افتتح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برفقة نظيره المصري عبد الفتاح السيسي رئيس الدورة الحالية في الاتحاد الأفريقي يوم الأربعاء أعمال القمة بحضور عشرات من رؤساء الدول والحكومات الأفريقية. ويتضمن البرنامج خلال اليومين من المناقشات التي تتناول سلسلة من القضايا بدءا من التقنيات النووية في خدمة تنمية القارة إلى جعل المناجم الإفريقية في خدمة شعوب إفريقيا. يعتبر الرئيس الروسي الذي يتضمن برنامج عمله 13 لقاء ثنائيا، أن المنتدى يشكل فرصة ليظهر اهتمامه الكبير بالمصالح الإفريقية، مع أنه لم يقم بأكثر من ثلاث زيارات لأفريقيا جنوب الصحراء، وكلها إلى جنوب أفريقيا.
وبلغت قيمة المبادلات التجارية بين روسيا وأفريقيا في 2018 عشرين مليار دولار، أي ما يعادل نصف قيمة المبادلات مع فرنسا وأقل بعشر مرات من المبادلات مع الصين. وتشمل هذه المبادلات بشكل أساسي الأسلحة، وهو من المجالات النادرة التي تتصدر فيها روسيا السوق.
ولعكس المسار، يؤكد بوتين على تعاون "بدون تدخل سياسي أو غيره" بينما بدأت بعض الدول الأفريقية القلقة من تبعيتها المالية، تشعر ببعض الملل حيال الصين .وأعلن بوتين عند افتتاحه لأعمال القمة أن روسيا تريد أن تضاعف مبادلاتها التجارية مع أفريقيا "كحد أدنى" في السنوات الخمس المقبلة.
وقال بوتين في الجلسة العامة للقمة التي بدأت في سوتشي (جنوب) أمام عشرات رؤساء الدول والحكومات الأفارقة "نصدر حاليا ما قيمته 25 مليار دولار من المواد الغذائية وهو أكثر مما نصدره من الأسلحة التي تشكل 15 مليار دولار".
وأضاف "نحن قادرون على مضاعفة هذه التبادلات كحد أدنى خلال السنوات الأربع أو الخمس المقبلة".
لكن طريق موسكو لمنافسة الصين أو الغربيين طويل. وقال بول سترونسكي من معهد كارنيغي في موسكو إن "روسيا ليست الاتحاد السوفياتي. تنقصها موارد وعقيدة وجاذبية سلفها".
وقال بوتين:"بلدنا يشارك في مبادرة لتخفيف عبئ ديون الدول الأفريقية حتى الآن، يتجاوز المبلغ الإجمالي لإلغاء الديون عشرين مليار دولار. عملت العديد من الشركات الروسية وبنجاح مع شركاء من مختلف قطاعات الاقتصاد الأفريقي، وهي مصممة على زيادة وجودها في أفريقيا وبالطبع، سندعم مثل هذه الخطط على مستوى الدولة. أعتقد أنه في وسعنا مضاعفة حجم التبادل التجاري في السنوات الأربع إلى الخمس المقبلة".
وأكد الرئيس السيسي ان بلاده قطعت شوطا كبيرا من الإصلاحات الاقتصادية والسياسية معتبرا أن التعاون الروسي - الإفريقي قائم على تبادل المصالح المشتركة.
وقال السيسي:"من خلال تدشين المنتدی الاقتصادی الافريقي الروسي كمنصة تتيح عدد من مختلف الفرص الاستثمارية والتجارية بين البلدين فاننا نؤكد أهمية توصل أعمال المنتدی الی نتائج تسهم في تعزيز قدرات وامكانات الدول الافريقية ولايسعني في الختام الا ان أؤكد تطلعي لأن يسهم هذا المحفل المهم في المزيد من التعاون بين الجانبين الافريقي والروسي في مختلف المجالات خلال السنوات القادمة".