logo Al-Watwan

Le premier journal des Comores

الرئيس غزالي أمام الأمم المتحدة: "السلام والتنمية لا يمكن أن يبنيا من دون عدالة"

الرئيس غزالي أمام الأمم المتحدة: "السلام والتنمية لا يمكن أن يبنيا من دون عدالة"

الوطن بالعربية |  | ---

image article une
وجّه رئيس الجمهورية، غزالي عثمان، نداءً قويًا من على منبر الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، محذرًا من تآكل القيم الإنسانية وغياب نهضة جماعية لحماية المبادئ العالمية القائمة على التضامن والتسامح والعدالة. وأكد أن "السلام والتنمية لا يمكن أن يبنيا من دون عدالة"، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل بشأن القضيتين الفلسطينية والمايوتية.

 إعداد/ محمد أحمد ممادي  ✍️

استهل الرئيس غزالي خطابه ليلة أمس الأربعاء بالتذكير بـ"اضطرابات عميقة يمر بها النظام الدولي"، معربًا عن شكوكه في قدرة المجتمع الدولي على الوفاء بالتزاماته. وقال: "قبل عشر سنوات وضعنا أهداف التنمية المستدامة للقضاء على الفقر وحماية الكوكب، لكن على بعد خمس سنوات من هذا الأجل، نلاحظ أنه، لم يصبح العالم أكثر عدلاً ولا أكثر هدوءًا، بل ازدادت النزاعات واتسعت الفوارق

خصّص غزالي عثمان جزءًا واسعًا من خطابه للقضية الفلسطينية، متوقفًا عند المأساة الجارية في غزة. وأدان ما وصفه بـ"الإبادة الجماعية" التي تطال المدنيين، حيث يشكّل الأطفال والمسنون والمرضى 80% من الضحايا. وقال: "الجرائم المرتكبة ضد فلسطين تكشف عن مفارقة لا تُحتمل. كيف لحكومة خرجت من رحم الهولوكوست أن تفرض على شعب آخر نفس الصدمات من حرب ونفي واضطهاد؟

وأكد رئيس الجمهورية أن جزر القمر تلتزم بموقفها الثابت الداعم لحل الدولتين مع القدس الشرقية عاصمة لفلسطين، مثمّنًا إعلان نيويورك الصادر عن المبادرة الفرنسية-السعودية، واعتراف عدد من الدول بدولة فلسطين. وأضاف: "إنها مسؤوليتنا الأخلاقية أن نتصرف، لأن كل يوم بلا فعل يعني آلاف الضحايا من النساء والأطفال

قضية مايوت…جرح الاستعمار

وعن جزيرة مايوت القمرية المحتلة، وصف غزالي عثمان القضية بأنها "إحدى آخر جراح الاستعمار في إفريقيا"، مندّدًا بممارسات خطيرة تؤدي إلى غرق قوارب ومقتل مواطنين قمريين. ورفض فخامته أي "مشروع لإقامة قاعدة عسكرية أجنبية" في الجزيرة التي وصفها بأنها "جزء لا يتجزأ من الأراضي القمرية". وقال: "ندعو فرنسا، بصفتها قوة احتلال، إلى وقف هذه العمليات وإجراء التحقيقات اللازمة ومعاقبة المسؤولين عن هذه الوحشية". موضحا أن النزاع المستمر "يكلف كل عام حياة آلاف من المواطنين القمريين في المضيق الفاصل بين مايوت والجزر الأخرى

واستند إلى تحقيق لصحيفة لوموند الفرنسية، اتهم قوات الأمن الفرنسية بالقيام بـ"مناورات متعمدة تؤدي إلى غرق قوارب"، مؤكدًا أن جزر القمر ستواصل "بلا كلل عملها الدبلوماسي والقانوني" من أجل استعادة سيادتها. كما انتقد تردّد بعض الدول الإفريقية في دعم قضية مايوت، داعيًا الاتحاد الإفريقي إلى "التحرك الحازم لتذكير الجميع بواجب احترام القانون الدولي ووحدة أرخبيل القمر

المناخ وخطة "جزر القمر الناشئة"

تطرق رئيس الجمهورية كذلك إلى هشاشة الدول الجزرية الصغيرة أمام التغير المناخي، مشددًا على الحاجة إلى وصول عادل للتمويلات المناخية لمواجهة ارتفاع منسوب البحار وتزايد الأعاصير. وأوضح أن بلاده أطلقت خطة "جزر القمر الناشئة" القائمة على ثلاثة محاور: النمو الشامل، التحول الطاقي والرقمي، والاقتصاد الأزرق. ودعا الشركاء الدوليين إلى دعم هذه الخطة التنموية

وفي ختام كلمته، دعا غزالي عثمان إلى منح إفريقيا تمثيلًا عادلًا داخل مجلس الأمن، وتفعيل منطقة التجارة الحرة القارية، مجددًا التزامه بمشروع "إسكات صوت البنادق". وشدد على ضرورة قيام نظام عالمي أكثر عدالة وتضامنًا قائم على ميثاق الأمم المتحدة، مع إصلاحات جوهرية في الهيكل المالي الدولي استجابة لتطلعات الشعوب في السلام والتنمية. ووجّه فخامته نداءً إلى المجتمع الدولي قائلاً: "علينا أن نعيد التأكيد على التزامنا من أجل نظام عالمي أكثر عدلاً، حيث يكون للدول الصغيرة صوت مسموع ومكان كامل في الحوكمة العالمية

تعليقات