احتفلت البلاد يوم الاثنين 19 أكتوبر الجاري، بيوم الأغذية العالمي 2020، الذي أقيم في فمبوني بجزيرة موهيلي تحت شعار "معًا، ننمو ونتغذى، ونحافظ على الاستدامة. أفعالنا هي مستقبلنا" وذلك بحضور فخامة الرئيس غزالي عثمان وعدد من الوزراء والنواب. ويدعو احتفال هذا العام إلى أهمية العمل لاتباع الأنظمة الغذائية الصحية، والتحرك بشكل أسرع وأكثر طموحاً، بما يشمل جميع القطاعات لتحقيق الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة. وعلى الرغم من تأجيل هذه النسخة الأربعين من يومها التقليدي، في السادس عشر من أكتوبر، إلا أنها تمكنت من الحفاظ على اهتمام أكبر بمصادفتها بالذكرى السنوية الخامسة والسابعين لإنشاء منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو). كما تحل احتفال يوم الأغذية العالمي هذه السنة في ظروف استثنائية لم يسبق لها مثيل، حيت تتعامل البلدان في جميع أنحاء العالم مع آثار انتشار وباء كورونا المستجد
وقد اغتنم فخامة الرئيس غزالي عثمان هذه الفرصة كي يجدد شكره إلى جميع الشركاء الثنائيين ومتعددي الأطراف على دعمهم المتواصل فنيا وماليا والتزاماتهم المستمر في دعم بلاده، جزر القمر من أجل الأمن الغذائي. داعيا إلى مزيد من التضامن العالمي وتحسين التعاون لمواجهة التهديدات التي يشكلها وباء كورونا على الأمن الغذائي. وقال الرئيس غزالي بأن شعار هذا العام موحد من أجل توعية صناع القرار وأصحاب المصلحة بشأن الأمن الغذائي والتغذية، وهو شعار نجده جذابا بسبب آثار انتشار أزمة كوفيد-19 حول العالم، والتي أثرت على مؤن المنتجات الزراعية والحيوانية التي تعتمد على الواردات والانتاج الزراعي
وأوضح قائلا "لم تؤد الأزمة الصحية في بلادنا إلى تقليص تبادل المنتجات الزراعية بين جزرنا فحسب، مما تسبب بخسارة الفلاحين، بل قلصت أيضا كمية المنتجات الغذائية الأساسية في الأسواق، مع ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية، وهذا الوضع يهدد بشدة الأمن الغذائي لمواطنينا". وأصر رئيس الجمهورية على آثار تغير المناخ التي يبرزها الاستغلال المكثف للموارد الطبيعية. وقال إنه مقتنع بأن الأهمية الاجتماعية والاقتصادية للتنوع البيولوجي في جزر القمر تتطلب التزاما راسخا للحفاظ عليه بشكل مستدام، وأن العديد من الأنشطة يتم تنفيذها في الحفاظ على البيئة والانتاج الغذائي ومزارع الخضار والدواجن والماعز مع مساعدة الشركاء التقنيين والماليين
جزر القمر تعتمد على شبابه
وأوضح غزالي عثمان إلى أنه لم تصل بعد إلى مستوى توقعاتنا، لقد حان الوقت لنتكاتف معا من أجل التنفيذ الحازم لسياستنا الزراعية. أحث الإدارات الوزارية المعنية في هذا الاتجاه". مشيرا إلى أن الحكومة تعتزم تعزيز نهوض الزراعة الحديثة والمستدامة على أمل تحقيق نتائج جوهرية من حيث الأمن الغذائي والتغذية، وإنشاء فرص عمل والحد من الفقر والواردات، وتطوير الصادرات بحيث يمكن أن تلعب الزراعة دورها كمحرك للاقتصاد الوطني. وفي ختام كلمته، أعلن رئيس الجمهورية أنه تم إنشاء خدمات توجيهية وصناديق لدعم المبادرات الزراعية وغيرها لتشجيع الشباب، وحتى الإداريين التنفيذيين من مختلف الخلفيات للتعارف جيدا على أنفسهم. وقال رئيس الجمهورية "أيها الشباب توجهوا إلى هذه الخدمات للحصول على المعلومات من أجل الاستفادة من الأموال. نرحب بمبادرتكم الجيدة في الزراعة وصيد الأسماك وتربية الحيوانات وقطاع السياحة (...). سنقوم بدعم مشاريعكم التنموية بالوسائل المالية المتاحة وتشجيعها. نحن نعتمد عليكم وعلى ديناميكيتكم لتحقيق أقصى استفادة من مواردنا المتاحة، فالبلد تعتمد عليكم لضمان الأمن الغذائي ورفاهية سكانها"
حان الوقت لإعادة البناء بصورة أفضل
يذكر أن العالم حقق في العقود الأخيرة تقدماً كبيراً في تحسين الإنتاجية الزراعية. وعلى الرغم من أننا ننتج من الغذاء الآن، أكثر مما نحتاجه لإطعام الجميع، إلا أن أنظمتنا الغذائية غير متوازنة. إن الجوع والبدانة، والتدهور البيئي، وفقدان التنوع البيولوجي الزراعي، وخسارة الأغذية وهدرها، وانعدام الأمن بالنسبة للعاملين في السلسلة الغذائية، ليست سوى بعض القضايا التي تؤكد هذا الاختلال. ومع شروع البلدان في تطوير وتنفيذ خطط التعافي من كوفيد-19، فإن الفرصة سانحة لتبني حلول مبتكرة تستند إلى الأدلة العلمية لتحسين أنظمتنا الغذائية وإعادة البناء بشكل أفضل
يدعو يوم الأغذية العالمي إلى التضامن العالمي لمساعدة الفئات الأكثر ضعفاً على التعافي من الأزمة، ولجعل النظم الغذائية أكثر صموداً وصلابة، حتى تتمكن من تحمل التقلبات المتزايدة والصدمات المناخية، وتوفير وجبات صحية مستدامة وبأسعار معقولة للجميع، وسبل عيش لائقة للعاملين في النظام الغذائي. وسيتطلب ذلك برامج أفضل للحماية الاجتماعية، وفرصاً جديدة تقدم من خلال الرقمنة والتجارة الإلكترونية، وكذلك عبر ممارسات زراعية أكثر استدامة تحافظ على الموارد الطبيعية للأرض وعلى صحتنا وعلى المناخ. ومن المهم الآن، وأكثر من أي وقت مضى، أن ندرك الحاجة إلى دعم أبطالنا: أبطال الغذاء -من المزارعين والعاملين في جميع قطاعات النظام الغذائي- الذين يبذلون قصارى جهدهم لإيصال الطعام من المزرعة إلى المائدة، حتى في غمرة الاضطرابات التي لم يسبق لها مثيل والناجمة عن أزمة كوفيد-19 الراهنة. فالغذاء هو جوهر الحياة والأساس الذي تقوم عليه ثقافاتنا ومجتمعاتنا