لم يكن أمام الصحفيين القمريين خيار آخر، سوى التجمع في ساحة جريدة الوطن اليومية، للاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة، وذلك بمشاركة ممثلي وسائل الإعلام المحلية المختلفة، سواء المرئية أو المسموعة أو المكتوبة وبحضور بعض الشخصيات البارزة في مجال الصحافة. وفي بداية الاحتفال، ألقى رئيس نقابة الصحفيين القمريين أحمد بكر كلمة انتقد فيها قرار محافظ العاصمة عبد الله سعد، بعدم ترخيص تنظيم المسيرة السلمية والتجمع في ساحة الاستقلال بالعاصمة للاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة، وقال بأن هذا الحظر يعتبر بمثابة انتهاك صريح لحرية الصحافة وحرية التعبير ومنع حق من حقوق المواطن القمري والصحفيين بصفة خاصة
كما هنأ رئيس النقابة في كلمته بالمكتب التنفيذي السابق برئاسة الصحفية فايزة سولي يوسف "على العمل الدؤوب الذي أنجزه خلال العامين الماضيين من ولايتها، مع إنشاء التأمين الصحي لرعاية الصحفيين المنتسبين للنقابة. ودافع مكتبها بشجاعة وعزيمة عن الصحفيين النقابيين وغير النقابيين الذين كان يواجهون صعوبات مع أصحاب العمل، وكذلك في المحكمة القمرية". ووجه رئيس النقابة نداء عاجل باسم نقابة الصحفيين القمريين، إلى النائب العام لمحكمة موروني بفتح الملف القضائي لأول رئيس للنقابة الصحفي علي عبده في أقرب وقت ممكن، والذي توفي في ظروف غامضة
وذكر أن عائلة المرحوم علي عبده والنقابة تقدموا بشكوى إلى محكمة موروني ضد مجهول، حيث يعتقدون بأن وفاة المرحوم لم تكن طبيعية. وقال "نحن ننتظر أن تنظر المحكمة بسرعة في هذا الأمر الذي يهمنا كثيراً. كما يجب على الحكومة أن تتدخل حتى تظهر الحقيقة". وانتهز أحمد بكر هذه الفرصة لطلب الحكومة، خاصة وزارتي الإعلام والمالية، بالرد الإيجابي على مسألة دعم الصحافة الخاصة. مؤكدا أنه منذ أكثر من 15 عاما يطالب الصحفيون بصندوق الدعم هذا، من أجل دعم وسائل الإعلام الخاصة لكنها لم تتلق حتى الآن أي رد ملموس
الصحفيون كالمعلمين والأطباء في تنمية البلاد
وشدد أحمد بكر على أن الصحفيين هم جهات فاعلة في تنمية البلاد، تماما مثل المعلمين والأطباء، ويستحقون الدعم المالي المناسب لا للترهيب. متطرقا في حديثه إلى الرواتب البائسة التي يتلقها الصحفيون من وسائل الإعلام العامة. ونوه على أهمية قيام الدولة بتمويل مشروع تدريب الصحفيين، حتى يكونوا فعالين مع احترام الأخلاق والسلوك المهني
كما وجه رئيس بقابة الصحفيين نداء عاجلا إلى جميع الجهات الفاعلة في المجتمع القمري: السلطات والمواطنون والجيش والقضاء والشركات والمنظمات "بأن يدركوا أهمية العمل الصحفي باعتباره السلطة الرابعة في أي مجتمع، وأهمية إيحاد الصحافة الحرة والمستقلة، لأن الصحافة القوية والمستقلة هي ركيزة المجتمع الديمقراطي والمزدهر. وأعرب عن سعادته وشعوره بالرضى التام حيث لم يتم تسجيل أي اعتداء أو سجن صحفي خلال العام 2024، ونأمل في إنهاء العام بشكل إيجابي، فإن الصحفيين لا يحبون قضاء وقتهم في المحكمة أو في السجن. وقال نريد أن نكون قادرين على ممارسة مهنتنا بالحرية
وتحدث أحمد بكر عن سوء الأحوال الجوية التي شهدتها البلاد خلال الفترة الماضية، جراء الأمطار الغزيرة وما يترتب على ذلك من عواقب إنسانية ومادية كبيرة. داعيا وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية المتواجدة في جزر القمر وكذلك الإدارات العامة التي تعمل من أجل حماية البيئة، إلى المساعدة والوقوف مع المتضررين في هذه الأوقات الصعبة. إضافة إلى العمل على تنظيم ندوات وورش عمل وبناء القدرات وغيرها من أنشطة حتى نستطيع مواجهة مثل هذه الكوارث في المستقبل
ووجه لوسائل الاعلام المختلفة تخصيص مساحة كبيرة لبث البرامج المتعلقة بكيفية حماية الشعب من الأمطار الغزيرة والفيضانات وغيرها من الأزمات والكوارث لا سمح الله. وتم خلال الحفل توزيع شهادات تقديرية على عدد من الصحفيين السابقين لجهودهم القيمة في هذه المهنة. كما تم تكريم بعض الصحفيين الذين وفاتهم المنية وانتقلوا إلى عالم الآخرة. واختتم الحفل بنشاط إنساني حيث قام عدد من الصحفيين بالتبرع بالدم لصالح مرضى مستشفى المعروف بالعاصمة موروني، لمساعدتهم على إنقاذ أرواحهم