وشهد الرئيسان مراسم التوقيع على ثلاث اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين جمهورية مصر العربية وجمهورية القمر المتحدة، شملت مذكرة تفاهم بشأن آليات التشاور السياسي، واتفاقًا للإعفاء المتبادل من تأشيرات الدخول لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة ولمهمة، إلى جانب اتفاقية عامة للتعاون بين البلدين. ووقع الاتفاقيات عن الجانب المصري وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي، فيما وقعها عن الجانب القمري وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي مباي محمد
وعقب مراسم التوقيع، عقد الرئيسان جلسة مباحثات مغلقة، أعقبتها جلسة موسعة بحضور وفدي البلدين، تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية، والتشاور بشأن القضايا الإقليمية والقارية ذات الاهتمام المشترك، قبل أن يعقدا مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا
في مستهل المؤتمر، رحّب الرئيس المصري بنظيره القمري، قائلًا: "أرحب بفخامة الرئيس عثمان غزالي في بلده الثاني مصر، متمنيًا له زيارة موفقة. ونؤكد تقديرنا العميق للعلاقات الأخوية التاريخية التي تجمع مصر وجزر القمر، والتي تستند إلى روابط الهوية العربية والإفريقية والإسلامية المشتركة
وأضاف السيسي: "أجرينا مباحثات مثمرة تناولت سبل تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية، بما يعكس عمق العلاقات الأخوية بين الشعبين، ويواكب فرص التعاون المتاحة. كما أكدت استعداد مصر الكامل لدعم خطط التنمية في جزر القمر، وعلى رأسها "خطة جزر القمر الصاعدة 2030"، من خلال نقل الخبرات المصرية في تنفيذ المشروعات التنموية على المستوى الإفريقي
وأكد الرئيس السيسي استعداد مصر للتعاون في مجالات الصحة والتعليم والسياحة والثروة السمكية والطاقة والبنية التحتية، مشددًا على أهمية زيادة معدلات التبادل التجاري، في ظل عضوية البلدين بتجمع الكوميسا"، بما يعزز التكامل الإقليمي والتجارة البينية
وأشار الرئيس المصري إلى وجود توافق في الرؤى مع نظيره القمري حيال القضايا الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها قضايا الاتحاد الإفريقي، والأوضاع في غزة والسودان، وتطورات القرن الإفريقي، وأمن البحر الأحمر، وجهود مكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى قضايا الفقر، وتخفيف أعباء الديون، والتغير المناخي، وتمثيل إفريقيا في المؤسسات الدولية
من جانبه، عبّر الرئيس غزالي عثمان عن بالغ امتنانه لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مشيرًا إلى عمق العلاقات التاريخية بين مصر وجزر القمر، والتي تعود إلى اليوم التالي لاستقلال بلاده في 6 يوليو 1975. وقال غزالي: "تربطنا بمصر علاقات متميزة على المستويات كافة، ونشيد بدورها القيادي في دعم القضية الفلسطينية، وجهودها المتواصلة لوقف إطلاق النار في غزة وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، ورفض خطط التهجير القسري، وصولًا إلى حل الدولتين
وأشار إلى أن مصر ساهمت في تدريب وتأهيل العديد من الكوادر القمرية، عبر الأزهر الشريف والمؤسسات التعليمية المصرية، إلى جانب الدعم الفني المقدم عبر الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية. وأوضح الرئيس القمري أنه تم خلال الزيارة توقيع اتفاقية تعاون عام، واتفاق بشأن إعفاء حاملي الجوازات الدبلوماسية وجوازات الخدمة من التأشيرات، وتسهيل دخول المواطنين القمريين إلى مصر لأغراض علاجية، وإنشاء آلية للتشاور السياسي والدبلوماسي، مؤكدًا الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة لمتابعة التعاون في مجالات التعليم والصحة وغيرها من الأولويات
وفي ختام كلمته، قال الرئيس غزالي: "نجدد شكرنا للرئيس السيسي على حسن الاستقبال، ونأمل في استضافته قريبًا في العاصمة موروني