logo Al-Watwan

Le premier journal des Comores

الشيخ أحمد علي مشنغاما في ذمة الله: جزر القمر تفقد أحد شيوخها الكبار ورمز من رموز الدعوة الإسلامية

الشيخ أحمد علي مشنغاما في ذمة الله: جزر القمر تفقد أحد شيوخها الكبار ورمز من رموز الدعوة الإسلامية

الوطن بالعربية |  | ---

image article une
فقدت الأمة القمرية، أمس الخميس 28 أكتوبر الجاري، أحد شيوخها الكبار، وذلك بعد رحيل الشيخ أحمد علي مشنغاما، عن عمر يناهز 75 سنة، بعد صراع طويل مع المرض في مستشفى المعروف -فرع مدي- ودفن في مقبرة العائلة بمسقط رأسه مدينة كومباني حاضرة منطقة واسيلي بجزيرة انغازيجا، بحضور كوكبة من العلماء والدعاة وجمع غفير من المواطنين.

 

وبوفاة الشيخ أحمد علي مشنغاما فقدت البلاد أحد علماؤها الأوفياء، وواحدا من دعاتها الذي كرس جميع حياته في خدمة العلم والدعوة إلى الله وهو رمز من رموز الدعوة الإسلامية والثقافة العربية في البلاد. وقد لعب المرحوم دورا كبيرا منذ شبابه وبعد تخرجه في كلية الآداب قسم اللغة العربية بجامعة أم الدرمان الإسلامية بالسودان وعودته إلى البلاد في نشر الدعوة الإسلامية في البلاد. وكان الفقيد داعيا ومربيا ومصلحا حيث سعى دائما إلى الإصلاح بين المتخاصمين. وكان أحمد علي مشنغاما قد درس في مدرسة الفتح بمدينة إيكوني على يد الشيخ محمد شريف رحمه الله

وفي عام 1974 وقبل حصول البلاد على الاستقلال، سافر إلى ليبيا كأول دفعة من طلاب جزر القمر الذين يحصلون على منح دراسية للدراسة في ليبيا في زمن الاستعمار الفرنسي والتحق في المعهد الثانوي حيث حصل على الشهادة الثانوية هناك. وبعد حصوله على الشهادة الثانوية في ليبيا عاد إلى البلاد وقام بتدريس اللغة العربية في ثانوية ميتساميهولي شمال جزيرة القمر الكبرى، قبل السفر إلى السودان حيث التحق بكلية الآداب قسم اللغة العربية في جامعة أم الدرمان الاسلامية بالسودان. وخلال دراسته في السودان شارك بتأسيس اتحاد طلبة جزر القمر في السودان مع عدد من الطلاب في ذلك الوقت ومن بينهم الشيخ أحمد راشد والدكتور عبد الحكيم محمد شاكر والأستاذ إسماعيل حامد وغيرهم وذلك في عام 1984/1985 من أجل لم الشمل الطلاب القمريين في السودان وتوحيد صفهم

وقد وصف الشيخ أحمد راشد بأخيه الراحل بأن "الشيخ أحمد علي مشنغاما كان أخونا لله بمعنى الكلمة وقد عرفه بأنه صاحب الأخلاق الفضيلة وصاحب المروءة ومحبا لإخوانه سواء عندما كان طالبا في مدرسة الفتح بإيكوني ووصولا في المعهد الثانوي بليبيا وحتى في السودان". وقال الشيخ أحمد راشد بأن المرحوم "هو كبيرنا في السن، وقد التقيته في السودان عام 1982 وكان الفقيد في ذلك بالسنة الثانية في كلية الآداب قسم اللغة العربية بجامعة أم الدرمان الاسلامية، وقد رحل عن هذه الدنيا عن عمر يناهز 75 تقريبا، وقد عايش جميع الجمعيات للدعوة في البلاد وشارك في تأسيس معظمها إن لم يكن كلها من الرابطة الخيرية القمرية وجبهة العدالة الوطنية وجمعية التوجيه، وقام بإلقاء العديد من الدروس الدينية في المساجد والقاء الوعظ في مختلف المناسبات الدينية والاجتماعية". كما أضاف الشيخ أحمد راشد بأن الله رزق للفقيد أولاد صالحين من البنين والبنات "ثلاثة من البنين وأربع من البنات" وقام بتربيتهم تربية صالحة وتزويج جميع البنات بعد تجهيز مسكنهم جميعا قبل وفاته وهذه منة من الله

أما الأستاذ سيد إبراهيم خطيب وإمام الجامع الكبير بمدينة كومباني فقد وصف رحيل الشيخ أحمد علي مشنغاما بأنه خسارة كبيرة بالنسبة للدعاة وطلبة العلم في البلاد بصفة عامة وفي مدينة كومباني مسقط رأسه بصفة خاصة حيث كان الفقيد بالنسبة لطلبة العلم مرجع كبير لهم عند الشدائد، وبرحيله لقد فقد الشعب القمري صاحب فكرة مستنيرة وكان يحمل هموم الدعوة دائما. وقال بأن الفقيد كان له حلقة قرآنية ودينية في منزله وهو من المؤسسين لمدارس الايمان وعضو مؤسس لمدرسة الأرقم في مدينة كومباني عام 2010  ووحدة كتاتيب بمنطقة واشيلي، بالإضافة إلى أنه كان يلقي دروس دينية ويقوم بتفسير خطبة الجمعة باللغة القمرية في الجامع الكبير لمدينة كومباني مسقط رأسه

أما الدكتور نور الدين باشا محاضر في جامعة جزر القمر فقد كتب على صفحته في الفسيبوك للرثاء على الفقيد أحمد علي مشنغاما بعنوان "إلى جنة الفردوس بإذن الله: وقال لقد فقدت الدعوة الإسلامية بجزر القمر اليوم الخميس 28 أكتوبر 2021، أحد جنودها المخلصين، الأستاذ أحمد علي مشنغاما، كان معلما ومربيا، مجتهدا في خدمة أهله، يأكل من عمل يده، جمع ببن العلم والإيمان والعمل، ناصحا أمينا لإخوانه، نقيا تقيا، ينأى بنفسه عن المآرب وعن سفاسف الأمور، طلق الوجه، فهم زمانه وعرف حدوده، وقليل فاعله. اللهم أدخله الفردوس الأعلى من الجنة، يرحمن يا رحيم"

 والجدير بالإشارة إلى أنه وبعد عودة الفقيد إلى البلاد عقب تخرجه في جامعة أم الدرمان الاسلامية بالسودان قام بتدريس اللغة العربية في معهد سيد محمد الشيخ الثانوي بموروني منذ عام 1988. ومنذ عام 2018 قام بالتدريس في المعهد الثانوي الحكومي في مدينة كومباني وشيلي قبل إحالته إلى التقاعد عام 2020. وفي السنوات الأخيرة تولى الفقيد منصب الموجه العام لجبهة العدالة الوطنية في جزر القمر. كما كان له عمود صحفي بعنوان "من صميم الحياة "يكتب في القسم العربي لصحيفة الوطن ما بين عامي 2011 /2012

وقد تم دفن الفقيد في مقبرة عائلية بقرب الجامع الكبير بمدينة كومباني وشيلي بعد صلاة ظهر أمس الخميس 28 أكتوبر 2021، بحضور لفيف كبير من العلماء والدعاة والأئمة وطلبة العلم والمثقفين وجمع غفير من المواطنين والمسؤولين والذين جاؤوا من مختلف مناطق البلاد لوداعه إلى مثواه الأخير

 

تعليقات