وبعد أدائه اليمين الدستورية أمام رئيس المحكمة العليا، ألقي العديد من الكلمات منها كلمة السلطان عبد العزيز محمد يوسف الذي قدم التهنئة باسم الشعب القمري إلى رئيس الجمهورية، وكلمة الدكتور محمد باجرافيل نيابة عن سماحة مفتي الجمهورية الشيخ أبو بكر سيد عبد الله. كما تميز الحفل بكلمات رئيس أنغولا جواو لورنسو والذي يتولى حاليا رئاسة مجموعة "سادك" ورئيس جمهورية الكونغو دينيس ساسو نجيسو. وقد أشاد الرئيس الكنغولي في كلمته بالدور الكبير الذي لعبه الرئيس غزالي خلال رئاسته للاتحاد الافريقي في العام المنصرم
وقال "إن حفل التنصيب هذا هي اللحظة المناسبة للكشف عن الدور الذي لعبه غزالي عثمان خلال رئاسته للاتحاد الأفريقي في عام 2023". وأعرب الرئيس الكونغولي عن اقناعه بأن الطريق الشرعي الوحيد للوصول إلى السلطة في أفريقيا يجب أن يكون دائما عبر صناديق الاقتراع، بإجراء انتخابات حرة ونزيهة وشفافة، مشددا على أن "حفل التنصيب هذا هو المثال"
وأضاف أنه مسرور حيث يرى دول منطقة مجموعة "سادك" تشهد العديد من الانتخابات حرة ونزيهة وشفافة بشكل منتظم، وهو ما يضمن في هذه المنطقة الاستقرار. مشيرا إلى أن هذا العام ستجري انتخابات عام في ناميبيا وبونتسوانا وموزمبيق وجنوب أفريقيا حيث نأمل بأن يتم احترام النتائج لهذه الانتخابات من قبل جميع الأطراف المعنية". منوها عن قلقه إزاء وضع الصراع في موزمبيق وجمهورية الكونغو الديمقراطية وهما دولتان في مجموعة "سادك"، وكذلك الحرب الدائر في السودان والتي تسبب في مزيد من الخسائر في الأرواح وعد كبير من النازحين. مؤكدا بأن الشعب السوداني يستحق المزيد من الاهتمام من المنظمات الانسانية الدولية والاقليمية
بدوره، أشاد رئيس الكونغو برازافيل -والذي تحدث نيابة عن نظرائه الحاضرين- بالرئيس غزالي على "ولايته الرائعة على رأس "الاتحاد الأفريقي في العام الماضي"، قبل أن يؤكد بأن الانجازات التي تحققت في الاتحاد الافريقي خلال ولاية غزالي لا يمكن انكارها، لأنه عمل من أجل أفريقيا حديثة وموحدة وقوية، معربا عن سروره لأن شعب جزر القمر قد عهد مرة أخرى بمسؤولية مصيره إلى غزالي عثمان. وذكر أن ولاية الرئيس غزالي السابقة، تمكن الشعب القمري من تكييف طموحاتهم مع ضرورات الوقت الحاضر، مع تحرير الاقتصاد الوطني، وتحسين ظروف العمل، والترحيب بالاستثمارات الأجنبية، وإدارة الموارد العامة، واستعادة توازنات الاقتصاد الكلي، وما إلى ذلك من الاصلاحات التي تمت خلال الفترة الماضية
وقال الرئيس دينيس ساسو نغيسو إنه مقتنع بأنه، كما هو الحال في بقية القارة الافريقية، لا تزال هناك العديد من التحديات التي يتعين التغلب عليها. وأضاف "هذه التحديات هي نفسها تقريبا في كل مكان". منوها بأن من بين هذه التحديات، العمل على تطوير البنى التحتية للطرق والسكك الحديدية والبحرية والطاقة اللازمة لتنمية التجارة، وتصنيع الاقتصاد والزراعة وظهور السياحة والترفيه وغيرها من القطاعات
حصول العضوية الكاملة في مجموعة العشرين
كما ألقى الرئيس غزالي في نهاية الحفلة كلمة جاء فيها "أصبح يوم 26 مايو تاريخا رئيسيا للتناوب السلمي على هرم الدولة منذ العام 2002، وعملا قانونيا مكرسا دستوريا. لذلك أشكر القمريين الذين جددوا ثقتهم بي، وأقول لكل الشعب القمري، إنني سأكون أهلا لها -إن شاء الله- ولن أخيب ظنكم". كما توجه فخامته بالشكر إلى المحكمة العليا ولجنة الانتخابات الوطنية المستقلة والهيئات والمؤسسات الأخرى المسؤولة عن العملية الانتخابية، على الاحترافية التي أنجزوا بها مهامهم
وأضاف رئيس الجمهورية في كلمته "وكما تعلمون جميعا، كان لبلادي شرف وامتياز رئاسة مصير القارة الأفريقية، وذلك بتولي رئاسة الاتحاد الأفريقي في فبراير 2023. ولذلك فإنني أبدأ هذه الولاية الرئاسية الجديدة على رأس بلدي، في حين أنهيت للتو ولايتي كرئيس للاتحاد الأفريقي، في فبراير 2024". موضحا قائلا "أؤكد لكم أننا، خلال هذه الرئاسة، امتثلنا لأهداف الاتحاد الأفريقي من خلال العمل الجاد لإنشاء وتسريع منطقة التجارة الحرة القارية، للدفاع عن المواقف الأفريقية المشتركة بشأن القضايا ذات الاهتمام الإقليمي. كما واصلنا تنفيذ أجندة 2063، التي تلتقي أهدافها التنموية المستدامة والشاملة مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة"
وأشار إلى أنه "في ظل رئاسته، اتخذ الاتحاد الأفريقي خطوة حاسمة نحو الأمام، حيث حصل على العضوية الكاملة في مجموعة العشرين، مما فتح آفاق اقتصادية كبيرة لقارتنا، خاصة من خلال منطقة التجارة الحرة القارية. منوها على أنه رغم التحديات العديدة التي كان علينا مواجهتها، فقد حصلنا على دعم شركائنا لتنفيذ مهمتنا بنجاح على رأس الاتحاد الأفريقي"
كما تحدث الرئيس غزالي في كلمته إلى الأوضاع الداخلية وقال "إن التنمية الاجتماعية والاقتصادية لبلدنا لا يمكن أن تنجح وتعود بالنفع على الشعب القمري إلا إذا تمكنا من الحفاظ على أغلى موارد بلادنا، التي ما زالت قائمة، كما قلت دائما: السلام والأمن والاستقرار. موضحا أنه تم بذل الكثير من الجهود في هذا الاتجاه، ولكن يجب علينا فعل المزيد، من أجل جذب المزيد من المستثمرين من دول ومنظمات شريكة، والاستفادة من عضويتنا في منطقة التجارة الحرة القارية. وكرر فخامته في هذا اليوم التاريخي، نداءه إلى جميع القوى الحية والطبقة السياسية في بلادنا -السلطة والمعارضة والمجتمع المدني- للتحرك معا بعيدا عن الاختلافات، من أجل السلام والاستقرار والوئام الوطني، لأنه يجب علينا العمل على تعزيز مؤسساتنا والحريات وترسيخ الديمقراطية وسيادة القانون في بلادنا، ومساعدة أمتنا على الفوز"
إدانة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني
وأكد غزالي قائلا "بصفتي رئيسا للجمهورية، وضامن المؤسسات والمدافع الأول عن المصلحة الوطنية، سأبذل كل ما في وسعي لضمان السلام والأمن والتماسك الوطني والسلامة الإقليمية لوطننا. وأتطلع إلى العمل في تعاون وثيق مع المحافظين الجدد الذين أدوا اليمين للتو، من أجل بناء أمة أكثر اتحاداً، وتقديم وجهات نظر جديدة لشعبها، من أجل المزيد من السلام والتنمية في مختلف المجالات
وفيما يتعلق بالمستجدات الدولية والإقليمية، أوضح فخامته "إنني أبدأ هذه الولاية الجديدة كرئيس لجمهورية القمر المتحدة، في وضع حساس للغاية، على الصعيدين الإقليمي والدولي، حيث يواجه العالم تحديات كبيرة في مجالات الصحة والأمن وتغير المناخ". وفي الوقت الذي يواجه العالم العواقب الضارة للحرب الروسية الأوكرانية، والمأساة التي يغرق فيها قطاع غزة، أكرر هنا دعوتنا إلى وقف الأعمال العدائية بين روسيا وأوكرانيا، مع التذكير بأننا قدمنا مساهمتنا المتواضعة في البحث عن حلول لهذا الحرب، في إطار مهمة السلام التي قمنا بها مع زملائي رؤساء الدول والحكومات الأفريقية"
وفيما يتعلق بما يجري في فلسطين، نجدد إدانتنا القوية للفظائع المرتكبة ضد السكان المدنيين في قطاع غزة والضفة الغربية، ونؤيد الطلب الذي قدمته جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، والذي اتهمت فيه إسرائيل بانتهاك حقوق الإنسان وارتكاب "الإبادة الجماعية" ضد الشعب الفلسطيني. كما نرحب تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة -بأغلبية كبيرة- على قرار لصالح قبول دولة فلسطين كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة، وهو القرار الذي أيدته جزر القمر أيضا"