logo Al-Watwan

Le premier journal des Comores

العالم الإسلامي يفقد أحد أبرز علمائه.. وفاة الشيخ عبد المجيد الزنداني في إسطنبول

العالم الإسلامي يفقد أحد أبرز علمائه.. وفاة الشيخ عبد المجيد الزنداني في إسطنبول

الوطن بالعربية |  | ---

image article une
ودع اليمنيون والأمة العربية والإسلامية يوم الاثنين 22 أبريل الجاري، علما من أعلامها وكوكبا من كواكبها، وهاديا من هداتها ورائدا من روادها، الشيخ عبد المجيد بن عزيز الزنداني، العالم العامل، والمجاهد المربي، صاحب العطاءات الدعوية، والإمدادات التربوية، والجهود التعليمية، والأطوار الجهادية.

 

وقد نعى علماء وهيئات إسلامية عديدة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني، الذي توفي الاثنين الماضي في أحد مستشفيات إسطنبول، عن 82 عاما. وقالت أسرة الشيخ، في بيان، "ببالغ الحزن والأسى وبقلوب راضية بقضاء الله وقدره، ننعى وفاة والدنا الشيخ العلامة عبد المجيد بن عزيز الزنداني، الذي توفاه الله عز وجل إليه يومنا هذا الاثنين". وتوالت بيانات النعي والتعزية في وفاة الشيخ الزنداني، رئيس هيئة علماء اليمن سابقا، من جانب العلماء والسياسيين والإعلاميين

وقال الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، عبر منصة إكس، إنه "يعزي الأمة الإسلامية في وفاة الشيخ العلامة عبد المجيد الزنداني، عضو الاتحاد، والهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة". كما نعت هيئة علماء فلسطين الشيخ الزنداني الذي وصفته بأنه "قامة شامخة من قامات العلم والدعوة في الأمة الإسلامية، مؤسس جامعة الإيمان في اليمن، ومؤسس الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، وأحد رموز العمل الإسلامي في اليمن الشقيق والعالم الإسلامي". وقالت إنه "لبّى نداء ربه تعالى عقب حياة حافلة قضاها في الدعوة إلى الله تعالى ونشر العلم وتربية الأجيال والذود عن الحرمات والمقدسات وخدمة قضايا الأمة، وفي القلب منها قضية فلسطين والقدس"

أما هيئة علماء المسلمين في العراق، فقد وصفته بأنه "كبير علماء اليمن، وأبرز أعلام علماء الأمة الإسلامية"، وقالت إنه قضى عمره بين "أروقة العلم، والدعوة، ونصرة المسلمين والدفاع عن قضاياهم". من جانبها، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في بيان، إن الزنداني كان خلال مسيرته من "أبرز رجالات التربية والتعليم والدعوة في اليمن والعالم الإسلامي، ورائد علوم الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، وركنا من أركان العمل الإسلامي في دعم قضايا الأمة الإسلامية، وفي مقدمتها قضية فلسطين والقدس والمسجد الأقصى المبارك"

مسيرة حافلة بالعطاء

ولد الشيخ عبد المجيد الزنداني عام 1942 في اليمن، وأسس جامعة الإيمان، التي تعد من أهم الجامعات الإسلامية في العالم، والهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة. ألف المرحوم العديد من الكتب والرسائل في مختلف مجالات العلوم الشرعية، وساهم في تأسيس حزب التجمع اليمني للإصلاح، وكان عضواً في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. انتقل إلى السعودية حيث التقى كبار العلماء هناك، من بينهم: الشيخ عبد الله بن باز، والشيخ محمد بن صالح العثيمين، وحصل على شهادة الدكتوراه من جامعة أم درمان الإسلامية في السودان، مما زاد من سعة معرفته وعمق مداركه، بتلقيه من هذه المشارب جميعا: مصر الأزهر، وبلاد الحرمين، والسودان؛ فضلا عن اليمن

تلقى الفقيد تعليمه الأولي في الكتاب بمسقط رأسه قرية الظهيبي التابعة لمديرية الشعر في محافظة إب، وانتقل للالتحاق بالتعليم النظامي في عدن، قبل أن يتوجه إلى مصر لمتابعة دراسته الجامعية، فالتحق بكلية الصيدلة بجامعة عين شمس، ودرس فيها لمدة سنتين، إلا أنه ترك دراسته في هذا المجال نظرا لاهتمامه المتزايد بالعلوم الشرعية، حيث باشر تعلم العلوم الشرعية وتفاعل معها، ووفرت له الفرصة للالتقاء بالعلماء المشهورين في الأزهر الشريف، كما التقى طلابا يمنيين في مصر مثل محمد محمود الزبيري، وعبده محمد المخلافي، وقطع دراسته وعاد معهما إلى صنعاء للمشاركة في دعم قيام النظام الجمهوري وحماية مكتسبات الثورة في خمسينيات وستينيات القرن العشرين

وتولى الشيخ مناصب عديدة، منها: إدارة معهد النور العلمي في اليمن، والتدريس في بعض مؤسسات التعليم، وتولى منصب إدارة الشؤون العلمية في وزارة التربية والتعليم اليمنية، وعين رئيسا لمكتب التوجيه والإرشاد عند إنشائه في عام 1975، قبل أن يتم تعيينه في وزارة المعارف، وهو أيضا رئيس مجلس شورى حزب التجمع اليمني للإصلاح

برز الشيخ الزنداني كأحد أشهر علماء الأمة في مجال الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية، فلا يكاد يذكر (الإعجاز العلمي) إلا ويذكر معه الشيخ الزنداني، حتى أصبح أحد أبرز العلماء المعاصرين الذين حاولوا البرهنة على سبق القرآن في مجال الحديث عن الاكتشافات العلمية في مجالات كثيرة كالطب، وخلق الإنسان، والجيولوجيا، وتابع حهوده في هذا المجال حتى أسس "الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة في مكة المكرمة"، وكان لجهوده في هذا المجال كبير الأثر في الدعوة إلى الله تعالى، وإقبال الكثيرين على الإسلام، وتعزيز إيمان المؤمنين، حيث كانت له اكتشافات واختراعات وعلاجات لأمراض كثيرة، وذلك من خلال نصوص القرآن والسنة، وهذا يستحق أن يفرد بدراسة عن جهود الشيخ العلمية والتطبيقية في هذا المجال

مؤلفاته ومقالاته

ترك الزنداني عددا من المؤلفات المتنوعة والمقالات المتفردة، وهي من العلم النافع بإذن الله الذي ينفع صاحبه بعد وفاته، كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: "إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له". ومن كتبه الرائدة التي تركها: "علم الإيمان"، و"طريق الإيمان"، و"نحو الإيمان"، و"التوحيد"، و"البينة العلمية في القرآن الكريم"، و"تأصيل الإعجاز العلمي"، أما كتابه "بينات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ومعجزاته" فقد سمح بطباعته دون مقابل مالي، ليكون ضمن مقررات مادة "الثقافة الإسلامية" في جامعة الخرطوم؛ وقد كان له أثر كبير على كثير من الطلاب والطالبات

ومن مقالاته: "أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج"، "الأقمار الصناعية تشهد بنبوة محمد"، "منطقة المصب والحواجز بين البحار" .. كما كان له العشرات من الأشرطة والمحاضرات التي فصل فيها مظاهر الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية

تعليقات