وعقب الاستقبال، قام رئيس الجمهورية بالتوقيع على النسخة الثانية من كتاب الايسيسكو بعنوان "السلام 360 درجة: من القول إلى الفعل.. تحقيق التآزر وتعزيز الشراكات من أجل السلام"، وذلك في حفلة رسمية تمت تنظيمها في قصر بيت السلام بحضور الدكتور سالم بن محمد المالك وعدد كبير من الوزراء ومستشاري رئيس الجمهورية وكبار المسؤولين في الدولة

وفي بداية كلمته، وجه الدكتور سالم بن محمد المالك شكره وتقديره إلى الرئيس غزالي للموافقة على التوقيع النسخة الثانية من كتاب "السلام 360 درجة"، مقدمة من منظمة الايسيسكو. مشيرا إلى أن ما شهده من رغبة صادقة من الحكومة القمرية في التطور والازدهار والانطلاق إلى فضاءات النهضة والتقدم، وإخلاص في العمل للنهوض بالمواطن القمري وتحسين سبل معيشته. وأكد المدير العام للإيسيسكو حرص المنظمة على دعم جهود جزر القمر في عدد من المجالات، من خلال برامج ومشاريع عملية، وفي مقدمتها المتعلقة بالنهوض بالمرأة وبناء قدرات الشباب، خصوصا في مجالات التكنولوجيا وتنمية المهارات الملائمة لمهن الغد. معلنا أن منظمته ستجدد مندوبيتها بموروني، لتصبح مركزا لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، ومنارة إقليمية فريدة ومقتدرة

ومن جانبه أكد رئيس الجمهورية غزالي عثمان في كلمته، دعمه رؤية منظمة الإيسيسكو الجديدة لتحقيق أهدافها في نشر ثقافة السلام والأمن، باعتبارهما أساس الحفاظ على العيش المشترك، والحجر الأساس لكل تقدم وتنمية، مشيدا بما شهدته المنظمة من تطوير وتحديث خلال السنوات الأربع الأخيرة. وأشار الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي إلى حرص الحكومة القمرية على تطوير التعاون مع الإيسيسكو، ودعم برامج ومبادرات المنظمة، داعيا إلى إدماج التربية على الأمن والسلام في المناهج الدراسية، والعمل المشترك لوضع حد للحروب والنزاعات، والقضاء على الفقر، ونشر الوحدة والتعاون

بينما قدمت سفيرة جزر القمر لدى منظمة الايسيسكو فايزنا مزي إسلام ملخصا لمحتوى النسخة الثانية من كتاب "السلام 360 درجة: من القول إلى الفعل.. تحقيق التآزر وتعزيز الشراكات من أجل السلام". معربة عن ارتياحها لمشاركتها في هذه الحفلة، وقالت "أنا هنا اليوم، لأشاهد على أهمية هذا البرنامج الذي سمح لي باكتساب المعرفة بصفتي امرأة شابة ومواطنة وفاعلة في التنمية"

وكان المدير العام لمنظمة الايسيسكو قد التقى بوزير التربية الوطنية والتعليم العالي الدكتور تقي الدين يوسف، وقد بحث الجانبان تعزيز التعاون الثنائي في مجالات التربية والتعليم العالي والتأهيل المهني وبناء قدرات النساء والشباب، وتعليم اللغة العربية ودمج قيم التعايش والسلام في المناهج التعليمية، واستثمار الرياضة في ترسيخ هذه القيم، والحفاظ على المواقع التراثية. وأفاد بيان الإيسيسكو بأنه خلال الاجتماع، الذي جرى بمقر وزارة التربية في موروني، استعرض الدكتور المالك رؤية منظمة الإيسيسكو وتوجهاتها الاستراتيجية، التي جعلت إفريقيا في صدارة أولوياتها، وأولت قضايا المرأة والشباب وصيانة التراث ومواكبة احتياجات الدول الأعضاء اهتماما خاصا في خطط عملها، مشيرا إلى تبني المنظمة نهج الانفتاح على الجميع لخدمة دولها الأعضاء. وأضاف أن منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة تدعم بقوة تطوير المنظومات التربوية في دولها الأعضاء، كما أبرز ما توفره المنظمة من دعم لتعليم اللغة العربية في الدول الناطقة بلغات أخرى، من خلال إنشاء الأقطاب التدريبية الوطنية للتميز في مجال اللغة العربية

 ومن جانبه، عبر الدكتور تقي الدين يوسف عن عميق تقديره للدعم الكبير الذي حظي به قطاع التعليم القمري من منظمة الإيسيسكو في السنوات الأخيرة، وخاصة خلال جائحة كوفيد-19، والذي مكن جزر القمر من تأمين استمرارية العملية التعليمية، كما استعرض المشاريع التي تتطلع الوزارة إلى تنفيذها بدعمٍ من الإيسيسكو. وأضاف البيان أن الجانبين اتفقا على التعاون في بناء قدرات المؤسسات التربوية والجامعية في البلاد، من خلال إنشاء قطب تدريبي وطني للتميز في مجال اللغة العربية، وتقديم دعمها الفني لافتتاح مسلك لدراسات الدكتوراه وإنشاء كلية للطب، كما تم الاتفاق على مواصلة التنسيق لوضع آليات تمويل مناسبة لبرامج التعاون