إعداد/ محمد أحمد ممادي  ✍️

المنتدى، الذي استمر يومين بمشاركة وزارة الطاقة وشركائها التقنيين والماليين ومسؤولي الشركة الوطنية للكهرباء، مثّل منصة وطنية لتحديد معالم سياسة طاقية جديدة، قائمة على مبادئ الاستدامة، والعدالة، وإتاحة الطاقة للجميع

ناقش المشاركون خلال الورش الفنية جملة من التحديات والفرص المرتبطة بتأمين الطاقة وتحسين إدارتها، وانتهوا إلى وضع خارطة طريق وطنية ترتكز على ثلاثة محاور استراتيجية رئيسية: تحديث شبكة الكهرباء الوطنية لضمان كفاءة التوزيع والاستقرار، الانتقال التدريجي نحو مصادر الطاقة النظيفة مثل الشمس والغاز والطاقة الحرارية الجوفية، ترشيد الإدارة الداخلية لشركة الكهرباء الوطنية وتعزيز الحوكمة والشفافية

وتضمنت الإجراءات المعلنة إدخال العدادات الكهربائية مسبقة الدفع (STS) لتحسين ضبط الاستهلاك، وإنشاء مركز تدريب داخلي لرفع كفاءة العاملين، إلى جانب تطبيق نظام تحكم عن بُعد في شبكات الجزر الثلاث. كما شمل البرنامج خططًا لتجديد المحطات الحرارية القديمة وبناء محطات جديدة للطاقة الشمسية، في خطوة تهدف إلى تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتحسين جودة الخدمة للمواطنين

خطوة متقدمة في مسار خطة جزر القمر الطموحة

في كلمته الختامية، أكد رئيس الجمهورية غزالي عثمان التزام الحكومة الراسخ بإصلاح قطاع الطاقة، واصفًا المنتدى بأنه "مرحلة جديدة في بناء استقلال طاقي حقيقي". وقال: "لقد بذلت الحكومة جهودًا ملموسة بالتعاون مع البنك الدولي والبنك الإفريقي للتنمية لتحديث الشبكات وتوسيع الوصول إلى الكهرباء

وأشار إلى أن انخفاض فترات انقطاع التيار وتحسن استمرارية الخدمة وارتفاع كفاءة الاستجابة في الشركة الوطنية للكهرباء، تمثل جميعها مؤشرات على "حيوية جديدة يشهدها القطاع

من جانبه، أوضح وزير الطاقة الدكتور أبو بكر سيد علي أن المنتدى يعكس "نقطة تحول محورية نحو نظام طاقي أكثر حداثة وشمولًا واستدامة"، مؤكدًا أن هذا التوجه ينسجم مع رؤية "خطة جزر القمر الطموحة"، التي تضع الطاقة في قلب التنمية الاقتصادية والاجتماعية

أما ممثل البنك الدولي، كوفي كومنان، فقد أعلن عن دعم مالي بقيمة 20 مليار فرنك قمري لتعزيز خطوط نقل الطاقة الشمسية نحو محطة فواجو شمال العاصمة موروني. مؤكدًا التزام البنك بمساندة جزر القمر في تنفيذ استراتيجيتها الطاقية الطموحة

يمثل المنتدى الوطني حول مستقبل الطاقة خطوة عملية نحو إعادة بناء قطاع الكهرباء في البلاد على أسس حديثة، تجمع بين الاستقلال الطاقي، والحكامة الجيدة، والعدالة الاجتماعية

وإذا ما تم تنفيذ التوصيات المخرجة من هذا اللقاء، فإن شركة الكهرباء الوطنية ستتحول من مؤسسة مثقلة بالأعباء التشغيلية إلى فاعل وطني في التنمية المستدامة، يواكب التحديات البيئية والاقتصادية في الأرخبيل