وري جثمان الصحفي الراحل، علي عبده، الثرى عصر يوم السبت 12 ديسمبر الجاري، في المقبرة العائلية ببلدة هاجمبو بمنطقة همهامي شمال شرقي جزيرة القمر الكبرى. وقد رافقه إلى مأواه الأخير في مسقط رأسه، بلدة هاجمبو، جمع غير من الصحفيين رجالا ونساء والسياسيين والمواطنين من أجل أداء صلاة الجنازة. وبعد خمس سنوات من انضمامه إلى مؤسسة الوطن، توفي الصحفي الشاب عن عمر يناهز 31 سنة، حيث كان المرحوم مسؤولا عن أخبار النقل الجوي والبحري في أول صحيفة في جزر القمر. وقد أثار وفاة الصحفي في مقتبل حياته حزنا شديدا على الجميع، خاصة بالنظر إلى الظروف المحيطة باكتشاف جثته التي توحي بوفاة علي عبده قبل ثلاثة أيام

المدير العام لصحيفة الوطن مولد مباي، الذي كان حاضرا من مكان الحادث بعد اكتشاف الجثة بحي مالوزيني حتى دفنه في هاجمبو، قدم التعازي الحارة نيابة عن العاملين في صحيفة الوطن إلى عائلة المرحوم علي عبده وأصدقائه وجميع أقاربه. وقال "إن وفاة الصحفي علي عبده خسارة كبيرة لصحيفة الوطن، وزملائه وزميلاته في جريدة الدولة اليومية، وكذلك لعموم الصحافة القمرية. فهو جزء من الجيل الجديد، لكن مساهمته وإضافته كانت ذات جودة عالية. ورغم هذه الظروف إلا أنه سيبقى معنا دائما. صحيفة الوطن فقدت عنصرا أساسيا ورابطا مهما ومنتظما، لن ننساه أبدا"

أول رئيس لنقابة الصحفيين القمريين

من جهته، عاد المدير العام السابق لصحيفة الوطن، إلى مسيرة الصحفي الشاب الراحل والتي تميزت خلال السنوات الخمسة الماضية عن زملائه الصحفيين بغاية الروعة. وقال أحمد علي عامر "تم قبول علي عبده في جريدة الوطن عبر مسابقة، وبمجرد وصوله تمكن اقناع الجميع بفضل عمله، فهو شخص يعمل على التطور والتقدم كل يوم. وقد أقنع زملائه في انتخابه أول رئيس لنقابة الصحفيين القمريين بعد مشاركته في أعمال إعداد نصوص هذه المنظمة". وقال "إنه ليست مهمة سهلة". أول من اضطر لقيادة مثل هذه الهيئة، حسب أحمد علي عامر، هو الصحفي أبو بكر مشنغاما، ومن ثمة الصحفي علي عبده. وأضاف المدير العام السابق لصحيفة الوطن "أن هذا يثبت أن الصحفي الراحل علي عبده رغم صغر سنه إلا أنه مثابرته وحبه لزملائه والمهنة سيطرت على حياته. لهذا السبب ترى الجمع الغفير من الصحفيين والمواطنين الذين توجهوا من العاصمة موروني ومن الجهات الأربعة لجزيرة انغازيجا لموافقته إلى مأواه الأخير

توفي أول رئيس لنقابة الصحفيين القمريين في ظروف غامضة تثير الشكوك حول مصدر الوفاة. وفي الوقت الحالي، يخضع المنزل الذي عثر فيه جثة الصحفي علي عبده تحت رقابة الشرطة. وأكد وزير الداخلية محمد داود عقب دفن المرحوم أنه تم فتح تحقيق لتوضح الغموض الذي يحوم حول وفاة الصحفي علي عبده. وقال المسؤول عن الأمن الوطني "نحن جميعا نأسف اليوم على دفن صديقنا وأخينا علي عبده. نأسف على ظروف وفاته، حيث يتم فتح تحقيق لتحديد سبب هذه الوفاة. نحن نعد بمتابعة مجريات التحقيق عن كثب، وإذا ما بين التحقيق أن هناك عملية قتل فسيدفع الجناة الثمن". علما أن المدعي الجمهوري محمد عبده الذي كان حاضرا في مكان الحادث، وأمر بإجراء تحقيق، سيتحدث ظهرا هذا اليوم الاثنين أمام وسائل الإعلام حول هذه الحادثة

التحق بصحيفة الوطن عن طريق مسابقة

والجدير الذكر أن الصحفي علي عبده خرج من جريدة الوطن في حوالي الساعة الثامنة مساء، يوم الخميس 10 ديسمبر الجاري، بعد استكمال عمله العادي في الصحيفة. ومنذ مساء ذلك اليوم لم يتمكن أحد من أسرته ولا من زملائه الصحفيين من الاتصال به هاتفيا حتى صباح يوم السبت العاشر من ديسمبر، حيث تحركت والدته إلى مقر الصحيفة للاستفسار والبحث عنه ومن ثمة قام زملاؤه وأسرته بالذهاب إلى منزله الكائن بحي مالوزيني جنوب العاصمة موروني كي يجدوا أن الصحفي علي عبده قد فارق الحياة. وكان الصحفي الراحل قد التحق بجريدة الوطن قبل خمس سنوات، حيث كان في الفترة الأخيرة مكلفا بتغطية أخبار مجلس الوزراء في القصر الجمهوري ببيت السلام. كما كان مسؤولا عن كتابة أخبار البرلمان الوطني وأخبار النقل الجوي والبحري

وقد تم انتخابه في 17 فبراير 2020 أول رئيس لنقابة الصحفيين القمريين. وولد المرحوم علي عبده في 31 ديسمبر 1989 في مدينة هاجمبو بمنطقة همهامي شمال شرقي جزيرة انغازيجا، وقد حصل على شهادة الثانوية في عام 2010، والتحق بكلية الآداب قسم الأدب الفرنسي بجامعة جزر القمر حيث تخرج فيها بشهادة اللسانس. وبدأ الصحفي علي عبده عمله في صحيفة الوطن كمتدرب لمدة ثلاثة أشهر منذ 13 سبتمبر 2014. وفي يناير 2015 قام الراحل بتوقيع عقد عمل مع جريدة الوطن كصحفي متدرب. وبعد عام من ذلك، أصبح علي عبده صحفي محرر بصفة رسمية لجريدة الوطن بعد أن جاء في المرتبة الأولى في المسابقة الثالثة لالتحاق الصحفيين بمؤسسة الوطن