وقد وقع على الاتفاقية من الجانب القمري تقي الدين يوسف كاتب الدولة المكلف بالتعاون الدولي بوزارة الشؤون الخارجية القمرية، الذي أشار إلى أهمية هذه المكرمة الإماراتية، مبينا بأن دولة الإمارات العربية المتحدة هي الدولة الشقيقة الأولى التي بادرت لدعم الأسر المنكوبة جراء الاعصار القوي من خلال توزيع كميات من الأدوية والمواد الغذائية الأساسية. كما أشاد في كلمته بجودة علاقات التعاون القمرية الإماراتية الأزلية التي تأتي أكلها كل حين في إطار توجيهات قيادتي البلدين الشقيقين ممثلة بحضرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة وفخامة الرئيس القمري غزالي عثمان حفظهما الله.
كما وقع الاتفاقية من الجانب الاماراتي عبيد البالوش، المدير التنفيذي للهلال الأحمر الإماراتي، الذي أشار إلى أن هذا التخصيص يأتي في إطار سعي دولة الإمارات العربية المتحدة للمساهمة في دعم الجهود الحكومي وتطوير التنمية وتمكين الشباب وتعزيز الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والسياسي في جزر القمر. وقد حضر حفل التوقيع السيد عبد الله مرغاني مدير مكتب وزير الخارجية وعدد من المسئولين في الدولة. وتقوم هيئة الهلال الأحمر، وبمتابعة من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، بتعزيز جهودها لدعم الأوضاع الإنسانية والتنموية في جزر القمر، من خلال تنفيذ عدد من المشاريع التنموية، تتضمن إنشاء وحدات سكنية، إلى جانب مشاريع أخرى في الصحة والتعليم والمياه والغذاء ومواد الإيواء.
ووصل إلى العاصمة القمرية موروني، وفد من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، للإشراف على تنفيذ تلك المشاريع، واستكمال الإجراءات الخاصة بها، بالتنسيق مع السلطات المختصة هناك. وأكد الدكتور محمد عتيق الفلاحي الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، أن تحرك الإمارات تجاه جزر القمر، جاء ضمن مبادرات إنسانية وتنموية عديدة، تبنتها الدولة للتخفيف من وطأة المعاناة الإنسانية، وتعزيز سبل الاستقرار والتنمية المنشودة في الدول الشقيقة والصديقة. وأوضح الفلاحي، أن هذه المشاريع تجسد حجم العلاقات المتينة بين الإمارات وجزر القمر، والتواصل المستمر بين قيادتي البلدين، وتعبر عن عمق الروابط الأزلية بين الشعبين، وتؤكد تضامن القيادة الرشيدة اللامحدود مع الأوضاع الإنسانية للأشقاء، كما تجسد سرعة استجابة الدولة للاحتياجات التنموية في جزر القمر. وأشار الفلاحي، إلى أن سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان يتابع باهتمام مشاريع الهلال الأحمر الإماراتي حول العالم، خاصة تلك التي تترك أثراً مباشراً في استدامة العطاء ونهضة المجتمعات البشرية.
وأضاف تأتي هذه المبادرة في إطار التزام الإمارات كدولة مانحة بنهجها الإنساني والتنموي تجاه الشعوب الشقيقة والصديقة، واستمراراً لجهودها المتميزة في تعزيز القيم والمبادرات التي تخفف من وطأة المعاناة الإنسانية وتساند جهود التنمية في المجتمعات التي تواجه تحديات في الخدمات الحيوية التي تؤثر على حياة الناس ومصائرهم. ونوه الفلاحي، إلى أن المشاريع التنموية المزمع تنفيذها في جزر القمر، تتضمن إنشاء 40 وحدة سكنية، وبناء وإعادة تأهيل 5 مدارس، وإنشاء مركز للأمومة والطفولة وتجهيزه بالمعدات الطبية، وإنشاء وحدة لعلاج مرضى الفشل الكلوي. وفِي محور آخر، أشار أمين عام الهلال الأحمر الإماراتي، إلى أن الهيئة تنفذ مشروعاً لتوفير المياه، من خلال حفر عدد من الآبار، وإنشاء محطات لضخ المياه تعمل بالطاقة الشمسية.