من هذه العادات، وما حملته قيادة الإمارات من رؤى في شأن ترسيخ العلاقات الدولية أثمر اليوم نهجاً إماراتياً خاصاً، لا يعرف التوقف عن التوسع في علاقاته مع دول العالم الطامحة للسلام والتنمية، فصنع لنا ذلك قدرة أكبر على التطور والتقدم
جمهورية القمر المتحدة من أهم الدول التي أولت الإمارات لتطوير العلاقات معها اهتمام خاص، نابع من تلك القيم المشتركة، والكفاح التاريخي الذي مرت به الأجيال عبر الأزمنة هنا في جزر القمر، بما حمله من صعوبات جمة، يتشابه في نقاط عدة مع كفاح أبناء أرض الإمارات عبر التاريخ، لذا فمن السهل أن تتشابه التوجهات والأفكار وتنسجم لتبني علاقات مميزة، لا تقبل العثرات
إن الإمارات تريد بعلاقاتها مع جمهورية القمر المتحدة، الأخذ بيد هذه البلاد، ودعمها بما يمكن في النواحي التنموية، وبما يملكه الإماراتيون من تجارب وخبرات ناجحة في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والعلمية، لأننا بحاجة ليكون إخوتنا أقوياء، يقفون معنا عند حاجتنا لهم
نحن متفائلون بأن مستقبل هذه الأرض يحمل بشائر سارة، متفائلون بأن تكون القمر المتحدة ملتقى عالمي جديد ينهض بمنطقة شرق أفريقيا كلها
بقلم الدكتور سعيد محمد بن مرشد المقبالي
سفير دولة الإمارات العربية المتحدة بجزر القمر