وكان الوزير السابق عبد الباري يوسف قد توفي يوم السبت الماضي في إحدى مستشفيات دار السلام بتنزانيا عن عمر يناهز الـ57، وتم دفنه في مقبرة العلماء بمدينة نتساويني إلى جانب والده الشيخ يوسف أحمد وغيره من علماء المدينة في الفناء الخلفي للمسجد الكبير القديم. وتعتبر رحيل عبده الباري يوسف خسارة كبيرة للدولة ولمدينة نتساويني بصفة خاصة باعتبار بأنه كان واحدا من الكوادر الشبابية بالمدينة وقام بدور كبير في تنميتها. وكان المغفور له قد تقلد عدة مناصب في الدولة. وكان عبد الباري يوسف قد تعلم القرآن الكريم والمختصرات الدينية على يد والده الشيخ يوسف أحمد ثم درس المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية في مدينة نتساويني وميتساميهولي على التوالي
وبعد حصوله على الشهادة الثانوية سافر إلى أبيدجان بكوت ديفوار للدراسة في التعليم العالي، وعند عودته إلى البلاد انضم عبد الباري إلى هيئة التدريس في المعهد الوطني للإدارة والتجارة سابقا (إيناك) بموروني حيث قام بتقديم عدة دورات في مجال الادارة. وبصفته عضو نشط في حزب جبهة العدالة الوطنية في ذلك الوقت دخل عبد الباري يوسف في أول حكومة الرئيس غزالي الأول، وذلك كوزير للعدل والشؤون الإسلامية. وبعد ذلك أصبح واليا لمنطقتي ميتساميهولي مبودي الذي كان يطلق في ذلك الوقت محافظة شمال غرب انغازيجا. كما قام مزي سولي عبد الباقي رئيس جزيرة انغازيجا السابق بتعيين عبد الباري يوسف وزير الصحة للجزيرة. وبعد انتخاب أحمد عبد الله سامبي رئيسا للبلاد تم تكليف عبد الباري برئاسة اللجنة الخماسية المكلفة لإدارة مستشفى المعروف المركزي
وفي عهد المحافظ مويني بركة سيد صالح تم تعيين عبد الباري رئيس لبلدية مبودي نيومامرو سهيلي ومقره في مدينة نتساويني. وكان عبد الباري يوسف أحد أعضاء المؤسسين للمدرسة الفرنسية العربية الخاصة في موروني مع زملائه من المثقفين في البلاد. وبعيدا عن المناصب السياسية والادارية التي تقلدها المرحوم، فكان لديه العديد من الأنشطة في المجالات النقابية والاجتماعية والثقافية والتعليمة والرياضية، فقد كان أول رئيس لجمعية الصداقة القمرية القطرية، كما أن لديه أنشطة دعوية وحركية. وكان من بين طلبة العلم في مدينة نتساويني وكان يلعب دورا كبيرا في تنظيم الحلقات العلمية وتحفيظ القرآن الكريم في المدينة والمنطقة. وقد توفي المرحوم وترك من ورائه خمسة من الأطفال من بينهم ثلاثة أولاد