وفي معرض إشارته إلى أن العام المقبل الذي سيوافق الذكرى الـ50 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وجزر القمر، قال شي جين بينغ إن البلدين وضعا نموذجاً لعلاقات تتميز بالمساواة والتضامن والتعاون بين الدول المختلفة في الحجم. وأضاف أن جمهورية الصين الشعبية مستعدة لتنفيذ التعاون مع جزر القمر في التخفيف من حدة الفقر، ودعم الشعب القمري في تحويل مزاياه الجغرافية وموارده البحرية إلى زخم للتنمية، ومواصلة بناء مجتمع مصير مشترك بين الصين وجزر القمر
وأكد شي جين بينغ أن الصين على استعداد لمساعدة جزر القمر في تحقيق هدفها المتمثل في القضاء على الملاريا بحلول عام 2025، وتوسيع التعاون العملي الثنائي في مجالات مثل الاقتصاد والتجارة والاستثمار والبنية التحتية ومصايد الأسماك البحرية وتغير المناخ. وقال "سمعت أن المسلسل التلفزيوني الصيني (شانهايتشينغ) واسمه العربي (الهجرة إلى السعادة) قد تم بثه مؤخراً في جزر القمر، وهو تصوير حقيقي لعملية تخفيف حدة الفقر في غرب الصين. وعلى الرغم من أن الصين وجزر القمر تفصل بينهما آلاف الجبال والأنهار، إلا أن تطلعات شعبي البلدين لحياة أفضل هي نفسها
ومن جانبه، أعرب رئيس الجمهورية عن رغبة بلاده جزر القمر في تعزيز العلاقات مع جمهورية الصين الشعبية والارتقاء بها، وجعل العلاقات بين البلدين نموذجا للتعاون بين إفريقيا والصين. وأعرب أيضا عن استعداد جزر القمر لتعزيز التواصل والتنسيق مع الصين ضمن الأطر متعددة الأطراف بغية تعزيز التضامن بين الدول النامية وتسهيل حل النزاعات الإقليمية من خلال الحوار. وقال غزالي عثمان "فخامة الرئيس شي، اسمحوا لي أولاً أن أنقل مودتي الأخوية لكم وإلى الشعب الصيني الصديق. وأتفق تماما مع مفهومكم لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، وهو دليل على قيادتكم المتميزة على الساحة الدولية"
كما التقى رئيس الجمهورية بعضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وأمين اللجنة المركزية لفحص الانضباط بالحزب لي شي. وقال المسؤول البارز في الحزب الشيوعي الصيني إن الصين ستواصل تعزيز التبادلات والتعاون مع جزر القمر في مكافحة الفساد في إطار منتدى التعاون الصيني-الأفريقي (فوكاك). بينما عبر الرئيس غزالي عثمان عن أمله في تعميق التبادلات والتعاون مع الحزب الشيوعي الصيني، والتعلم من تجربة الحوكمة في الصين، وتعزيز النتائج متبادلة المنفعة من أجل تحقيق منفعة أفضل لشعبي البلدين
فوكاك يجسد رؤية الصين وتطلعاتها إزاء الجنوب العالمي
وتفتتح غدًا الأربعاء، قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي في بكين بمشاركة زعماء من أكثر من خمسين دولة أفريقية، لبحث سبل تعزيز التعاون بين الجانبين والاتفاق على الخطط الجديدة للتعاون المشترك في المرحلة المقبلة. وهي أكبر تجمع دبلوماسي تستضيفه الصين منذ سنوات، حيث يعود مصطلح "الجنوب العالمي"، وهو مصطلح شامل لمجموعة متنوعة من البلدان النامية الواقعة في الغالب جنوب خط براندت، إلى الواجهة. ويأتي عقد هذه القمة لأول مرة منذ تفشي وباء كورونا (كوفيد-19) في الوقت الذي تسعى فيه الصين لدعم التكتّل الاقتصادي الجديد "الجنوب العالمي"، الذي يضم الدول النامية في أفريقيا وأمريكا اللاتينية في ظل تنامي التنافس العالمي للفوز بالدول الأفريقية التي تمتلك الإمكانات الهائلة من الموارد الطبيعية والبشرية
وتعد هذه القمة فرصة للتأكيد على أهمية تمكن الصين وأفريقيا من الدفاع بشكل أفضل عن العدالة وتعزيز النظام الدولي في ضوء عضوية جنوب أفريقيا ومصر وإثيوبيا بتجمع "بريكس". وتدعم بكين خطط الدول الأفريقية نحو تحقيق التنمية الشاملة وتسعى لتعزيز وجودها في السوق الأفريقي بتمويل مشروعات البنية الأساسية فيما يسمى مبادرة "الحزام والطريق الخضراء". وأقرّت الخطة تخصيص 10 مليارات دولار لتمويل التجارة بهدف دعم الصادرات الأفريقية للسوق الصيني وإقامة منطقة صناعية صينية أفريقية للتعاون في إطار مبادرة "الحزام والطريق"، فضلًا عن العمل على تحسين شبكة نقل التكنولوجيا والتعاون في مجال الابتكار بين الصين وأفريقيا، وعقد منتدى التعاون والتطوير في مجال الابتكار بين الصين وأفريقيا، ودعم تطوير المختبرات المشتركة
وقرر الجانبان الصيني الأفريقي تعميق التعاون لتحقيق الأمن الغذائي ودعم آلية التعاون الصيني والاتحاد الأفريقي في إطار "الحزام والطريق" والاستفادة الجيدة من صندوق مساعدة التعاون لدول الجنوب لتحسين قدرة الدول الأفريقية على توفير الغذاء بجانب العمل على تعزيز التعاون في مجالات العلوم والتكنولوجيا والزراعة والحد من خسائر الحبوب. كما قرر الجانبان تحقيق أقصى استفادة من آليات التعاون في مجال القدرة الصناعية، والاستفادة من تكامل احتياجاتهما التنموية؛ لتعزيز ترقية مشروعات التعاون بين الصين وأفريقيا لتحقيق التنمية في الصناعة المحلية، وبالتالي رفع مستوى القدرة الإنتاجية للدول لأفريقية