في إطار مهمة طبية إنسانية لتعزيز التعاون الصحي بين المملكة العربية السعودية وجزر القمر، أرسل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية قافلة طبية تضم 24 طبيبًا إلى البلاد. وقد وصل الوفد الطبي إلى موروني يوم الجمعة 14 نوفمبر الجاري، في مهمة تستمر عشرة أيام، لتقديم الاستشارات الطبية وإجراء العمليات الجراحية للأطفال والبالغين من المواطنين مجانًا، بمستشفى المعروف المركزي بموروني.
إعداد/ شيخ علي حماد ✍️
وأوضح الدكتور حسن محمد مباي، أحد منسقي القافلة ورئيس الأطباء في المركز الصحي بمدينة تسوجيني بجزيرة القمر الكبرى، في تصريح لصحيفة الوطن أمس الخميس، أن أعمال القافلة بدأت منذ صباح يوم السبت الماضي بالمستشفى العسكري بموروني للاستشارات الطبية، بينما تُجرى العمليات الجراحية في مستشفى المعروف المركزي. وأضاف أن المرضى الذين يحتاجون لإجراء عملية يتم تحويلهم بعد الفحص إلى المستشفى المعروف، مؤكدًا أن 80 بالغًا أجروا عمليات منذ السبت وحتى الثلاثاء، بينما بدأت العمليات الخاصة بالأطفال منذ الأربعاء وستستمر حتى غدا السبت
وأشار الدكتور حسن إلى أن عدد المسجلين كان أكبر من المتوقع، وأن الفترة المحددة لتنفيذ المشروع لم تسمح بإجراء العمليات لجميع الراغبين، موضحًا أنه تم تسجيل أكثر من 300 شخص، وبعد الفحص والتصفية الأولية تم تحديد 170 بالغًا و180 طفلًا بحاجة حقيقية للعمليات. وأكد أن أعمال القافلة تسير وفق الخطة المحددة، مع إقبال كبير من المواطنين، وبالتعاون الكامل بين الأطباء القمريين وزملائهم السعوديين في المستشفيات المعنية
ومن جانبه، أكد سفير خادم الحرمين الشريفين بجزر القمر، الأستاذ محمد بن غرامة الشمراني، أن الهدف من القافلة هو تقديم الاستشارات الطبية المجانية وإجراء العمليات للأطفال والبالغين من المواطنين الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف الرعاية الطبية. وأعرب السفير عن شكره للحكومة القمرية، وعلى رأسها رئيس الجمهورية غزالي عثمان، ووزير الشؤون الخارجية مباي محمد، ومدير مكتب الرئيس المكلف بالدفاع يوسف محمد علي، ووزير الصحة أحمد سيدي ناهودا، لتسهيل وصول البعثة الإنسانية، متمنيًا للأطباء التوفيق في مهامهم
كما أشار السفير إلى أن الوفد يضم نخبة من الأطباء في تخصصات جراحة الأطفال، والجراحة العامة، وجراحة الغدد والأورام، لتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية
من جانبه، شكر رئيس الوفد الطبي البروفيسور سيف الصبح الحكومة السعودية على تكليفهم بهذه المهمة الإنسانية، كما أعرب عن امتنانه للحكومة القمرية على الضيافة وحسن التنظيم. وأوضح أن القافلة تضم 24 طبيبًا، بينهم 10 متخصصون في مجالات مختلفة، بالإضافة إلى أطباء عامين وأطباء تخدير، موضحًا أن البرنامج يشمل عمليات في تخصص المسالك البولية، وجراحة الأطفال، وغدد وأورام. وأعرب البروفيسور عن أمله في أن تكلل المهمة بالنجاح، وأن تمثل بداية تعاون صحي مستدام بين البلدين الشقيقين
وتضم القافلة نخبة من الأطباء والاستشاريين السعوديين والممرضين والفنيين والإداريين المتطوعين، وتؤكد الدور الإنساني للمملكة، حيث تُترجم الخبرة الطبية إلى قصص نجاح تُغير حياة الأطفال وعائلاتهم، وتخفف العبء عن ذوي محدودي الدخل، وترسم بسمة جديدة على وجوههم
وتأتي هذه القافلة استمرارًا للدعم الإنساني الذي تقدمه المملكة العربية السعودية لجمهورية القمر المتحدة، وفي إطار العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والصحية، حيث تعتبر السعودية شريكًا دوليًا أساسيًا لجزر القمر في مختلف القطاعات