اتخذت الحكومة القمرية، يوم الاثنين 1 فبراير الجاري، قرارا بإغلاق المؤسسات التعليمة على المستوى الجمهورية حتى إشعار آخر. جاء هذا الإعلان بعد وقت قصير من اجتماع مجلس وزاري موسع ترأسه رئيس الجمهورية غزالي عثمان. وعقب الاجتماع، صرح الناطق الرسمي باسم الحكومة الوزير حميدي مسيدي لوسائل الإعلام أنه "بعد ساعتين من المداولات والمناقشات، لمواجهة أزمة تفشي الموجة الثانية من وباء كورونا، قرر مجلس الوزراء الموسع برئاسة رئيس الدولة غزالي عثمان، بإغلاق المدارس في البلاد بصفة مؤقتا، من أجل التمكن من مكافحة انتشار الفيروس بشكل أفضل
وقد اعتمدت الحكومة على هذا القرار، بناء على توصيات الأطباء والعلماء حتى الآن، من أجل تعزيز التدابير الوقائية للحد من مخاطر تفشي فيروس كوفيد-19 في المؤسسات التعليمة". وكان وزير التربية الوطنية والتعليم العالي، موانجي محمد موسى قد أعلن مرارا وتكرارا أن قرار إغلاق المدارس يتوقف على نصيحة العلماء والحكومة. وفي رده على سؤالنا صباح الاثنين الماضي، حول متى يعزم إغلاق المدارس؟ قال الوزير موانجي إن "الفريق الطبي يقوم بعمله، ونترك له الوقت الكافي لاستخلاص النتائج. أنا بانتظار توجيهات المنسقية الوطنية والحكومة"
المدارس تشكل مصدر قلق لدى المواطنين
وقد وضع بعض المؤسسات التعليمية الخاصة في البلاد نظاما لاحترام تدابير الوقاية، وهو ما لم يتم في بعض المدارس العامة. وقال عدد من الطلاب إنه "بسبب الافتقار إلى الوسائل المادية، فإن خطورة انفجار الوضع كانت مرفعة". وكان عدد من مدراء المدارس قد سعوا لتوفير المطهرات ووسائل الحماية الأخرى أمام الطلاب، كما هو الحال في إعدادية موروني مبويني. ووفقا لبعض أساتذة جامعة جزر القمر، فإن هناك "نقص في الموارد". وأضاف هؤلاء الأساتذة أن بعض "الكليات والأقسام في جامعة جزر القمر تشتكي أيضا من نقص الدعم"
وأوضح مسؤول بالمعهد الجامعي للتكنولوجيا أن "هناك خمس حالات إصابة بفيروس كورونا في المعهد بما في ذلك أحد الأساتذة". كما أشار عميد كلية العلوم والتقانة بجامعة جزر القمر إلى أنه "منذ يناير الماضي تم فحص إحدى الطالبات في قسم علم الحياة وثبتت إصابتها بكوفيد-19، حيث تم نقلها إلى مستشفى سبما-نكوني لتلقي العلاج". وحسب أولياء الطلبة فقد "بلغت حالات الإصابة بالفيروس في مدرسة فندي عبد الحميد بالعاصمة موروني حوالي 30 حالة". وقد وجهت جمعية أولياء الأمور في مدرسة فندي عبد الحميد رسالة احتجاج إلى مدير المدرسة لطلب تعليق الدراسة
وقد أثار تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا قلق المواطنين. ففي ثانوي سيد محمد شيخ بموروني توقع مدير المدرسة إجراء امتحانات الفصل الأول قبل الوقت المحدد. ولمواجهة خطر تفشي الوباء في جامعة جزر القمر، قدم مديرها المؤقت الدكتور إبراهيم علي طبيب العطلة الفصلية، من أجل عملية تعقيم وتطهير موقع الجامعة. وكان رئيس الجمهورية غزالي عثمان، قد أشار في خطابه يوم الاثنين 25 يناير المنصرم، إلى أن إغلاق المؤسسات التعليمية سيعتمد على تطور وضع الفيروس في البلاد، وذلك بعد استشارة اللجنة العلمية. وأكد الناطق الرسمي باسم الحكومة ووزير الاقتصاد والاستثمار حميدي مسيدي أن "وزارتي الصحة والتعليم ستقيمان الوضع علميا وتقدمان المقترحات اللازمة، على أمل أن يتمكن أطفالنا في القريب العاجل باستئناف طريقهم إلى المدرسة"