logo Al-Watwan

Le premier journal des Comores

التعاون الروسي-العربي: تعزيز الاستثمارات وتطوير المنتجات المالية الإسلامية

التعاون الروسي-العربي: تعزيز الاستثمارات وتطوير المنتجات المالية الإسلامية

الوطن بالعربية |  | ---

image article une
في ظل تنامي الحضور الروسي في العالم العربي، تسعى جمهورية تتارستان المسلمة إلى أن تكون بوابة موسكو الاقتصادية نحو الشرق الأوسط. فبين مشاريع صناعية متقدمة، ومنتجات مالية متوافقة مع الشريعة، وتراثٍ ثقافي متنوع، تحاول الجمهورية رسم ملامح شراكة جديدة تربط روسيا بالعالم العربي على أسس من المصالح المشتركة والانفتاح المتبادل.

 من قازان/ محمد صالح أحمد   ✍️

تسعى جمهورية تتارستان، إحدى الجمهوريات المسلمة في الاتحاد الروسي، إلى أن تكون الجسر المحوري للتعاون بين روسيا والعالم العربي، مستفيدةً من موقعها الجغرافي المميز وإمكاناتها الصناعية والاقتصادية المتقدمة. وفي هذا الإطار، فتحت موسكو أبواب الجمهورية أمام وفدٍ من الصحافة العربية، في جولة ميدانية نُظّمت يومي الجمعة والسبت (11 و12 أكتوبر)، شملت القطاعات الاقتصادية والثقافية، إضافة إلى لقاءات مع كبار المسؤولين المحليين

قازان... قلب تتارستان النابض بالصناعة والابتكار

في العاصمة قازان، تعرّف الصحفيون على ملامح القوة الصناعية لتتارستان من خلال معرض أقيم في ساحة الألفية الأسطورية، استعرضت فيه الجمهورية أبرز إنجازاتها في مجالات النقل والطيران والهندسة الميكانيكية

من المروحيات المدنية والطبية من طراز (إنسات)، إلى سيارات الرفاهية (أوروس) المخصصة للسلطات الروسية، مروراً بشاحنات (كاماز) الشهيرة ومعدات النقل البحري، قدّمت تتارستان نفسها كـ"الرئة الصناعية للاتحاد الروسي"، كما وصفتها تاليا مينولينا، مديرة وكالة تنمية الاستثمارات، خلال عرضٍ خاص للوفد الإعلامي العربي

وخلال الجلسة الاقتصادية التي عُقدت بعد ظهر يوم الجمعة 10 أكتوبر، استعرض مسؤولو الشركات الكبرى -وفي مقدمتهم ممثلو كاماز ومصنع المروحيات في قازان- خصائص منتجاتهم التقنية أمام الصحفيين، مؤكدين حرصهم على توسيع التعاون مع المستثمرين العرب في قطاعات النقل والطاقة والتكنولوجيا

فرص استثمارية واعدة ومنتجات مالية إسلامية

لم تقتصر الجولة على العروض الصناعية، إذ خُصصت جلسة موسّعة في قاعة سيرك قازان لاستعراض فرص الاستثمار في قطاعات الطب، والابتكار، والاقتصاد الرقمي. وقد تابع الصحفيون تجارب حيّة للتدخل الجراحي عن بُعد، وجلسات إنعاش قلبي مباشر، إلى جانب عروض لأحدث التقنيات في مجالات الروبوت الطبي، والبطاريات المتطورة، وأنظمة حماية الأنابيب من التآكل

في الجزء الثاني من الجلسة، ركّز المسؤولون على سُبل استقطاب المستثمرين العرب إلى تتارستان، عبر تقديم حوافز اقتصادية وتشريعية. وقدّمت تاليا مينولينا إلى جانب ميدحات شاغي أحمدوف نائب رئيس الوزراء ووزير الاقتصاد، ومارات جاتين مساعد رئيس الجمهورية، عروضاً تفصيلية عن مقوّمات التنمية في الإقليم

وأبرز وزير الاقتصاد خلال كلمته المنتجات المالية الإسلامية والخدمات المصرفية المتوافقة مع الشريعة، مشيراً إلى أنها تمثّل "قطاعاً واعداً" يجذب اهتماماً متزايداً من الدول العربية والإسلامية. أما مارات جاتين، فتحدث عن دور تتارستان المحوري ضمن مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا-العالم العربي"، مؤكداً أن الجمهورية تساهم بفعالية في تنسيق مشاريع التعاون الثقافي والاقتصادي بين الجانبين

وتُعد تتارستان اليوم من أهم المناطق الزراعية ومناطق استخراج المعادن في روسيا، إضافة إلى كونها مركزاً صناعياً متقدماً يحتضن أكثر من 40 منطقة اقتصادية خاصة ومجمعات تكنولوجية حديثة

جولة ثقافية في قلب التراث التتاري

اختُتمت زيارة الوفد العربي يوم السبت بجولة ثقافية للتعرّف على الوجه التاريخي والحضاري لتتارستان. وشملت الجولة عدداً من أبرز المعالم في العاصمة قازان، منها مسجد قول شريف، وجامعة قازان الفدرالية، ومتحف تاريخ الجامعة، وجسر باتورينسكي، وكرملين قازان، والبرج المائل سيومبيكا، وغيرها من المواقع التي تجسد التعايش بين الثقافة الإسلامية والروسية في أبهى صورها

وتُعد هذه الزيارة الإعلامية مؤشراً واضحاً على تصاعد الاهتمام الروسي بالعالم العربي، ليس فقط في مجالات السياسة والطاقة، بل في ميادين الاقتصاد والثقافة والتعليم، بما يعزز الدور المتنامي لتتارستان كجسر حضاري واستثماري بين الجانبين

تعليقات