وقد شارك في تقديم الندوة كل من الدكتور نور الدين باشا محاضر في كلية الإمام الشافعي وقاضي جزيرة موهيلي الشيخ محمد بوانا والشيخ سيد أحمد محي الدين قاضي منطقة همهامي سابقا، إلى جانب السفير أحمد حمادي المستشار الدبلوماسي لرئيس الجمهورية. وفي مداخلته، استعرض الدكتور نور الدين باشا السيرة الذاتية لسماحة المفتي من ميلاده ونشأته مرورا بمراحل دراسته وحتى تعيينه في منصب مفتي الجمهورية. وقال بأن "سيد طاهر بن سيد أحمد مولانا هو المفتي الثالث لتاريخ جزر القمر، ولكنه في نفس الوقت هو المفتي الذي استمر لفترة طويلة في هذا المنصب الجليل (1998-2020)"
أما القاضي بجزيرة موهلي محمد بوانا فقد أوضح في مداخلته بأن "المفتي السابق كان عالما دينيا بالإضافة إلى معرفته العلوم الاجتماعية والسياسية في نفس الوقت، حيث استطاع جمع هذه المجالات الثلاثة لهدف واحد وهو خدمة الإسلام وتعليم الدين الإسلامي في البلاد". وقال بأن من بين الأعمال الجليلة التي كافح سماحة المفتي من أجلها "بناء وإنشاء كلية الإمام الشافعي"
أما القاضي سيد أحمد محي الدين فقد أوضح أن كلمته أن "المفتي الراحل قد عاش في بلده وكان محبا لوطنه، وكان صاحب مبدأ، حيث كان مهمته الرئيسية تعليم الدين الإسلامي للشعب القمري، ولقد استخدم كل الوسائل لإيصال رسالته إلى الشعب سواء عبر الإذاعة والتلفزيون وخلال الاحتفالات الدينية وفي تفسيره خلال شهر رمضان المبارك". مضيفا بأن مفتي شريف طاهر كان رجلا محبا للسلام وللعلم حيث دائما يتثقف نفسه ويتابع جميع المستجدات في المسائل الدينية في العالم، كما أنه كان رجلا متواضع ويقظا يستمع إلى الجميع
ومن جانبه تعهد وزير العدل والشؤون الإسلامية محمد حسين جمل الليل بالعمل مع الباحثين في جامعة جزر القمر وبصفة خاصة كلية الإمام الشافعي بإصدار "كتاب حول حياة المفتي الراحل سيد طاهر ومن سبقوه". والجدير بالذكري، أن الشيخ سيد طاهر بن سيد أحمد مولانا جمل الليل كان قد انتقل إلى رحمة الله تعالى يوم الأربعاء 15 شعبان 1441هـ الموافق 8 أبريل 2020م. وكان المرحوم قد تم تعيينه في منصب المفتي عام 1998، من قبل الرئيس الراحل محمد تقي عبد الكريم، حيث استمر في هذا المنصب إلى وفاته
علما بأن سيد طاهر بن سيد أحمد مولانا من مواليد مدينة نتسوجيني عام 1936 وتلقى تعليميه الشرعي في أكاديمية زنجبار الإسلامية قبل انتقاله إلى جامعة الأزهر الشريف بالقاهرة حيث تخرج فيها في شعبة القانون المقارن. وبعد عودته إلى البلاد عام 1966، قام بتدريس اللغة العربية في ثانوي سيد محمد الشيخ بالعاصمة موروني قبل تعيينه في محكمة موروني كمستشار في الشريعة الإسلامية