وبدأ الناخبون -يوم الأحد 12 يناير الجاري- بالتوافد إلى مراكز الاقتراع منذ ساعات الصباح الأولى، حيث افتتحت معظم المكاتب أبوابها عند الساعة السابعة صباحا. وقد أشار مراسلون ميدانيون إلى جاهزية المعدات الانتخابية في غالبية المراكز، ما ساهم في انطلاق العملية بسلاسة في الوقت المحدد. وشهدت عملية الاقتراع أجواء هادئة عموما في مختلف أنحاء البلاد، مع تسجيل بعض التأخير في تسليم المواد الانتخابية إلى عدد محدود من مكاتب الاقتراع
ورغم ضعف الإقبال خلال ساعات الصباح الباكر في بعض المناطق، بسبب الظروف الجوية السيئة، تحسنت نسبة المشاركة تدريجيا مع حلول فترة الظهيرة، وفقًا لتقارير مراسلين ميدانيين. وسُجلت بعض الإشكالات التقنية والتنظيمية في عدد قليل من مكاتب الاقتراع، إلا أنها تم حلها بسرعة من قبل الجهات المختصة، ما ساهم في استمرارية العملية الانتخابية دون عراقيل كبيرة
بداية متعثرة في منطقة مباجين
وكان هو الحال في مركز اقتراع "كولي 1" في العاصمة موروني، الذي تأخر في بدء التصويت حتى الساعة الثامنة صباحا بسبب توتر بسيط. وأثار الحادثة استياء بعض الحاضرين، حيث أشار نائب أحد المرشحين إلى أن استبدال عضو غائب في مكتب الاقتراع تم دون الرجوع إلى اللجنة الانتخابية، وهو ما اعترض عليه محمد جعفر عباس قائلًا: "الاستبدال يجب أن يتم بموافقة اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات
ووفقا لمراسلنا في منطقة مباجين، فقد بدأت الانتخابات في دوائرها الثلاثة (نغوينغوي، إتساهيدي، وبيمبا) متعثرة بسبب تأخيرات لوجستية ومشاركة ضعيفة في الساعات الأولى. وسجلت مراكز الاقتراع، خصوصا في بيمبا، إقبالًا متدنٍ لم يتجاوز 10% حتى منتصف النهار، حيث أثرت مشكلات في تسليم المعدات الانتخابية على سير العملية. وتأخرت بدء عملية التصويت في بعض المراكز حتى 11:50 دقيقة بسبب نقص المواد اللازمة. وفي ظل هذه الظروف، دعا المرشح حمدان بكر الناخبين ووسائل الإعلام إلى التحلي بالصبر، مشيرًا إلى أن "اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات تعمل على إيجاد حلول لهذه التأخيرات
وقد تغير المشهد بشكل ملحوظ مع تقد اليوم الانتخابي، حيث ارتفعت نسبة المشاركة بحلول الساعة الثالثة ونصف إلى 80%، لاسيما في دائرة نغوينغوي، التي شهدت تدفقا كبيرا للناخبين. هذا التحسن لقي ترحيبا، رغم وجود انتقادات من بعض المرشحين المستقلين بشأن مخالفات شابت العملية الانتخابية. وفي مدن مثل أوزواني وإيفوديهي شامبواني، أعرب مراقبون ومقيمون عن استيائهم من تغييرات طارئة على تشكيل مراكز الاقتراع، بما في ذلك استبدال رؤساء وأمناء المراكز
غزالي يدلي بصوته في مسقط رأسه
وأدى رئيس الجمهورية غزالي عثمان واجبه الانتخابي في مسقط رأسه بمدينة ميتسودجي، معربًا عن تفاؤله بشأن سير العملية الانتخابية. وقال عقب الإدلاء بصوته: "حتى الآن، تشير العناصر التي لدينا إلى أن كل شيء يسير على ما يرام، نشكر الله. نأمل أنه بعد إعلان النتائج، لن يتكرر ما حدث العام الماضي. أشكر المعارضين الذين شاركوا في أعمال إطار التشاور." وأشار إلى أهمية أن تسود أجواء السلم والهدوء خلال العملية الانتخابية وبعد إعلان النتائج، مضيفًا: "لا ننسى أن البعض فقط سيجلسون في البرلمان، ولكن سيكون البلد هو الرابح إذا انتهت العملية بهدوء
وفيما يتعلق باتهامات التزوير التي تم الإبلاغ عنها، وصفها الرئيس غزالي بأنها "مجرد تكرار لما سبق"، داعيًا الأطراف التي تدعي وجود مخالفات إلى تقديم أدلتها، سواء أثناء العملية أو بعدها. وشدد على ضرورة التحلي بالشفافية من جميع الأطراف المشاركة في الانتخابات لضمان نزاهة العملية
وفي إشارة إلى أهمية هذه الانتخابات، أكد رئيس الجمهورية أن البلاد تحتاج إلى "معارضة بناءة"، مشددًا على أن التعاون بين جميع الأطراف ضروري لتحقيق التنمية والاستقرار الوطنيين. تصريحات الرئيس جاء في وقت حساس، حيث تعكس كلماته التزاما بدعم الديمقراطية والسعي نحو انتخابات تعزز الوحدة الوطنية
وفي جزيرة أنجوان، أدلى الحاكم الدكتور زيدو يوسف بصوته برفقة زوجته في أحد مكاتب الاقتراع بمنطقة هومبو، حيث أكد في تصريح صحفي على أهمية الوحدة بعد الانتخابات، قائلاً: "رغم الأحوال الجوية، أدينا واجبنا الانتخابي. الانتخابات هي للديمقراطية، وعلينا أن نتحد جميعا لخدمة مستقبل بلادنا
شهدت الانتخابات حضور بعثات مراقبة دولية ومحلية لضمان سير العملية بشفافية ونزاهة. كما أبدى المراقبون ارتياحهم حيال التنظيم العام، مؤكدين على أهمية معالجة أي مشكلات إجرائية بسرعة لضمان مشاركة سلسة للجميع
تمثل هذه الانتخابات محطة مهمة في المشهد السياسي القمري، إذ تسعى الأحزاب والمرشحون إلى تعزيز الديمقراطية وترسيخ الاستقرار في البلاد من خلال عملية انتخابية نزيهة وشاملة، وسط تطلعات إلى تكوين جمعية وطنية جديدة قادرة على مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية المقبلة