وخلال هذه الزيارة، تم عقد لقاءات مثمرة تناولت عدة ملفات استراتيجية، من بينها: التعليم والتدريب، والصحة والتعاون الطبي، والدعم الاقتصادي والاستثمار، والبنية التحتية والتنمية، والتعاون الديني والثقافي. كما أن هذه الزيارة لم تكن مجرد حدث بروتوكولي، بل شكلت نقطة تحول جديدة في مسار العلاقات الثنائية بين البلدين. وأكدت المباحثات بين الجانبين على ضرورة تعزيز الشراكة في مختلف المجالات، حيث أن جمهورية مصر العربية، باعتبارها دولة محورية في العالم العربي والإفريقي، أعربت عن استعدادها لدعم جزر القمر في مسيرتها التنموية
ومن جهته، شدد الجانب القمري على أهمية الاستفادة من الخبرات المصرية في مجالات التعليم والصحة والدين والاقتصاد
تقوية الحضور الدبلوماسي
رغم هذه الخطوات الإيجابية، يبقى من الضروري أن تقوم الحكومة القمرية بدعم سفارتها في القاهرة، فهي بالتأكيد تحتاج إلي زيادة عدد الكوادر الدبلوماسية، وتأهيل الموظفين وتزويدهم بالإمكانات اللازمة وتعزيز القدرة على متابعة الاتفاقيات وتنفيذ المشاريع المشتركة، ففي حالة غياب طاقم دبلوماسي قوي وفعّال قد يعرقل الاستفادة الكاملة من ثمار هذه الزيارة التاريخية. ومن هنا، يجدر الإشارة إلي أن سفارتنا هي البيت الوحيد وسند للطلبة خاصة وللجالية القمرية في مصر المحروسة بصفة عامة، حيث أنها تقدم لهم الدعم الإداري والاجتماعي والطبي وكذا توجيهات الطلبة نحو التخصصات المناسبة ومتابعة مسارهم الدراسي
مستقبل مشترك ومصير واحد
إن العلاقة بين جزر القمر ومصر ليست مجرد صداقة عابرة، بل هي أخوة راسخة ومصير مشترك. ولذلك، فإن تقوية الوجود الدبلوماسي القمري في القاهرة هو واجب وطني، وخطوة أساسية لضمان استمرار هذه العلاقة في خدمة الشعبين
وأخيرا، فإن العلاقة القمرية المصرية مثال حي على التعاون الصادق بين الشعوب. واليوم، تقع المسؤولية على عاتق الحكومة القمرية لتعزيز هذا التعاون عبر دبلوماسية قوية ونشطة، قادرة على تحويل الوعود إلى إنجازات ملموسة
بقلم الأستاذ/مصطفي سيد محمد الباقر جمل الليل
المستشار السابق في وزارة الزراعة والصيد والبيئة والسياحة المكلف بالملف العربي