إعداد/ نظام أحمد وسحنون عمر✍️
استضافت الندوة الوزير السابق والأستاذ في جامعة جزر القمر عبد الله مباي، بحضور رئيس الرابطة وأعضاء المجلس التنفيذي وعدد من الأكاديميين وممثلي وسائل الإعلام المحلية. قال الوزير السابق في مستهل حديثه: "ما أقوله ليس مجرد خيال أو كلامًا فارغًا، بل واقع عشته وعايشته". وأضاف أنه كان حاضرًا في قاعة إعلان الاستقلال رغم صغر سنه، كما عمل وزيرًا واحتفظ بعلاقات طيبة مع الرئيس السابق أحمد عبد الله عبد الرحمن، الأب الروحي لاستقلال البلاد
ركّز عبد الله مباي حديثه على الإخفاقات التي تعاني منها جزر القمر، مؤكدًا أننا للأسف لا نزال على المسار ذاته الذي ورثناه من الاستعمار. ومن أبرز الأمثلة على ذلك طبيعة الرواتب زهيدة القيمة التي يحصل عليها الموظفون، والتي لم تشجع على الاعتماد على الذات
وأوضح أن الاستعمار فرض نظام العمل مقابل أجر زهيد، مما دفع المواطنين إلى استغلال طاقتهم لصالح المستعمر بدلاً من بناء اقتصاد وطني مستقل، مؤكداً فشل الحكومات السابقة في تأسيس اقتصاد وطني يلبي احتياجات المواطنين من خلال الطلب والاستهلاك والتصدير والاستيراد
وأشار أيضًا إلى أن القوانين المستوردة من فرنسا كانت تخدم المستعمر وليس مصلحة جزر القمر، إذ منحت الرؤساء صلاحيات واسعة مثل تعيين قادة الجيش والقضاة وحل البرلمان، ما أضر بالاستقرار السياسي وفتح الباب للانقلابات المتكررة
مقترحات للإصلاح
اقترح عبد الله مباي حوارًا وطنيًا شاملًا لوضع دستور دائم يحمي الدولة والشعب، بمشاركة كافة فئات المجتمع، بما في ذلك الجالية في الخارج. كما دعا إلى إصلاح الاقتصاد الوطني وترشيد استخدام الموارد الطبيعية لتسهيل حياة المواطنين وتنمية البلاد
وردًا على أسئلة الحضور، أكد الوزير السابق على أهمية اللغة القمرية الأم، وأنها ستنتشر مستقبلًا بفضل جهود الكتابة والتوثيق الجاري إعدادها. كما نفى ما يُشاع بشأن مقتل الرئيس السابق علي صالح، موضحًا أن المسؤول الحقيقي هو المرتزق الفرنسي بوب دينار، وأن الرئيس أحمد عبد الله عبد الرحمن كان يسعى لحمايته
وجه عبد الله مباي رسالة إلى الشباب بالوعي والاطلاع لتحمل مسؤولية المستقبل ، مشيرًا إلى الموقع الاستراتيجي والموارد الطبيعية التي تجعل من جزر القمر مركز نفوذ بين القوى الكبرى. وأبدى استعداده للتعاون مع الباحثين لتوثيق هذه الأفكار قبل فوات الأوان