وفي كلمته الافتتاحية، رحب الدكتور طويل مزي حمادي المدير العام للمركز الوطني للتوثيق والبحث العلمي بجميع الحاضرين الذين جاؤوا من مناطق مختلفة ومسافات بعيدة، من أجل ذكر تاريخ وطنهم رغم ضيق الوقت والزمن. شاكرا الجميع على فهمهم أن هذا المركز معد للبحوث والدراسات من أجل الوصول إلى مخرجات قابلة للتطبيق على الأرض الواقع بعد المداولات والمناقشات
وقال الدكتور طويل إنه ليس غريب اليوم، أن نجتمع هنا لدراسة ما جرى في بلادنا قبل 48 عاما، من أجل مستقبل أفضل ومشرق، ألا وهو تاريخ جزر القمر، لأنه لا دولة بدون تاريخ، وبالأحرى لا إنسان بدون تاريخ لأنه لا يعرف أين يبدأ وأين ينتهي. وختم مزي حمادي كلمته بتقديم الشكر على أعضاء الرابطة القمرية لخريجي سوريا لإعداد وتنظيم هذه الندوة في هذا الوقت بالذات، وهذا من واجبكم تجاه بلدكم. متطلعا أن تكون توصيات ونتائج هذه الندوة الثقافية، إضافة جديدة تساهم على تحرير بلادنا بشكل كامل، وإنهاء الاستعمار في ظل وجود جزيرة مايوت تحت السلطة الفرنسية
أما الدكتور محمد ذاكر حسن السقاف أستاذ التاريخ بجامعة جزر القمر، فقد ذكر في بداية حديثه أن جميع الدراسات أثبتت وجود دولة جزر القمر والشعب فيها بـ3500 سنة قبل الميلاد، ولم تكن هناك مشكلة تذكر لأن الدولة حرة من شعب عربي حر. موضحا أنه خلال الفترة ما بين عامي 1843 و1886م وقت دخول المستعمر الفرنسي جزيرة مايوت ثم الجزر الأخرى، سيطرت فرنسا على دولة جزر القمر حتى أصبحت جزء منها إدارية
وبين عامي 1908 و1946 أصبحت جزر القمر تابعة لمستعمَر مدغشقر وعاصمتها أنتناناريف، وأن زاوزي في مايوت كانت تتلقى الأوامر من أنتناناريف وأنتناناريف من جانبها تتلقى الأوامر من باريس. وتحدث الدكتور السقاف عن الثورتين الكبيرتين (1914 إلى 1915) اللتين حدثتا في منطقتي (مبودي وديماني) بجزيرة القمر الكبرى، ودورهما في رفض الاستعمار وظهور شخصيات مهمة في تاريخ البلاد مثل: مسيم ومتار وحمد باتيار، كما ظهرت أحزاب سياسية في ذلك الوقت كالحزب الأبيض والأزرق وباسوك وموليناكو والحركة الطلابية في ثانوية سيد محمد شيخ، وكلهم جميعا لعبوا دورا مهما في رفض الوجود الفرنسي في جزر القمر وطالبوا بالاستقلال
وفي نهاية الندوة، تحدث أستاذ التاريخ في جامعة جزر القمر عن ظهور سيد محمد شيخ وإخوانه ودورهم في مفاوضات مع فرنسا، ما أدت إلى تنظيم استفتاء شعبي عام 1974 لاستقلال جزر القمر، وخلال هذه الفترة وبعد مداولات ونقاشات عديدة، أكد الرئيس الراحل أحمد عبد الله عبد الرحمن بأنه ليس بيده سوى إعلان استقلال جزر القمر وذلك في 6 يوليو عام 1975