وتُعد شبكة اللاسلكي عالي السرعة حلًا بديلاً لتوفير خدمة الإنترنت في المناطق التي لا تصل إليها الألياف البصرية، إذ تعتمد على الشبكات المحمولة لتقديم إنترنت عالي السرعة. وبدخولها عصر الجيل الخامس، تنضم جزر القمر إلى قائمة محدودة من الدول الإفريقية التي تبنت هذه التقنية المتقدمة
وفي كلمته خلال حفل التدشين، وصف رئيس الجمهورية غزالي عثمان الحدث بـ"اللحظة المجزية"، مشيرًا إلى أن إطلاق شبكة الجيل الخامس هو ثمرة "سنوات من العمل الجاد، واستثمارات كبرى، وشراكة متينة بين الدولة وشركة القمرية للاتصالات"، مؤكدًا أنه يشكل تتويجًا لمسار طويل نحو التحديث الرقمي
وأضاف الرئيس غزالي أن هذا الإنجاز يتزامن مع الذكرى العشرين لتأسيس الشركة، معتبرًا أن "القمرية للاتصالات لم تكن مجرّد مشغّل اتصالات، بل كانت جسرًا يربط الجزر، ومحركًا للتنمية، وواجهة تعكس طموح الأمة القمرية
الجيل الخامس: بوابة للابتكار وتعزيز التنمية
وأكد الرئيس غزالي أن الجيل الخامس يشكل نقلة نوعية ستدعم الابتكار المحلي، وتفتح آفاقًا جديدة أمام الشركات والشباب، لاسيما في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية الحديثة. وقال: "هذه التقنية ليست رفاهية، بل رافعة للتنمية يجب أن تكون في متناول الجميع". وأصدر توجيهاته لضمان تعميم الخدمة في كافة بلديات البلاد، وتوفير اتصال قوي ومستقر وبأسعار ميسّرة للجميع
"ثورة في نمط الحياة والعمل"
من جانبه، قال وزير الاتصالات عموري ممادي حسن إن الجيل الخامس وشبكة الإنترنت اللاسلكي العالي السرعة "يمثلان ثورة حقيقية في نمط الحياة والعمل والتواصل"، مشيرًا إلى الخصائص المتقدمة التي توفرها هذه الشبكات، مثل السرعات العالية، وزمن الاستجابة المنخفض، والقدرة على ربط عدد كبير من الأجهزة في آن واحد
وشدّد الوزير على أهمية احترام معايير السلامة والخصوصية والاستدامة في تطبيق هذه التكنولوجيا، مؤكدًا التزام الحكومة بمراقبة جودة الخدمات، وفتح الباب أمام المواطنين لتقديم شكاوى وملاحظات بشأن الأداء
استراتيجية مدروسة لتوسيع التغطية
من جهته، أوضح المدير العام لشركة جزر القمر للاتصالات، علي حاجي ممادي، أن إطلاق الجيل الخامس لا يمثل خطوة تقنية فقط، بل هو "تحوّل في مقياس التطور التكنولوجي الوطني"، مشيرًا إلى أن هذه المرحلة تستند إلى دراسات وتحاليل فنية بدأت منذ عام 2024
وأكد أن استراتيجية الشركة تقوم على نهج تدريجي يهدف إلى إيصال الخدمة إلى أكبر عدد ممكن من المواطنين، خصوصًا في المناطق التي يصعب فيها تمديد الألياف البصرية. واعتبر أن الجيل الخامس "يفتح صفحة جديدة في تاريخ جزر القمر الرقمي، ويمنح المواطنين إمكانية الوصول إلى خدمات رقمية تتناسب مع قدراتهم واحتياجاتهم