logo Al-Watwan

Le premier journal des Comores

حوار مع الداعية اللبناني المقيم في كندا الشيخ جيل صادق: الاحتفال بالمولد النبوي لا يدخل في البدع السيئة وأنه خير وبركة للبلد

حوار مع الداعية اللبناني المقيم في كندا الشيخ جيل صادق: الاحتفال بالمولد النبوي لا يدخل في البدع السيئة وأنه خير وبركة للبلد

الوطن بالعربية |  | حوار/عبد الله سيد علي

image article une
أجرى القسم العربي لجريدة الوطن حوارا صحفيا مع الداعية اللبناني والمقيم في كندا الشيخ جيل صادق، الذي زار البلاد الأسبوع الماضي بمهمة دعوية، حيث شارك في عدد من الحفلات بذكرى المولد النبوي الشريف. وبتوجيه من سماحة مفتى الجمهورية طاهر بن سيد مولانا جمل الليل، ألقى الداعية جيل صادق، الكلمة الدينية في المولد النبوي الرسمي والذي نظمته الحكومة القمرية السبت الماضي في ساحة الاستقلال بموروني بحضور رئيس الجمهورية. وعلى هامش هذه الأمسية الدينية أجرت الوطن الحوار الصحفي التالي:

 

الوطن: معالي الشيخ، هذه زيارتكم الثانية لجزر القمر، فما هو الجديد ؟

جيل صادق: الجديد هو أن زيارتي هذه المرة لجزر القمر كانت لمشاركة الأهالي فرحة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف. وقد عزمت على المجيء في شهر ربيع الأول لأنني سمعت في المرة الماضية الناس يتكلمون عن احتفالاتهم بهذه المناسبة والتي يعملونها لمدة شهر كامل. ما سمعته أثر في قلبي وقلت لنفسي سأحتفل معهم هذه السنة وأشاركهم فرحة المولد النبوي الشريف، والحمد لله فعلنا ورأينا بأم أعيننا كيف تتم هذه الاحتفالات وقد سعدت كثيرا بمشاركة مفتي الجمهورية الناس بهذه الفرحة وازداد سعادتي عندما رأيت فخامة رئيس البلاد يشارك أيضا في هذا الاحتفال الذي هو متضمن لمعنى الشكر لله أنه أرسل إلينا محمدا داعيا ومبشرا ونذيرا

الوطن: تتحدثون في الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف التي تقام في جزر القمر بالبدعة الحسنة والسيئة، حيث يرى الآخرون بأن كل بدعة ضلالة، فما هو تعليقكم ؟

جيل صادق: الحمد لله الإمام الشافعي رحمة الله عليه، رد على هؤلاء ردا حاسما جميلا فقال: إن المحدثات من الأمور(أي البدعة) تنقسم إلى قسمين: أحدهما ما أحدث مما يخالف كتابا أو سنة أو إجماعا أو أثرا فهذه البدعة الضالة، والثانية ما أحدث من الخير ولا يخالف كتابا أو سنة أو إجماعا وهذه محدثة غير مذمومة. رواه البيهقي بالإسناد الصحيح في كتابه (مناقب الشافعي). ومعلوم أن المحدثين أجمعوا على أن الشافعي رضي الله عنه هو المقصود بقوله عليه الصلاة والسلام: "عالم قريش يملأ طباق الأرض علما". رواه الترمذي

أما البيهقي فهو من الحفاظ السبعة الذين اتفق على عدالتهم. والشافعي سمع بحديث كل بدعة ضلالة ومع ذلك قسم البدعة إلى حسنة وقبيحة. هذا فهم السلف الصالح فمن زعم أنه يتبع السلف فعليه الأخذ بما قاله الشافعي الذي هو من علماء السلف وعلماء الأمة. الشافعي وغيره من العلماء فهموا من هذا الحديث أن أغلب البدع بدع ضلالة، فكلمة [كل] في الحديث هنا معناها (الأغلب)، وهنا أنتهز الفرصة حتى أقول لإخواني القمريين إن المخالفين والمانعين للمولد يقولون أن (الشيء الذي لم يفعله الرسول فهو حرام)، أقول لكم هذه ليست قاعدة شرعية وليست صحيحة فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل الكثير من الأمور التي يفعلونها المسلمون ولا يعني ذلك التحريم، والقاعدة الأصولية (الترك لا يعني التحريم). ومن الأمور الذي لم يفعلها الرسول ولم يأمر بها: بناء المآذن، والمحاريب، وتنقيط المصحف، وجمع القرآن في كتاب واحد، والأذان الأول لصلاة الجمعة، وإمساكيات رمضان، وأشرطة القرآن ألخ... الكثير، والعجيب أن المانعين للمولد يفعلونها ويستحسنونها وهم يعلمون أن النبي لم يعملها ولم يأمر بها، ويحرمون المولد بدعوى أن الرسول لم يفعله ولم يأمر به، فما هذا التعارض والتناقض والتذبذب ؟

الوطن: ما هي مشاعركم حول الاحتفالات بالمولد النبوي في جزر القمر؟

جيل صادق: مشاعري زاخرة بحب الرسول صلى الله عليه وسلم وقد ازدادت زخرا برؤية كيف يحتفل القمريون بهذه المناسبة العطرة أدام الله عليكم هذا الخير العظيم

الوطن: فماذا تنصحون الدعاة والمسئولين في مجال الدعوة في جزر القمر؟

جيل صادق: أنصحهم بالثبات على العقيدة الأشعرية السنية والمذهب الشافعي ومضاعفة الجهود في توعية الناس وتعليمهم أن الاحتفال بالمولد لا يدخل في البدع السيئة وأنه خير وبركة للبلد. وينبغي الحذر من الأفكار المستوردة من الخارج والتي تدعو إلى خلاف ما كان عليه أهل جزر القمر أبا عن جدّ منذ دخل إليها الإسلام

الوطن: كلمة أخيرة

جيل صادق: نبارك لكم جهودكم التي بذلتموها في وسائل الإعلام لتغطية هذا الحدث العظيم. ونبارك بجهود الدرك والجيش الذي يسهر دائما على سلامة المواطنين. وأتقدم بالشكر لسماحة المفتي الذي فتح لنا الأبواب لكي نخطب بالناس فجزاه الله خيرا ورحم والديه. كما أود أن أتوجه بالشكر والتقدير لفخامة رئيس الجمهورية غزالي عثمان الذي شاهدناه حاضرا في الاحتفالات وما هذا منه إلا تعبير عن حبه الخالص لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. رأيته مع الشعب يشاركهم الفرحة بكل تواضع وسرور، جزا الله خير يا فخامة الرئيس وبارك الله لك في بلدك وأنعم الله عليكم بالأمن والأمان. وفقكم الله. وكلمتي الأخيرة لأهالي جزر القمر: أحبتكم لحبكم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، رزقكم الله جميعا الحج والعمرة وزيارة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وشفاعته وصحبته في الفردوس الأعلى. وفقكم الله وإلى الأمام. ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين

تعليقات