وكغيرها من دول العالم، احتفلت جزر القمر، يوم الثلاثاء الماضي، باليوم العالمي لحقوق المرأة، الذي يوافق الثامن من مارس من كل عام. ولم تفشل السلطات القمرية في هذه السنة، في تخليد هذه المناسبة. حيث تم تنظيم حفل رسمي، يوم الثلاثاء الماضي، في قاعة الاجتماعات بالبرلمان الوطني بهمرامبا، أشاد فيه رئيس الجمهورية غزالي عثمان والسيدة الأولى عنبر درويش بالإضافة إلى عدد من الوزراء، بالجنس الأنثوي والدور الذي تلعبها في تنمية البلاد وتطويرها
وفي سياق الحداد الوطني، بسبب تحطم طائرة آب للطيران في مياه جزيرة موهيلي، خلال رحلتها المحلية بين مطار موروني وبندر سلام، بدأ الرئيس غزالي كلمته بالتحية لذكرى ضحايا الطائرة المنكوبة، مقدما تعازيه الصادقة وتعاطفه القلبية إلى أسر الضحايا في جزر القمر وتنزانيا. وصرح وزير الشباب والرياضة الدكتور تقي الدين يوسف، الذي يقوم مقام وزيرة الصحة، أن "انتخاب سيتي فرواة محي الدين في منصب حاكمة لجزيرة انغازيجا، هو تجسيد للخير وشاهد على صورة جزر القمر الناجعة، من حيث احترام وتقدير المرأة"
سياسة التكافؤ الاجتماعي
أما حاكمة جزيرة انغازيجا سيتي فرواة محي الدين فقد أشادت بالمناصب الاستراتيجية التي تشغلها المرأة القمرية في الدولة بدءا من وزيرة الصحة لوب ياقوت زايدو ونائبة رئيس البرلمان الوطني عايدة نور الدين. وقالت إن "تعيينات النساء بالنسبة للرئيس غزالي عثمان، تعتبر مكملة لسياسة الأجر المتساوي والعمل المتساوي، التي لطالما كانت مطبقة في بلادنا". ومع ذلك، يعتقد كثير من الناس أن نسبة مشاركة المرأة في السياسة أقل بكثير، مقارنة بالرجال، على عكس بعض البلدان. وأكد رئيس البرلمان الوطني مستدران عبده قائلا "لا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به". وبالشروع في سياسة المساواة بين الجنسين، على الحكومة أن تفعل كل ما في وسعها لبدء القيادة بين النساء، اللواتي من الممكن أن يستفيد 48% منهن من نظام "بناء القدرات"
وإذا اعترف رئيس الجمهورية بأن العديد من النساء يشرعن في ريادة الأعمال، فإنه يدرك أيضا أن قطاع "الزراعة ومصايد الأسماك" يظل المجال الذي يعمل فيه معظم النساء". وانطلاقا من هذا التأكيد، فإن شهادة إحدى المزارعات ذات رحلة ملهمة قد أذهلت الكثير من الحاضرين في قاعة البرلمان الوطني. وقد أنشأت مشروعها الخاص الذي أطلق عليه "الجمعية الزراعية النسائية" والذي كان من الممكن أن يستفيد من تمويل "30 مليون". وطالبت رئيسة الجمعية السلطات بإنشاء مراكز التدريب للسماح بالمزيد من "تمكين المرأة"
محاربة جميع أشكال الظلم
ولمحاربة الظلم والعنف ضد المرأة، يمكن للحكومة القمرية الاعتماد على دعم الأمم المتحدة. وأعلن المنسق المقيم لبرنامج الأمم المتحدة فرانسوا بتالينغايا أن الدعم التقني والمالي الذي قدمته الأخيرة، خلال العام الماضي "مكنت خدمات الاستماع والحماية من الترحيب بـ580 ناج من العنف". ومن جانب السلطات القمرية، تعتزم غزالي عثمان "تزويد المرأة بالأدوات اللازمة لتمكينها من محاربة جميع أشكال الظلم بشكل فعال، ولاسيما الزواج المبكر والعنف الجنسي". يذكر أن الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، يرتبط بذكرى حراك عمالي ومسيرة احتجاجية خرجت فيها 15 ألف امرأة في عام 1908 إلى شوارع مدينة نيويورك الأمريكية، للمطالبة بتقليل ساعات العمل وتحسين الأجور والحصول على حق التصويت في الانتخابات. ودفع ذلك الحزب الاشتراكي الأمريكي، في العام التالي، لإعلان هذا اليوم كأول يوم وطني للمرأة، ليصبح بعدها حدثاً سنوياً تعترف به الأمم المتحدة