وتأتي هذه المبادرة الإنسانية في إطار عمل المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر الإنساني، حيث أطلقت في الأيام الماضية صندوق تسمى "آركو" للإغاثة والطوارئ، لتخفيف التداعيات الإنسانية الناتجة عن الأزمات التي تحدث في عدد من دول العربية. وتظل منظومة العمل الإنساني في حاجة دائمة للتطور والمواكبة، والعمل المتواصل لبناء قدرات المجتمعات وتقوية بناءها لمواجهة كافة التحديات، والعمل على تلبية احتياجاتهم الضرورية مع الحفاظ التام لكرامتهم والسعي لإزالة ما علق بمجتمعاتهم من كوارث ومخاطر. والمنظمة عملها إنساني بحت ولا تتدخل في أي خلافات سياسية، وتعمل كجزء من الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر ووفق مبادئها الأساسية، وتختص بالتنسيق بين الهيئات والجمعيات الوطنية للهلال الأحمر والصليب الأحمر
كما أن هذه المساعدة الإنسانية تأتي بعد ثلاثة أشهر من قيام المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر بافتتاح مركز مراقبة وإدارة الكوارث الطبيعية في جزر القمر، والذي تم إنشاؤه بتمويل من جمعية الهلال الأحمر الكويتي. وافتتاح مركز إدارة الكوارث في موروني يدخل ضمن أهداف المنظمة التي تهتم بالجمعيات الوطنية ذات الإمكانات المحدودة والعمل على بناء قدرتها، وتنسيق عمليات الإغاثة والاسعاف بين الجمعيات الوطنية العربية لمساعدة ضحايا الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية التي تتعرض لها البلاد العربية
والجدير بالذكر أن المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر هي منظمة عربية إنسانية غير حكومية ذات طابع دولي، تتخذ من الرياض مقراً لها، وتعمل على تنسيق العمل العربي الإنساني الرامي إلى تخفيف معاناة المتضررين من الكوارث والفئات الأكثر ضعفاً، وتحرص على تحقيق الاستجابة العاجلة للنداءات الإنسانية وتوثيق المساعدات التي تقدمها الهيئات والجمعيات الوطنية للهلال الأحمر والصليب الأحمر
وظهرت فكرة تأسيس أمانتها العامة في عام 1965م أثناء اجتماع الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر في فيينا عاصمة النمسا، حينما كانت الجمعيات الوطنية العربية آنذاك لا تربطها أي رابطة ولا يوجد تنسيق فيما بينها ولم يكن لها تأثير كمجموعة في أوساط الحركة الدولية، وتوالت الاجتماعات وصولاً إلى اجتماع الرياض عام 1975م الذي نضجت فيه فكرة إنشاء المنظمة، وبارك الملك فيصل -طيب الله ثراه- تلك الفكرة حين تم الرفع لجلالته، وتقوم المنظمة بمهام التنسيق والتنظيم لتوحيد الجهود، وكان مقر أمانتها العامة في جدة ثم نقل إلى مدينة الرياض