وكان قد تصدرت أعمال القمة القضية الفلسطينية، وتصاعد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بجانب استقرار الأمن الملاحي في البحر الأحمر. كما ناقشت القمة العديد من القضايا السياسية والتنموية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلامية، التي يتضمنها مشروع جدول الأعمال الذي أعده وزراء الخارجية العرب، في صورته النهائية، في ضوء نتائج سلسلة من الاجتماعات التحضيرية، وكذلك اعتماد مشاريع قرارات البنود المدرجة على مشروع جدول الأعمال، ومشروع الإعلان الختامي (إعلان البحرين) الصادر عن القادة العرب
وكان رئيس الجمهورية غزالي عثمان والوفد المرافق له قد وصل إلى منامة يوم الثلاثاء 14 مايو الجاري على متن طائرة خاصة للمشاركة في القمة العربية، حيث كان في مقدمة مستقبليه رئيس بعثة الشرف السفير الشيخ خليفة بن محمد بن عطية الله آل خليفة. وقد صرح مصدر رسمي في الوفد الرئاسي أن غزالي عثمان عقد عددا من اللقاءات الثنائية مع أشقائه القادة العرب، على هامش أعمال القمة وذلك لبحث سبل تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك
لدينا مسئولية تاريخية للدفاع عن المظلومين
هذا وقد ألقى رئيس الجمهورية كلمة في الجلسة الافتتاحية لأعمال القمة العربية في دورتها الثالثة والثلاثين، جاءت فيها "إن هذه القمة تعقد في وقت صعب للغاية على الصعيدين الإقليمي والدولي"، لافتا إلى أن جزر القمر والعالم يواجهون تحديات كبيرة في مجالات الصحة والتغير المناخي والأمن، فبعد أزمة كورونا نواجه بشكل خاص آثار الحرب في أوكرانيا والمأساة التي تجري أمام أعيننا في قطاع غزة .وأضاف غزالي عثمان أننا قمنا بزيارة أوكرانيا وروسيا الاتحادية مع مجموعة من رؤساء القارة الإفريقية من أجل القيام بمبادرة وساطة لإيقاف الحرب وحقن الدماء، كما طالبنا مشاركة جنوب أفريقيا في دعوتها أمام المحكمة الدولية ضد إسرائيل وتورطها في جرائم التي ترتكب في قطاع غزة، مشددا على أن جزر القمر تؤيد أي دولة أو مبادرة تهدف إلى احترام القانون الدولي وكرامة الإنسان
وأوضح رئيس الجمهورية أن الإبادة الجماعية الممنهجة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الشقيق من قبل الحكومة الإسرائيلية في قطاع غزة والقسوة الفائقة التي يتعرض لها تثير الضمائر وتنهك الأخلاق والأديان وتتحدى الإنسانية، لذلك فنحن لدينا مسئولية تاريخية للدفاع عن المظلومين والتصرف على الفور لوقف هذه الحرب التي يتعرض لها الأطفال والنساء في فلسطين. وأشار غزالي عثمان إلى أنه في الوقت الراهن يجب علينا التحرك لوقف إسالة الدماء وضمان وصول الفلسطينيين إلى الغذاء والمياه والرعاية الصحية والحق في المأوى، فحين تستمر جمهورية مصر العربية وقطر في بذل الجهود مقدرة، نحن مطالبون بتوحيد جهودنا لتحقيق حل عادل وسريع من أجل تحرير الأراضي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967
وأكد أن حكومة جزر القمر تعرب عن تضامنها الكامل مع القضية الفلسطينية والتزامنا بالشرعية الدولية، ونؤكد موافقتنا على القرارات الصادرة في هذا الشأن، ونرحب بالقرار الأخير الذي اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة بدعم الدول الأعضاء لمنح فلسطين حقوق وامتيازات جديدة، وندعو مجلس الأمن إلى إعادة النظر في طلب فلسطين بالانضمام للأمم المتحدة، كما نعرب عن خوفنا من الهجوم الإسرائيلي واسع النطاق على رفح
قمة المنامة برهنت نتائجها الطيبة على الحرص الجماعي
وقد ألقى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، رئيس الدورة الحالية للقمة العربية في ختام أعمال القمة كلمة جاءت فيها "إخواني أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، يسرنا في ختام أعمال اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته الثالثة والثلاثين، أن نعرب لكم عن بالغ الشكر والامتنان على مشاركتكم القيّمة ومساهمتكم الثرية في أعمال هذه القمة المباركة، التي برهنت نتائجها الطيبة على حرصنا الجماعي ورغبتنا الصادقة للدفع قدماً بمسيرة العمل العربي المشترك، تحقيقاً لمصالح دولنا الشقيقة وشعوبها الكريمة
ويحدونا الفخر والاعتزاز باستضافة مملكة البحرين لهذا الاجتماع المبارك، برسائله وأهدافه النبيلة والخيّرة، ويطيب لنا بهذه المناسبة، أن نكرر شكرنا الخالص وتقديرنا البالغ لمعالي الأمين العام لجامعة الدول العربية، وجميع منتسبي أمانتها العامة، على ما بذلوه من جهد لافت وسعي مخلص لإنجاز أعمال هذه الدورة المهمة على أفضل وجه ممكن. وفي الختام، نسأل المولى عز وجل، أن يوفقنا جميعاً ويسدد خطانا لخير ونفع أمتنا العربية، متمنين لجمهورية العراق الشقيقة كل توفيق ونجاح لدى استضافة أعمال القمة العربية القادمة، بعون الله تعالى